الأمم المتحدة: آلاف اللاجئين السودانيين مازالو يعبرون الحدود يومياً    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    مفهوم الصفوة: إننا نتعثر حين نرى    تشاد تتمادى في عدوانها على السودان    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    لم تتحمل قحط البقاء كثيرا بعيدا من حضن العساكر    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الخارجيةترد على انكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة مع دول عربية في غزة بعد الحرب    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك الفاضل المهدي ﺑﻼ ﻣﻜﻴﺎﺝ ﺳﻴﺎﺳﻲ
نشر في النيلين يوم 27 - 08 - 2017

ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺑﻄﺮﺡ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﺳﻞ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻗﺒﻼﺕ ﺣﻤﻴﻤﺔ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻳُﺤﺘﺬﻯ ﻭﺍﻧﺘﻘﺪ ﺣﺮﻛﺔ ﺣﻤﺎﺱ بقسوة، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺃﺧﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ . ﻭﻟﺨﻠﻖ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺗﺘﻘﺒﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺯﻋﻢ بإطلاق ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻳﺘﺂﻣﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻔﺮﺩﺓ ( ﺣﻔﺮ‏) ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ (ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻋﻴﺔ ) .. ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺑﺨﻔﺔ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﻀﺎﺭﻳﺲ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺗﻞ ﺃﺑﻴﺐ ﺑﻜﻞ ﺻﻠﻔﻬﺎ ” ﺍﺣﻤﺮ ﺧﺪﻫﺎ ” ﻭﻫﻰ ﺗﻄﺎﺭﺣﻪ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ، ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ : ( ﻳﺎ ﻣﺮﺣﻰ) !
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ – ﻟﻠﻤﻔﺎﺭﻗﺔ – ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻷﺳﺮﺓ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﺟﺪﻩ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻫﻮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎﺭات دينية ووطنية، ﻭﺃﺭﺳﻰ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﻫﺞ، ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﻔﺔ ﻣﻨﻪ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻫﺪﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪ، ﺇﻧﻪ ﻣﺒﺎﺭﻙ اﻟﺸﻬﻴﺮ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻭﺯ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺐ ﺭﺟﻞ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺑﻼ منازع ﺭﺟﻞ ﺗﻞ ﺃﺑﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ .
اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﺎﺭﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻣﺔ ﻭﺗﺒﺮﺃﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ، ﻭﻟﺠﺄﺕ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻠﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﺷﺨﺼﻲ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ . ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﻓﻀﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻌﻒ ﺷﻌﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻛﻮﻥ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻼﺀﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1967‏( ﻻ ﺳﻼﻡ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻻ ﺗﻄﺒﻴﻊ ﻻ ﺗﻔﺎﻭﺽ ) ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﺒﺮ -ﺣﻠﻴﻒ ﻣﻬﻢ – ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻔﻞ ﺍﻟﻤﻤﺠﺪﻳﻦ ﻟﻠﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ، ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻦ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﻔﺎً .
ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺃﻥ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺎﺋﻚ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﻠﺪﻭﺯ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ، ﻭﻳﻤﻬﺪ ﻟﻌﻤﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ وشيك، هو انقلاب في التوجهات الخارجية، ﻭﻟﻔﺮﻁ ﺑﺮﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺘﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺿﺤﻴﺔ، ﻭلم ﻳﺴﺘﻨﻜﻒ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻫﻲ ﺑﺈﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻟﻴﻨﺒﻬﻨﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﺎﺫﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻃﻮَّﺭﺕ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺤﻤﻀﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻭﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎً ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﻌﺮﻳﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﻦ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺗﺮﺍﻗﺼﻬﺎ ﺑﺄﺯﻳﺎﺀ ﻋﺎﺭﻳﺔ ﺃﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ .
ﻟﺘﻮﻫﺎ ﺑﺪﺕ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺗﺜﻴﺮ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ ﺑﻴﻦ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺘﺪﺭﺗﻪ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ . ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺠﺮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺗﺮﺍﺟﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻛﻨﺪﺍ ﻭﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ، ﻭﺃﻋﻠﻨﺖ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﻠﺼﺪﺍﻗﺔ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﺪﻋﻮﺗﻬﺎ كرم الله عباس القيادي بالمؤتمر الوطني وﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻠﺠﺪﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻜﻮﺩﺓ! ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ﺑﻔﻮﺍﺗﻴﺮﻩ ﺍﻟﺒﺎﻫﻈﺔ، وتتخذ لها حائط مبكى تعلق فيه خيباتها ..
