يواصل المؤتمر الوطني خطته التي ظل ينفذها طوال الاشهر الماضية لإمتصاص غضب الشارع السوداني بعد المذابح التي نفذها في سبتمبر، والإنهيار الاقتصادي المستمر وموجات الغلاء وانخفاض سعر الجنيه المصاحبة له. فبعد عبوره لنصف العام الماضي عبر شغل الراي العام بمسرحية الحوار ومن ثم فتح بعض قضايا الفساد، وبعد ان تبين له خطورة المسرحية وردته عنها والعودة مجدداً للتعتيم وحملات الاعتقالات يطرح الحزب واجهزته الامنية من جديد مسرحيات اخري لشغل الرأي العام. فوفقا لاحد قياداته فقد رسم المؤتمر الوطني صورة قاتمة حال تأجيل موعد قيام الانتخابات المقبلة أو الوقوف أمام إجراء التعديلات على قانون الانتخابات، وشدد على أهمية تمرير التعديلات القانونية حتى تسمح بقيام الانتخابات في مواعيدها. مجدِّداً عدم ممانعته تأجيل الانتخابات حال التوصل لاتفاق بذلك مع القوى السياسية، غير أنه حذَّر في حال عدم الوصول إلى اتفاق لتحصين التعديلات بالقانون وقيام الانتخابات في موعدها، فإن البلاد ستفقد أمنها واستقرارها ووحدتها بسبب الفوضى التي تنجم عن فقدان الشرعية للدولة ولحكومتها ومؤسساتها. ودافع الوطني على لسان القيادي مهدي إبراهيم عقب اجتماع القطاع السياسي للحزب، بشدة عن موقف الحزب من إجازة التعديلات في قانون الانتخابات، واعتبر إجازة التعديلات لا علاقة لها بإجهاض الحوار الوطني أو تأجيله أو إفراغه من معناه. وقال إن إجراء التعديلات في هذا الوقت أمر طلبته المفوضية وتمليه الضرورة. ويثير الحديث المتكرر للمؤتمر الوطني وقياداته عن الانتخابات السخرية علي نطاق واسع في الشارع السوداني ووسط القوي السياسية، حيث تتبادر للذهن مباشرة الشريط الطويل من قصص (المسخرة) التي لازمت الانتخابات في عهد الانقاذ ابتداءً من انتخابات العام 1996م التي ترشح فيها 41 مرشحاً رئاسياً اكثرهم غير معروف حتي في القري والمدن واماكن العمل التي ينحدرون منها، وفاز عليهم جميعا البشير باغلبية ساحقة، ثم تكررت الانتصارات في العام 2001 و 2010. ومع القصص التي يعرفها الجميع عن التزوير والرشاوي، وماسبقها من تلاعب في نتائج التعداد السكاني وتوزيع الدوائر، تلخص اللقطة التي تم إلتقاطها في ولاية البحر الاحمر المشهد كله، حيث موظفي مفوضية الانتخابات انفسهم يملآون الصناديق باصوات مزورة، وهو السيناريو الذي عمَّ المدن والقري ولم يكن ينقصه سوي نقل الكاميرات مثلما فعل صاحب اللقطة الشهيرة بريفي بورتسودان. غير ان تعديل قانون الانتخابات لايخلو من تكتيك وتحسب للمستقبل من جانب المؤتمر الوطني وسد للثغرات كما اوضح قياداته، وعلي المعارضة المتابعة الدقيقة لمخططات الحزب وشروعه في تجهيز السيناريوهات لتجاوز الاوضاع الحرجة التي يمر بها. هل يعني نظام الأخوان المسلمين هذه الانتخابات أم إنتخابات غيرها : .. الشاب مصطفي طاهر عثمان بارواي عقد مؤتمرا صحفيا وكشف انه قام بتصوير شريط التزوير