** بدأ السودانيون يتحدثون عن رجال أدمنوا الفساد أو بالأصح استمرأوا أكل أموال الشعب السوداني بالباطل ** تعددت أنواع ووسائل الفساد والخراب واحد والخاسر هو السودان الوطن المأزوم ** الخبراء في مجال الإقتصاد يعتبرون الفساد بأنواعه المختلفة احد أهم معوقات النمو الإقتصادي ** الظرفاء يقولون : ما أفظع أن يكون الفساد من الكبار في الحكومة ** مسؤول كبير طلب 500 مليون لكي يستخرج تصديقاً لوسيلة نقل صغيرة ( عددها 300 ) ومسؤول آخر مهمته استخراج التصاديق لسلع ممنوع استيرادها والمقابل كما هو معلوماً للجميع مبالغ طائلة بالمليارات ** مصيبة كبيرة أن يُسمى تعدد وسائل الفساد ( تسهيلات ) وما أفظع أن تصبح هذه التسهيلات ( ثقافة ) انتشرت بصورة مخيفة ليصبح تداولها والتعامل بها أسهل من شرب الماء !! ** في زمن الدهشة والإنقاذ بات تفعيل حرفي الواو والدال أمراً عادياً ** وهذه الثقافة ( الآفة ) وصلت مرحلة متقدمة من التطور لتصبح في شكل (مقاولات ) أي بمعنى أن نوعية المقاولة ومكان تنفيذها يحدد المبالغ المطلوبة ** اي بمعنى أن صعوبة المقاولة أو المهمة تتطلب الزيادة في العمولة المطلوبة .. والزيادة في عدد ( السماسرة ) يعني الزيادة في المبلغ المطلوب ** فيما يتعلق بالسمسرة يؤكد الإقتصاديون أنها أي السمسرة أحدثت شرخاً كبيراً في جدار الإقتصاد السوداني ... ويُجمِع خبراء الإقتصاد أن ارتفاع أسعار العقارات ومواد البناء وسلع استهلاكية كثيرة غير حقيقية والسبب في ارتفاعها هؤلاء ( الطفيليون السماسرة ) الذين أصبحوا في فترة وجيزة من الأثرياء ** من الطبيعي وفي ظل غياب هيبة الحكومة أن تتسع دائرة السماسرة ومن الطبيعي أن يصبحوا من أصحاب الأملاك وأن يتحكم هؤلاء في الأسواق المذكورة آنفاً ** ونفس الحال ينطبق على تجار العملات الحرة ( الدولار ) أو بالأصح تماسيح الإنقاذ على حد تعبير الأغلبية الصامتة ** جنون السياسة ولّد آفة اسمها ( فنون الفساد ) التي حولت ( الإخضرار إلى يباس ) ومن الطبيعي أن تدخل البلاد في أنفاق مظلمة ** تبدأ عمولة التسهيلات بعشرة جنيهات وتصل المليارات .. في الحالة الأولى ينبغي تكرار العملية خلال اليوم الواحد حتى يتم تجميع مبلغاً محترماً وفي الحالة الثانية يخطط التماسيح على نار هادئة لضربات قوية تحقق المليارات من الجنيهات وهي كما يسميها هؤلاء ( ضربة العمر ) ! ** صغار التماسيح تبدو عليهم علامات الشفقة لذا تجدهم متسرعين متعجلين لتحقيق أهدافهم في اسرع وقت ممكن لكن التماسيح الكبار ضرباتهم موجعة ( قاتلة ) وهي للاسف تتم بالإتفاق مع جهات نافذة في الحكومة ** تتولى هذه الجهات تسهيل العمليات من خلال خرق وتجاوز القوانين يا للهول نائب لأحد الولاة طلب من أحد رجال الأعمال بعد أن فاز بأحد العطاءات طلب منه مبلغ 400 مليون بالقديم نظيراً للموافقة النهائية على المشروع .. ما يُثلج الصدور أن رجل الأعمال العفيف الشريف رفض الأمر جملة وتفصيلاً .... المفاجأة أن السيد نائب الوالي ( فركش ) المناقصة لأن رجل الأعمال رفض أن يدفع المبلغ المذكور .. ألم نقل لكم يا حليل السودان ليس له وجيع .. يا ترى متى يحاسب هؤلاء أنفسهم قبل ان يحاسبوا .. ولك الله يا وطن أهلنا الغُبش مُنِع نشره [email protected]