معبود الجماهير فيلم شارك فيه الفنان الراحل المصرى عبد الحليم حافظ خلال الستينات من القرن الماضى، وشاهده جمهور غفير فكيف يريد (مكروه) الجماهير عمر البشير أن يتأكد بأن تلك الجماهير لا تؤيده أو تسانده وقد ظهر ضعف المشاركة الجماهيرية فى الأنتخابات منذ يومها الأول وبصورة مخجله، مما أخاف (المايوى) مختار الأصم أن يبادر بتصريح يقول فيه أن ضعف المشاركة لا يعنى عدم شرعية الفائز بمقعد الرئاسة مهما كان الأقبل على الأنتخابات ضعيفا؟قيل حينما هم خليفة المسلمين الثالث (عثمان بن عفان) بعزل واليه على مصر (عمرو بن العاص) أستدعاه، وأستبدله بعبد الله ابن أبى السرح، وقال له (كيف تحكم قوما وهم لك كارهون)؟ فهل احتاج عثمان بن عفان وقتها لصناديق أنتخابات أو لأجراء استفتاء يؤكدان له كراهية الشعب المصرى لعمرو بن العاص أو عدم رغبتهم فى واليته لهم، ولو فعل ذلك فما كان أهون على رجل داهية مثل عمرو بن العاص أن يظهر ولاء المصريين له بوسائل عديدة كما يفعل عمر البشير و(عصابته) الآن.الشاهد فى الأمر أن كراهية الشعوب ورفضها للحكام لا يحتاج الى أنتخابات أو أستفتاء أو ثورات وحروب مقاومه كالتى تدور فى السودان منذ عدة سنوات .. ولا تحتاج الى (مظاهرات) سلمية يقتل فيها خلال ساعات مئات الطلاب، كما حدث فى سبتمبر 2013، فنظام (مبارك) فى مصر كان واضحا أنه مرفوض من الشعب المصرى وتخلى عنه كثير من المقربين اليه قبل اندلاع ثورة 25 يناير، ونظام (الأخوان المسلمين) الذى تلاه كان واضحا رفض الشعب المصرى له قبل أن تندلع ثورة 30 يونيو .. والرفض يكون واضحا من تململ الشعب ومن صعوبة الحياة المعيشيه ومن تزائد الهجرة خارج الوطن وخلال قراءة أمينه وصادقة لنبض الشارع ومن خلال الأخفاقات والفسد والفشل الذى يلازم النظام فى كل سلوكياته وسياساته، الا يكفى أن السودان ونظامه فى ظل حكم الجبهة الأسلامية القومية المتحالفه مع اصحاب المصالح منذ عام 1989، صار يحتكر المؤخره فى كل الدراسات والأحصاءات المحائدة التى تحدد معايير أفضل سبل الحياة فى العديد من الدول وفى مجال الصحة والتعليم وحقوق الأنسان، حيث لا نجد أنفسنا متفوقين الا على دول مثل الصومال وأفغانستان وأحيانا العراق.الا تكفى كتابات ومواقف العديد من (المتحولين) الذين دعموا النظام فى السابق وساندوه فى أحلك وأقبح ايامه حينما، قتل الشرفاء والأبرياء من العسكريين والمدنيين، دون محاكمات عادله وحينما فتحت بيوت الأشباح على مصراعيها وحينما جلدت حرائر السودان فى الميادين العامه وحينما أعلن الجهاد على أهلنا فى الجنوب وقتل منهم أكثر من 2 مليون أنسانا مما جعلهم يصوتون للأنفصال بنسبة زادت عن ال 98% وحينما اباد (البشير) 300 الف دارفورى أختزلهم بأعتراف من لسانه بأنهم الف10 فقط، وكأن العشرة الاف عدد قليل فى ميزان الأنسانية.الا يكفى موقف (رفيق) اسلاموى لايشك فى (أسلامويته) مثل "غازى صلاح الدين" الأخير، بعد أن كان ابرز شخصية فى مجموعة العشرة التى اطاحت بشيخ النظام (حسن الترابى) .. بل الا يكفى موقف الشيخ نفسه والذين بقوا الى جانبه مثل (كمال عمر)، الذى كشفت تصريحاته الأخيره عن الأنتخابات بأنها لن تمنح النظام (شرعيه) يلهث خلفها، وأن موقف (الترابى) الذى تقارب مع (النظام) أخيرا، أبغض الحلال أى مثل الطلاق، حيث عادوا (مواربين) الباب مكتفين بالحديث عن قناعتهم (بالحوار) دون المشاركه فى السلطة أو الأنتخابات، خوفا