أصبت بالذهول والحزن والاشمنزاز وأنا أقرأ وأتابع خبرا علي مواقع التواصل الاجتماعي أول من أمس! وحتي هذا اللحظة وأنا أحاول التزام الأدب في التعقيب علي هذا الخبر, خاصة أنه يأتي في الأيام البداية للشهر الفضيل وفي فترة الروحانية العظيمة لتلاوة القرآن, إلا أن الأمر لا يصدقه عقل. ولكن ما يقول الخبر؟ قام سرب من أسراب طائرات "ميج وسوخوي" التابعة للسلاح الجوي السوداني بعمليات قصف لأهداف ومناطق مدنية تتجمع بها "...".. إلي نهاية الخبر الصادر عن القيادة! هل هذا معقول؟! الذي أصدر القرار بانطلاق الطائرات سوداني, وبرج المراقبة سوداني, وغرفة العمليات سودانية, المعلومات والاستطلاع سوداني, وقيادة الطائرات سودانيين, والهدف "المعادي" سوداني, والضحايا والشهداء- أيضا- من السودان! من يصدق أن أحد الحكام العالم يصدر أمرا عسكريا في الأيام البداية من شهر رمضان بأن تكون "الرمضانية" التي يمنحها لشعبه قذائف مدمرة من أبزر طائرات جيشه التي لم تشتبك يوما مع العدو- والعدو عن الإخوان المسلمين- هو الإسرائيل! طبعا الطيارات صناعة روسية, هل هي اليوم فخر الصناعات العسكرية لجمهورية روسيا الاتحادية؟! لكن السؤال: ألم يؤرق ضمير السيد بوتين ورئيس حكومته أن يتم استخدام طائرة مقاتلة في قصف مواطنين عزل مهما كان خلافهم مع النظام السوداني "الصديق" لموسكو؟! السؤال الآخر " ألا يزعج ضمير السيد ابراهيم غندور وزير خارجية النظام السوداني, الذي يشكو من المؤامرة الكبري التي تحاك لبلاده في محكمة الجنايات الدولية التي أدت مؤخرا إلي اصدارأمر القبض لرئيسه في جنوب أفريقيا؟! أليس هذا السلوك "الإنساني" العظيم من قبل طائرات "الميج والانتوف والسوخوي" السودانية دافعا إلي ثورة الضمير العالمي علي قرارات الإدانة المستمرة؟! كيف سيستقبل عمر البشير بداية الشهر الفضيل؟! وكيف سيقف بين يدي الله مؤديا صلاة التراويح؟! وكيف ستكون لديه بعد نهاية صيامه فرحتان؟! أعتقد أن فرحة السفاح عمر البشير ليست ببداية ونهاية الصيام وفرحة العيد,لكنها ستكون باستخدام "الميج 25" والاستعداد لدفع "الميج 27" الرائعة ضد عدوه الكبير, عدوه الرئيسي, ذلك هو الشعب الدارفوري! وكل "ميج و سوخوي و انتنوف" و أنتم سالمون! [email protected]