كبار المسؤليين قللوا من خطر امتداد ( بوكو حرام ) الى السودان و ليس واردآ حسب تأكيدات مرجعية ان يصبح مهددآ للاراضى السودانية ، هذا يؤكد ان الحكومة السودانية و ضعت فى الاعتبار احتمالات ظنية و انها قد اعدت العدة لهذا الاحتمال ، و لسنا هنا بصدد مناقشة الجوانب التى هى شأن خاص بواجبات جهات حكومية ، انما مناقشة الافتراض فى حد ذاته لا يبعث على الخوف بل ربما كان باعثآ على التدبر و التهيؤ لاى احتمال مهما كان ضئيلآ ، فى يناير الماضى صدر تقرير من لجنة حظر دخول الاسلحة لدارفور و هى لجنة تابعة للامم المتحدة ، هذا التقرير حذر من امكانية ان تتحول دارفور الى ملاذ آمن للجماعات المتطرفة و عزا التقرير ذلك الى ان حدود دارفور الطويلة و الممتدة مئات الكيلومترات ، و صعوبة السيطرة عليها مع وجود امتداد للقبائل على امتداد السودان و شاد و النيجر و مالى و الكمرون ، حتى نيجريا وهى المنطقة المفتوحة التى يتحرك فيها بوكو حرام ، يضاف لذلك الاوضاع المضطربة فى ليبيا و تمدد الجماعات المتطرفة و مبايعة بعضها لداعش و اقامة امارات فى المدن الليبية مع تمتع هذه الجماعات المتطرفة بامكانيات مالية و عسكرية هائلة ، هذا بالاضافة الى استمرار العمليات العسكرية فى دارفور و عجز قوات اليوناميد عن القيام باى دور فى حفظ السلام او منع الاقتتال ، مع انتشار السلاح و سهولة الحصول عليه ، ونظراً لهذه الأسباب، فإن الوضع في المنطقة وتنامي هجمات (بوكو حرام) في مثلث الحدود بين نيجيريا والكاميرون وتشاد، و دخول الجيش التشادي طرفآ فى الصراع ، و على ذلك فان اى تمدد لبوكو حرام فى الاراضى التشادية يجعل السودان اقرب الى مرمى النيران ،خاصة أن معلومات كثيرة تتحدث عن أن (بوكو حرام) نفسها صنيعة لدوائر استخباراتية غربية ، مثلها مثل داعش ، و لا يخفى على احد ان بعض السودانيين بايعوا زعيم داعش على السمع و الطاعة ، فان كلفهم افلا يطيعون ؟ لذلك ليس مطلوبآ الاكثار من الحديث عن عدم وجود خطر لبوكو حرام او لداعش و لا يجب الانتظار ان( تقع الفاس فى الراس ) ثم يستبين الخطر لكل ذى عينين و اذنين ، مثل هذا الحديث يجب ان يخضع لدعم من جهات بحثية و جهات معلوماتية و استخبارية و ان يكون حذرآ ، و ليس مبالغآ فيه ان تحدد الحكومة منذ الان موقفها من تمدد التطرف فى دول الجوار ، و ربما تختار طوعآ ان تشارك فعليآ فى الحرب على الارهاب ، لا توجد حقيقة مطلقة ، الحقائق تتغير ،، [email protected]