إليكم الطاهر ساتي [email protected] الشفافية أفضل سماد لأي مشروع ...!! ** ومن اللطائف أن فريقا من العلماء قصد أرض النوبة للتنقيب عن المعادن..وبعد أن نصبوا خيمتهم في طرف القرية، رفعوا أجهزتهم ومعاولهم وطعامهم وشرابهم على عربتهم تأهبا لرحلة البحث والتنقيب، ولكن قبل أن تتحرك عربتهم تفاجأوا برهط من شباب القرية حول الخيمة..وبعد التحية والسلام، سألهم أحدهم : ( إنتو عاوزين تحفروا وين ؟)، فطمأنهم مدير البعثة بأن كل عمليات البحث والتنقيب خارج القرية وكذلك بعيدا عن مزارعهم، فسأله الشاب غاضبا : ( بعيدا وين يعني ؟ نحن عاوزين نعرف إنتو عاوزين تحفروا وين بالضبط )، فأجابهم المدير بأن كل العمليات خارج حدود القرية، ثم سألهم ( قريتكم دي حدها بينتهي وين ؟)، فرد الشاب بذات الغضب : ( بينتهي في ليبيا)..وهنا علم مدير البعثة بأن الحوار معهم لن يجدي، فأستعان ببعض حكماء القرية، ونجح الحكماء ، فأدت البعثة الإستكشافية واجبها بهدوء وبلا متاعب ..!! ** وكذلك الحكومة اليوم بحاجة إلى حكماء بالشمالية ليقنعوا بعض الأهل هناك بأن حدود ملكيتهم وحيازتهم لا تنتهي في ليبيا أو مصر، وأن الأرض المراد إستثمارها - مركزيا- ليست ملكا لمواطن أو حيازة لمواطنة وإنما هي أرض تقع - جغرافيا وقانونيا - خارج سلطة المواطن..نعم يا سادة ياكرام، مليون فدان في حرم مدن الشمالية ثم مئتا الف فدان غرب القولد،هي المساحة التي تثير كل هذا الجدل ، وهي المساحة التي خصصها القرار الرئاسي(205) للإستثمار عبر الإدارة المركزية التي تمثلها وحدة السدود..نعم وزارة الزراعة الإتحادية هي الأنسب - دستوريا ومؤسسيا - لذاك التمثيل، لكن ( أهو ده القضاء والقدر، نعمل شنو ؟)، حيث وحدة السدود أصبحت (دولة داخل دولة )، بل تبدو أحيانا أقوى من الدولة ذاتها، بحيث لايراجعها المراجع العام وكذلك لها سلطة الإستيلاء على سلطات أية وزارة وأية حكومة ولاية، وهذا وضع معيب دستوريا ونأمل أن ينتبه إليه البرلمان، ولن ينتبه لأن هذا الوضع محمي بسلطة رئاسة الجمهورية ..!! ** المهم، تلك المساحة لايمتلك فيها أي مواطن فدانا، لا بشهادة بحث ولا بالحيازة ولا بالمنفعة ولا غيرها..فالقرار نص بأن تخطط تلك المساحة خارج حرم المدن والأرياف بكل ملكياتها وحيازاتها، أي ليس هناك أي نزع لملكية ولا مصادرة لحيازة كما يقول البعض.. واللجنة التي حددت جغرافية تلك المساحة كانت برئاسة وزير ولائي ممثل لحكومة الولاية الشمالية، بمعنى أن حكومة الشمالية - البتجقلب هسة - شاركت في كل مراحل المسح والتخطيط.. بل جاءت تلك اللجنة - بصحبة وفد من حكومة الشمالية - إلى ولاية الخرطوم وإستعانت بتجربة العاصمة في كيفية تحديد جغرافية المدن الحالية والمستقبلية، ونقلت التجربة إلى هناك ...!! ** ثم ياسادة ياكرام، تلك المساحة ليست للبيع، لا لأي مواطن ولا لأي أجنبي .. ولو إجتهد البعض الذي يزعم ذاك البيع وإطلع على اللوائح والقوانين المنظمة لهذا المشروع الإتحادي - كما مشروع الجزيرة وغيره - لعلم الآتي بكل سهولة : تلك المساحة - 1.200.000 فدان - بعد تسويتها ومدها بقنوات الري، سوف تطرح لأهل الولاية، حسب موقعها الجغرافي وحسب موقع مسقط رأس الأهل منه .. ولكن بشروط منها ( ليس للمواطن حق بيعها، وكذلك ليس له حق تركها أرضا بورا، ثم عليه أن يلتزم بزراعتها حسب نظم وقواعد المشروع، أي كما يفعل مواطن الجزيرة والسوكي والرهد - وغيره - مع نظم وقواعد مشاريعهم )..أها..أين الخطأ الذي يستدعي صراخا من شاكلة (صادروها ونزعوها) ؟..هي ليست ملكك ليصادروها، وكذلك ليست تحت حيازتك لينزعوها ومع ذلك تم مسحها وتخطيطها ومدها بقنوات الري، لتفلحها أنت وأنجالك وأحفادك حسب نظم وقواعد إتحادية كما أخريات في وسط البلاد، فأين الخطأ الذي يستدعي تشكيل (تحالف نوبي )، أو كما قال أحد أصدقائي ذات يوم بزاويته (المقروءة والمؤثرة )..!! ** وبالمناسبة يا سادة ياكرام، وحدة السدود لاتمثل أية جهة قبلية أو جهوية، بل هي تابعة لرئاسة الجمهورية، وتعمل هناك - وفي كل أنحاء السودان - وفق تلك السلطة الإتحادية، تخطئ هنا وتصيب هناك كأية مؤسسة حكومية..والأهل في أمري ومروي والحمداب - وغيرها - هم الذين سبقوا الآخرين في دفع ثمن تضحياتهم، ولايزال بعضهم يدفع ثمن تلك التضحيات التي جادت للسودان بطاقة كهربائية..وإن كان لي ولغيري حق نقد وحدة السدود - وغيرها من مؤسسات الدولة - فأن النقد يجب ألا يتجاوز حدود ( نهجها العام)، دون الإشارة لقبيلة زيد أوعشيرة عبيد، حيث سيان أسامة عبد الله وفتحي خليل في الإنتماء ل(نهج سياسي حاكم )..ولن إسترسل في هذا الأمر، فقط نصيحة لوجه الله ثم لمستقبل وطن حاضره يضج بالجراحات : ( تلك اللغة التي تحتفي بذاك التحالف القبلي كريهة ..دعوها، فانها منتنة ونتنة ومقرفة وقبيحة وما بتشبه حملة الأقلام) ..!! ** على كل حال، منعا لتهريج ( صادروها)، وكذلك لدرء فتنة ( تحالفنا)، نقترح لحكومة الشمالية ووحدة السدود بالخروج للناس - عبر صحفهم وأنديتهم ولجانهم وكل منابرهم - بالشرح والتوضيح والإجابة على إستفسارتهم، أوهكذا الشفافية إن كنتم لاتعلمون..ولكم أن تعلموا بأن الشفافية حين تغيب عن سوح الناس والحياة ، تحل محلها (الفوضى ).. ولقد شبعت منها البلاد، أوهكذا يجب أن تحدثكم أنفسكم ...!! ............ نقلا عن السوداني