كنا نقول حينها ان الجنوب فيها كرامة الخلق والانسان....انا ابن الجنوب ابكى ويبكى معى زمن الخجول تجيبنى دوى المدفع وتهدهدنى دوئ رصاص ....وكنا نقول ايضا .. غدا احرار نحن ..غدا عزاز نحن ....وكنا نحتفى بقوة وحدتنا ونقول شلكاوى دينكاوى بارياوى نويراوى انواك ومندارى كلنا جنوبين ... التاريخ يحكى ويثبت قول ان جنوب السودان ليس باول دولة تندلع فيها حرب اهلية. يحدثنا الانثربولوجيا ان الصراع السياسي مظهر من مظاهر تطور المجتمع. الحقيقة الثابته هى ان جنوب السودان كانت جزءا اصيلا من دولة السودان, ولكن لاسباب فى تقديرى منطقية اجمعت عليها شعبها قادت إلى انفصال ثم إستقلالا فى يوم 972011م لتصبح كيان اخر ذات سيادة كلية على كافة اراضيها فى جنوب السودان كنتاج اتفاقيات السلام الشامل التى اعطى حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان. تلك حدثت سلميا وهذا كانت محمده كبيره ,لمن كان متابعا لتطور الاحداث فى تاريخ العملية السياسية فى السودان وكسابقة إفريقية بإراده وطنية سودانية عزمت لتأكيد الالتزام الاخلاقى بكل مقاييسها .وهذا ما حدث فعليا بلا "غلاط" . اعتقد ان تلك كانت تنفيذا لاجراءات اتفق علية, برغم ما شابه من تحديات وتهديدات هزمها إرادة الشعب حينذاءك لكن التحدى الاكبر هى كيفية الاجابه على سؤال ماذا بعد ان تحقق الحلم المستحيل "تكوين دولة" ؟ افتكر ان هذا السؤال لم تثار من قبل القاده السياسيين نتيجه لعدم وجود مشروع وطنى موحد وخارطة طريق واضح للخروج من تحدى "كنا جزء من دولة والان اصبحنا دولة اخر ذات سيادة " اى ان مشروع البناءه الوطنى لم تطرح على الاطلاق وفى تقديرى هنالك اسباب غبشت الوعى عن ذلك .:- 1- إنشغال قادةالثوره بقضية تعويض الذات وترفيها اولا. 2- غياب الوعى فيما بين بعض القادة السياسيين بادوارهم . 3- عدم المعرفة بماهية الدولة وكيفية إدارة مؤسساتها . 4- تفادى قادة الثورة لحيثيات شعارات الهويةالوطنية وإصرارهم على الهوية الثورية مثل " جنوب السودان ....ويااى ...ويااى" . 5- إصابة القادة بقصر نظر الوطنى فيمايلى النظر للوطن وكانها كيكه او غنيمه لابد من تقسيمها بين من هم حاربوا. 6- تعمد الاصرار لتقسيم الشعب إلى من حاربوا فى الاحراش ومن لم يحاربوا بل والنظر إليهم ب " الخونه". 7- إنتشار الفساد بشتى انواعها والنظر إليها كشئ "عادى" . 8- ضعف تنفيذ القانون . 9- إنتشار الايدولوجية المزاجية فى إدارة البلاد مما سلبت القياده السيطره على مفاصل الامور. 10- نمو الحس القبلى على حساب الحس الوطنى . 11- تعمد القاده لطمث الحقائق من دون "خجل". 12- ظهور الطبقية المقصوده بين اطياف المجتمع الجنوب السودانى . 13- ممارسه سياسة هيمنة القبيلة الواحده على مفاتيح الامور داخل الدولة وخارجها بطريقة مقصوده او خلافها ذادت الفجوى فى الحوار الا جتماعى . 14- إنتشار الامية فيما بين افراد المجتمع لعدم وجودخطط وبرامج وسياسات التعليم واضحة لدحضها. 15- إنتشار العقلية التكتيكية الاستخباراتية لإدارة المؤسسات . 16- نقل الصراع الثورى بين القاده من الغابة إلى المدينه . 17- غياب المسؤلية الوطنية وإنتشار المبالاة فى إدارة قضايا الشعب . 18- ربط مستقبل البلاد بمستقبل الحزب السياسي "الحركة الشعبية"عبر وسائل إدارة الدولة. 19- جهل بنصائح اصدقاء جنوب السودان. 20- الثقة العمياءه بدول شرق إفريقيا فى محاكاءتهم دون تكييف وتوفيق ثقافاتهم بالمكتسبات المحلية للشعب الجنوبى . 21- غياب الاجماع الوطنى حول القضايا ذات الطابع الوطنى فيما بين الاطياف السياسية ومنظمات المجتمع المدنى. 22- ضعف الدستور الوطنى وعدم المعرفة بها . 23- نمو الولاء القبلي والفردى لدى افراد القوى الوطنية المسلحة لعدم فك الرباط الحزبى . 24- عدم وجود عقيدة وطنية عليه يمكن بناءه كل المؤسسات الوطنية . 25- تغييب دور الشباب والمثقفيين . جملة تلك العوامل وغيرها فجرت الوضع الحالى التى يعيشها الشعب الجنوبى الان من تشتت مره اخرى ورجع به الزاكره التاريخية إلى الايام المظلمة , فبقت الخوف والرعب نصيبها يجاريه كظله اينما ذهب . بالطبع هنالك مخرج للتفادى إنتشار الانقسام حتى لا نصبح شعب منفصم الطبيعة ,يبحث عن الانقسام دوما , فالوساطه الدولية فى تقديرى لحل ووقف الصراع الدائر الان فى جنوب السودان ليست هى الاساس, وليس الصراع فى إعتقادى صراعا حول السلطة إنما اصلا نتاج غياب مشروع الوطنى بناءه مجمع علية لادارة التنوع والتعدد فى المجتمع فى الدولة الوليدة , حتى تغييب من حضور العوامل الذى زكرتها فى مطلع رسالتى هذا لتفادى الصراعات عموما خاصة الاقرب منها " الصراع القبلى " . إذا تاتى دور اهمية الاجماع الوطنى لخلق رؤية مستقبلية موحده حول كيفية تكوين جبهة وطنية موحده ذات معالم بارزه تبنى على اساس إحترام الاخر وقبولها كما هو ,حتى لا نكتب لانفسنا اشقياءا , فالحوار الوطنى هى المخرج. [email protected]