نًحْنُ ونتجشأ عنهجية وتقعرا "بع بع " وننسى أننا نخرء كما تخرء الحُمُر, ونجهد في التأنق لنختلف عن الطير والبهم والسلاحف. نحن لا نتجاور فحسب, نحن وإياهم بعض من بعض, صدق دارون أم لم يصدق. الإنسان كامل الوعي لا ينظر لنفسه كقطب تلتف حوله بقية الكائنات. إنه ببساطة, قطعة "فردة" في لعبة الشطرنج. هذا ما يجعل الإنسان نافذ الوعي لا يبالغ في النأي بمظهره عن الآخرين (أناسي وحشرات وأشياء جامدة.. الإنسان نافذ الوعي هو الكامل الصدق وهو الذي لا يشغله عن التفاعل مع بقية الخلائق شاغلُ. يقع في حّب كرسيّه وفي ملاءة فراشه ويضع فرشاة أسنانه على مقربة ويتلذذ بمداعبة الهواء الرطب "يُشاغٍلٌ" شعره فيطلق له العنان للعربدة. إنه الإنسان نافذ الوعي, هو المبدع الذي "يرى في كل شيءٍ جمالا". فإن وجدت نفسي أتهندس وأتلمع بأكثر مما يقيني البرد والحر وشرّ الدواب, يتوجب عليي أن أراجع أمري, حتى أقترب من الوعي النافذ بقدر الإمكان. _________________ المطرودة ملحوقة والصابرات روابح عبدالماجد محمد عبدالماجد الفكي [email protected]