في المدرسة الابتدائية قديما وعلى صفحات كتاب المطالعة تجدون قصة زيدان الكسلان التى تخاطب عقل الطفل الصغير الغض وتحثه العمل والنشاط وتبث فيه روح المبادرة وروح الكفاح وروح الشغف.. حتى يشب قوي العود مشبع بالقيم التى انتزعها بين ضابير العلم ومن رفوف التجارب .. فزيدان الكسلان (رجل من رجال كردفان) يجلس تحت شجرة تشبه الى حد كبير شجرة جميز وريفة الظلال..عندما تحضه زينب على العمل والهمة والنشاط .. يمد ليحته الى الامام ويقول : غدا سازرع من (هنا) الى (هناك) .. وهكذا دواليك .. ايها السادة تذكرت والي الخرطوم الرجل الظريف عبد الرحيم محمد حسين.. ليس كما يجول بخاطركم تذكرته وهو يمسك بالموبايل ليصور طائرات التحالف العربي وهي تعبث باجواء الخرطوم العذراء أو بالصورة المنتشره عبر الاثير والوسائط وهو يقرص احدهم على اذنه وان كنت اشك في مصداقيتها.. تذكرت ايها السادة تصريح (اظرف رجل في العاصمة) الذي طالب شباب ولايتة باعمار مناطق في جبل مرة هناك في الغرب البعيد من البلاد.. عندما تذهبون الى مناطق كثيرة في العاصمة المثلثة تجدون المزابل والقمامات منتشرة في كل طريق وزقاق.. وكذلك البالوعات الطافحة ترفد الشوارع بمياه الدورات.. حاملة معها الامراض والروائح النتنه والمنظر البغيض.. وهي مراتع خصبة للناموس والذباب و الاوبئة .. ايها السادة حتما زيدان الكسلان هو الاكثر طموحا من الوالي الظريف رغم ان كليهما لم يفعلا شيئا.. زيدان الكسلان ظل يقول انه سيزرع من (هنا) نكرر من (هنا) الى (هناك) .. لكن (الوالي المرح) يقول متخطيا كلما (هنا) دفعة واحدة اي يتجاهل الخرطوم مكان اختصاصه وعمله.. ويشير الى (هناك) الى جبل مرة فى ولاية غرب دارفور حيث اختصاص والي اخر .. فسيادته مثل ضل الدليب .. يرمي بعيد ناحية جبل مرة الذي يبعد عن الخرطوم قرابة الالف كيلو متر.. بينما هنا في عاصمة البلاد لا يحرك ساكنا .. حيث كل شيء في ادارته يشير ناحية السلبية تقريبا الا من اجواء الطرفة والقفشات فهو الاول دون شك بين سائر الناس .. سادتي.. اعتقد حتى الان جازما ان سعادة الفريق الطريف والي الخرطوم خاّنه التعبير وخذلته اللغة حيث كان يقصد جبل اولياء الذي يقع ضمن نطاق اخصاصه الوظيفي (هنا) في ولاية الخرطوم.. وتلعثم كالعادة واعتقل لسانه وتشربكت حباله الصوتية وقال خطأ (جبل مرة ) بينما هو في حقيقة الامر يعني جبل اولياء .. [email protected]