حوارات و افكار د.عبدالقادر الرفاعي حسن الطاهر زروق والإيمان بضمير الشعب (2) بقلم:د.طاهر عبدالرحيم "و يخيل إلينا أننا عشنا مغامرة عمرٍ بألف عام و لكننا و نحن نعدو, أقدامنا حافية اليد باليد,تحت الشمس ما زلنا أطفالاً بعيون مفعمة بالدهشة" "ناظم حكمت". و حياة حسن الطاهر زروق معروفة جيداً فلا حاجة إلي سردها من جديد, و لكننا و للأهمية-سنترك كتابة السيرة الذاتية لأسرته-نحن هنا الآن لا نذكر سوي أن "زروق" قد بدأ الكتابة وهو شاب لم يبلغ التاسعة عشرة من عمره. نشاطه الأدبي قد بدأ بضعة اعوام من صعود و إنكسار ثورة 1924, و كان إذ ذاك طالباً في كلية غردون, فأي دافع أو أي إلهام , بل أي عذابات جرته ليواصل الكتابة الأدبية والسياسية؟ بل أي معانٍ أسلمته إلي ذلك السرداب المعتم الخانق ليزج به مراراً و تكراراً في زنزانة معتمة في سجن من السجون, ليضيف-التشريد عن العمل و هو الذي إمتهن مهنة التعليم- و ليعاني الفاقة منذ سنوات شبابه الباكر. من الواضح أن حسن الطاهر زروق قد قرأ بعمق عدداً غير قليل من الكتب التي تتحدث عن مقدرة الشعب علي نيل الحرية فآمن بذلك, و كان قادراً-كما بدا له- علي بث هذا الإيمان في الآخرين , ذلك الذي يحتاج إلي معرفة أجود في الحياة, و الناس و الوطن, و إيجاد الكلمات و الأفكار و المثل التي تحمل الناس للنهوض و النضال. منذ ذلك الحين لم تستطع آية محن أن تفل من عزيمة زروق, و قد لاقي محناً و عذابات و مخاطر لو وزعت علي مائة من الناس لكفتهم و زيادة. هكذا, مضت الحياة بحسن الطاهر زروق و مضي هو من خلال الوحدة والصراع, في بحر لجي متلاطم الأمواج, فبرز خلالها إستعداده للنضال بلا هوادة ضد الشر.. و حباً للناس في وطنه و للإنسانية جمعاء. يوماً بعد يوم تكثفت قناعته, أن الإنسان ليس بمقدوره أن يبسط معاني الحرية والعدالة إلا إذا كان يؤمن بمقدرة الناس علي تغيير الحياة واقعياً, و إمكانية إعادة تنظيمها من خلال الكفاح الثوري الداعي إلي رؤية حقيقة الحياة بكاملها في جرأة تسهم في تغييرها في إتجاه آماله الإنسانية الواسعة.