رغم ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻤﺎﻫﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ والشارع العربي، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻇﻠﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺣﻤﺎﺱ، ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻭﺗﺤﻈﻰ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻧﻔﺬﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﺎﺭﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻻﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﺁﺧﺮﻫﺎ ﻗﺼﻒ ﻣﺼﻨﻊ ﺍﻟﻴﺮﻣﻮﻙ ﺍﻟﺤﺮﺑﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ / ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ 2012 ، ﻭﺃﺣﺎﻟﺖ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺤﻴﻢ
ﻳﺮﻛﻞ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﺑﺜﻘﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ، ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ – ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ – ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳﺒﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻌﺠﻞ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻴﻀﺎﺣﻪ، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺗﻮﺟﻪ ﺭﺳﻤﻲ ﺟﺪﻳﺪ يبدو ولا يبين، ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ – ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ – ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻩ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺳﺮﺍً ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺗﻘﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﺮﻓﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺗﻠﻮﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﺎﺭﺕ ﻧﻈﻴﺮ تعبيد الجسور ونشدان علاقة طيبة، ﻫﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺪﻩ ﻣﺒﺎﺭﻙ، ﻭﻳﻨﺸﺪﻩ ﺗﻴﺎﺭ ﻗﻮﻱ ﻧﺸﻂ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﺮﻳﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ .
ﻭﻣﺎ ﻳﺪﻟﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻻ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺷﺨﺼﻲ ﻫﻮ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻩ ﺗﻮﻟﻲ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﻓﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻟﻴﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺑﻼ ﺗﺮﺩﺩ، ﻭﻳﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﻮﺏ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺩﻫﺸﺖ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﻳﻘﻈﺖ ﻫﺘﺎﻓﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻢ ( ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ) ﻟﻴﺒﺪﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ .
ﻳﻠﺰﻣﻨﻲ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺣﺼﻞ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴُﻠﻄﺔ، ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺎﺀ ﻭﻟﺪﻳﻪ ﺻﻼﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ بالغرب، ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻣﺘﻰ ﻳﺼﻤﺖ ﻭﻣﺘﻰ ﻳﺘﺤﺪﺙ، ﻭﻣﻌﻨﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﻏﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺮى ﺷﺠﺮﺍً ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﻣﺮ ﺑﻤﻨﺼﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻳﺮﻓﻊ ﺭﺟﻠﻪ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ موضعها. ﻭﻳﻌﺰﺯ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻤﻤﺎﻧﻌﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﻠﻒ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ من ﺗﻨﺎﺯﻻﺕ ﻭﺟﻨﻮﺡ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻣﺮﺍﻛﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﻳﻀﺎً ﺳﻮﻑ ﺗﺤﺘﺮﻕ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﺎﺩﻯ، ﻭﻗﺪ ﻣﻜﻦ – ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ – ﺧﺼﻤﻪ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﺭﻗﺒﺘﻪ، ﻟﻴﻈﻬﺮﻩ ﺑﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﻌﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻓﺖ ﻧﺤﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻐﺘﺼﺒﺔ، ﺗﺼﺪﺭ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ، ﻭﺗﺮﻋﻰ ﺣﺘﻰ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻭﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻤﻠﺔ ﺿﺎﺭﻳﺔ ﺳﻮﻑ ﺗﻨﺘﺎﺷﻪ ﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ وهو يحاول اللعب بالبيضة والحجر، ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻃﺒﻊ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺧﺴﺮ ﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺳﻴﻔﻀﺢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻊ سرا ﻭﺗﺨﺸﻰ ﺍﻟﺠﻬﺮ ﺑﺬﻟﻚ .
ﻫﻮ ﻓﻘﻂ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺑﻼ ﻣﻜﻴﺎﺝ ﺳﻴﺎﺳﻲ
عزمي عبد الرازق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.