يجزم اخونجية مصر بلا استثناء للقيادي الاخواني ابو الفتوح الذي يدعي الانسحاب من تنظيم الجماعة لاسباب تتلعق بتوزيع الادوار وذر الرماد في العيون يجزمون بان " الاخ " مرسي العياط ما زال وسيبقى الرئيس الشرعي لمصر كما ان الاطاحة به من جانب العسكر هو انقلاب عسكري على الشرعية . وهذه حقيقة لا تستطيع اطياف المعارضة المختلفة ان تنكرها ، حتى لو قدمت ادلة موثقة تثبت بان نصف الاصوات التي حصل عليها العياط : هي اصوات تعود لناخبين ينتمون للمعارضة او محسوبين عليها ، ولقد ادلوا بها لصالحه نكاية بمرشح الفلول احمد شفيق، وان النصف الباقي من الاصوات تعود لناخبين بسطاء لا يتمتعون بالحد الادنى من الوعى الذي يمكنهم من التمييز بين الغث والسمين ، ولقد ادلوا بها لصالح العياط باعتباره ولي الله على الارض ، وهم تحت تاثير افيون التعصب الديني ، بينما تعود بقية الاصوات لناخبين باعوا اصواتهم لقاء حصولهم على تنكات من الزيت وشوالات من الارز والسكر ، ولولا هذه المحفزات لما فاز العياط في اتنخابات الرئاسة ومن ثم استقرت مؤخرته على دست الحكم . فاذا كانت شرعية مرسي العياط ترتكز الى النتائج التي افرزتها صناديق الاقتراع فثمة دلائل اخرى تشير بان العياط يستمد شرعيته من مصادر اكثر اهمية من صناديق الاقتراع ، وربما تستدعي من حركة تمرد وجبهة الانقاذ اللتين تتزعمان الحراك الشعبي الذي اطاح بالعياط ان تاخذا على محمل الجد ولا تستهينا بتهديدات العياط خاصة حين لوّح بسبابته في خطابه الاخير قائلا بنبرة التهديد " اوعو اوعو تفكروا بان لاطاحة بالرئيس الشرعي مسالة سهلة اوعو اوعو ده خط احمر واللي يتجاوزوا سيتحمل تبعاته وارتداداته على مصر " . فمن أي مصادر اخرى يستمد العياط شرعيته ؟؟ ما هو اهم بنظر العياط من صناديق الاقتراع او بتعبير ادق من الناخبين الذين اسبغوا عليه الشرعية كي يكون اول رئيس مدني لمصر مقابل شوالات السكر والارز وتنكات الزيت ، او مقابل الفوز بجنات النعيم والاستمتاع هناك بالحور العين ، ما هو اهم من ذلك ان شرعيته ترتكز الى دعم الادارة الاميركية وتاييدها لحكم الاخوان ، وهي حقيقة لم ينكرها العياط بل اعترف بها ونبه لمحاذيرها في الحوار الذي جرى بينه وبين السيسي ،وسمحت القوات المسلحة المصرية نشر محتوياته على صفحات جريدة الوطن المصرية ،وحيث اكدت الصحيفة ان العياط كان يستعين بسبابته مهددا بعبارة" اوعو اوعوا " حين طلب منه السيسي التنحى عن منصبه تمشيا مع مطالب الجماهير المصرية المطالبة برحيله . فماذا دار بين الاثنين ؟ توجه العياط بالسؤال التالي : الجيش موقفه ايه من اللي بيحصل هيفضل كده يتفرج مش المفروض يحمي الشرعية ؟ يرد السيسي : شرعية ايه ؟ الجيش كله مع ارادة الشعب . واغلبية الشعب حسب تقارير موثقة مش عايزينك . مرسي : طيب لو انا مش عايز امشي السيسي : حاول تمشي بكرامتك مرسي : هو انا محبوس واللا ايه السيسي : انت تحت الاقامة الجبرية من دلوقتي مرسي : متفتكرش ان الاخوان هيسكتوا لو انا سبت الحكم هيولعوا الدنيا( لعله كان يشير الى الخراب والدمار وانهار الدماء التي سالت في سورية حين ولّعها الاخوان في سوريا تخلصا من نظام بشار الاسد . عموما انا مش همشي الناس بره مصر الاميركان يعني معاي وانصاري مش هيمشوا . كما قلنا لا جدال في شرعية مرسي وبالتالي التصاقه بكرسي الحكم : لان هذه الشرعية لا ترتكز الى صندوق الاقتراع الذي فاز باغلب اصواته ، ولا الى دعم الماما اميركا فحسب، بل يستمدها ايضا من مصادر اسمى من البشر وهي الشرعية الالهية ، وهنا يتعين على السيسى واطياف المعارضة التراجع عن موقفهم لان عودة مرسي الى كرسي الحكم بات قضية مركزية تستحوذ على اهتمام كبير الملائكة جبريل . فهل تنحني المعارضة لرغبات الملاك جبريل ام ستتمسك بموقفها الرافض لبقاء مرسي في سدة الحكم لاسباب ارضية زائلة مثل فشله في توفير رغيف العيش للمواطن المصري ؟ لاول وهلة يبدو السئوال وكأنه تهكما على شرعية محمد مرسي ، ولكن ما كنت لاتطرق لدور جبريل في دعم شرعية مرسي ، لولا ان احد خطباء الاخونجية قد اذاع عبر مكبرات الصوت نبا ظهور جبريل في مسجد رابعة العدوية على نحو مفاجىء رغم انشغالاته السماوية ، ثم نقل عنه تصريحات مفادها ان العياط سيحقق على اعدائه نصرا مبينا وسط تكبير انصار العياط الذين غطت حشودهم الساحات المحاذية لمسجد رابعة العدوية ، واجهاشهم بالبكاء وبذرف الدموع تعبيرا عن فرحتهم ببشارة الملاك جبريل ، وبعد كل هذه السخافات والتفاهات التي صدرت عن حشود الاخونجية وانصارهم هل يعقل ان يرضخ السيسي ومعه اطياف المعارضة المختلفة لرغبات هذه الشريحة من الشعب المصري التي تنطلي عليها اكذوبة ظهور الملاك جبريل ، بل لا تتردد في التضحية بارواحها في سبيل ان يسترد العياط كرسي الحكم ؟ [email protected]