على مستقبل الحركة الأسلامية فى السودان وهم جزء منها وسوف ينالهم ما ينالها مستفيدين من التجربة التى حدث فى (مصر) .. أو ان الشيخ وأتباعه قد ملوا السجون ومن المؤكد كانوا سوف يدخلونها لو قدموا مرشحا منهم يقف أمام (البشير) أو عارضوا قيام الأنتخابات بقوة يعنى فى الحالتين سوف يكونا ضائعين كما يردد الفنان ضابط الأمن (جمال فرفور) .. سبحان الله فى زمن الأنقاذ العجيب الفنان المفترض أن يكون أكثر المعبرين عن وطنه وشعبه، يعمل فى جهاز أمن يقمع الحريات ويزج بالشرفاء والأبرياء فى السجون!مرة أخرى ما هى الطريقة التى يريد (البشير) أن يتعرف من خلالها بأن الشعب السودانى كاره له ولا يؤيده، الا يكفى منع أكبر حزب سودانى فى الساحة اليوم (الحركة الشعبيه – الأصل) من العمل السياسى بقوانين النظام القمعية وبالطبع مقاطعة جماهيره لنلك الأنتخابات، وقد حصل مرشحهم فى انتخابات 2010 رغم انسحابه على أكثر من 2 مليون و500 الف صوت بينا حصل (البشير) رغم التزوير والخج على حوالى 6 مليون صوت، فى انتخابات كانت هامة تتبعها العديد من الأستحقاقات، مثل الأستفتاء على بقاء الجنوب داخل اطار الدولة السودانيه الكبيره أو انفصاله، الا تكفى تلك النتيجة دعك من هذه الأنتخابات، التى تجرى والحرب تدور فى جبال النوبه والنيل الأزرق وتحقق فيها الحركة الشعبيه قطاع الشمال وتحالف كاودا العديد من الأنتصارات ضد النظام وتستنزفه وتقتل ملشياته وتستولى على عدته وعتاده .. الا تكفى الحرب الدائرة فى دارفور، والتى لم تتوقف منذ اندلاع شرارتها فى 2002 – 2003 وبدلا من أن يسعى النظام الى حل تلك الأزمه باتباع الوسائل السليمه وفى اطار حل الأزمه السودانية كلها، أتجه لشراء الذمم الخربة والنفوس الضعيفه حتى من ابناء ذلك الأقليم وبتأسيس المزيد من الكتائب والمليشيات المسلحه، التى سوف تمثل مشكلة فى المستقبل مثلما يفعل الدواعش الآن فى سورياوالعراق، حتى لو (رحل) النظام سلميا أو حربا. أظن أن (عمر البشير) سوف لن تقنعه مقاطعة الجماهير السودانيه للأنتخابات ومن بينهم كما ذكرت اعلاه أكبر حزب فى الساحة الآن وهو (الحركة الشعبيه – قطاع الشمال) .. ولن تقنعه مقاطعة جماهير أكبر حزب حصل على مقاعد فى آخر انتخابات ديمقراطية وهو حزب (الأمه – الأصل) .. ولن تقنعه مقاطعة جماهير حزب الترابى (المؤتمر الشعبى) وجماهير الحزب (الشيوعى) و(البعث) بل من أكبر المقاطعين للأنتخابات كما أتضح، بعض المنتمين فى السابق (للمؤتمر الوطنى) و(الحزب الأتحادى الديمقراطى – الأصل)، الذى لا يؤيد النظام من منسوبيه سوى السيد / محمد عثمان الميرغنى، الذى يرسل اشارات لتاييد النظام ورئيسه بالرموت كنترول ومن مقره فى لندن، لكى لا تضرر مصالحه ولا تصادر ممتلكاته، لا يهمه ما يجرى للشعب المطحون.كراهية الجماهير السودانيه للبشير ونظامه وعدم تأييدهم له واضحه وضوح الشمس ومما نقلته (كاميرات) المصورين الصادقين، لليوم الأول للأنتخابات، أما بعد ذلك فسوف يهرول اتباع النظام ومأجوريه الى (الخج) والتزوير من أجل ستر عوراتهم التى يساعدهم فى سترها ويا للأسف الكيان المسمى (بجامعة الدول العربيه) التى تصر دائما على أن تقف ضد طموحات الشعب السودانى فى التمتع بالحرية والديمقراطية، مع انها وقفت الى جانب الشعب اليمنى ومن قبله السورى رغم انهم لم يعانوا كما عانى الشعب السودانى ولم يبادوا كما ابيد. تاج السر حسين [email protected]