قال القاص عيسى الحلو في احدى تدويناته ( ان الغصن الذي يفارق الشجرة سوف يصبح غدا فاس )، وهكذا يقول واقعنا السياسي والاجتماعي . كنا نشاهد ونحس بالمرارة اذا انسحب فريق من المباراة نتيجة الظلم الذي يتعرض له من حكم المباراة ، ولكن لم نشاهد طلاب ينسحبون من قاعات دراستهم نتيجة ظلم لحق بهم ، انها الماساة في ابشع صورها . اعتدنا على مظاهرات الطلاب من اجل الحريات والاوضاع الاقتصادية التي يعيشها البلد . اعتدنا على اضراب الطلاب نتيجة نقص في الكادر التدريسي . اعتدنا على احتجاج الطلاب على الرسوم الدراسية ، ولكن ان ينسحب الطلاب ويقدمون استقالهم لاحساسهم بالعنصرية والاضطهاد فهذا امر جد خطير ، ويستوجب تدخل كل الاحزاب حكومية كانت او معارضة لمعالجة ذلك الامر ، فالوطن يحترق . ان النظر الى القضية من زاوية ان هؤلاء الطلاب قاموا بذلك بايعاز من الحركات المسلحة بهذه الاستقالات هو خطا كبير وان صح انهم قاموا بذلك بايعاز من الحركات المسلحة . ان هؤلاء الطلاب هما ابناء الوطن ايا كانت اتجاهاتهم الفكرية وانتمائهم السياسي . يجب النظر الى هذه القضية من منظور الامن الاجتماعي قبل الامن السياسي . ان صنع صورة ذهنية في عقلية هذا الجيل بان هنالك تفرقه عنصرية واضهاد لجنس او قبيلة محددة ، ترسم للوطن مستقبل اكثر سوادا ، وتخلق اشكالية لن نستطيع سنين ان تغير تلك الصورة . ان الصورة الذهنية التي ارتسمت في ذهن اخوتنا الجنوبيين كان حصدها ذهاب جزء عزيز من الوطن ، وحصد ملايين من الارواح جنوبا وشمالا . لا تنظروا لابناء الوطن بنظرة هذا من شيعتي وهذا من عدوي . فالوطن للجميع ويسع الجميع . يا اصحاب الشجرة ارعوا الغصن ولا تقطعوه . شترة شيلوا معاي دواتي والفرشة نرسم للسلام ممشى نحلم بوطن اخضر ليس منا فيه من غش وطن صحراءه بي نيل حُبلى وغاباته ضاجه بي حفلة يرقص الابنوس وتزغرد النخلة وطن عالي وطن غالي وطن احلى وطن يملانى بالدهشة لؤي الصادق