الخرطوم : إنتصار فضل الله دائما.. مع إقتراب عيد الاضحية المبارك يزداد اهتمام الجميع بالسؤال عن اسعار التمر وتتجه انظار العديد من الاسر السودانية مباشرة الى المحلات التجارية التي تداوم على بيعه لشرائه وبكميات كبيرة باعتباره العنصر الاساسي الذي يدخل ضمن مكونات صناعة مشروب (الشربوت) الذي يهوى الجميع تناوله في هذه الفترة وتحرص الاسر على توافره لأنه يساعد على عملية هضم اللحوم والشحوم والمرارة والكبدة (النية). والشربوت من المشاريب الموسمية ، ولا يضاهي طعمه شيئا آخر، ورغم ان هذه الايام هي ايام ازدهار وإنتعاش صناعته ، إلا ان المؤشرات تؤكد على قلة الحديث عنه وعن تحضيره وذلك لإعتبارات كثيرة يأتي في مقدمتها إرتفاع الاسعار، حيث شغل إرتفاع اسعار الخراف بال كل المواطنين واصبح لا مجال للحديث او التفكيرسوى في الخروف وسعره المرتفع وتوفير إحتياجاته من زيوت وبصل وفحم (للشواء) حيث وجد المواطن نفسه امام تساؤل محير (أضحي أم لا أضحي ) بالتالي بدأ التفكير في تجهيز الشربوت يقل تدريجيا ، عموما (الشربوت ) من المشروبات التي لا تضل طريقها الى منازل السودانيين في عيد الأضحى باعتبار انه ثقافة سودانية (100%) ونتجت فكرة صناعته منذ اعوام طويلة ودائما تقوم بتجهيزه النساء قبل خمسة ايام من حلول العيد ويمتاز الشربوت برائحة زكية وطعم آخاذ ، هذا بجانب ميزته الاضافية في التخلص من الدهنيات الناتجة عن تناول الشحوم وايضا يعتبر تقليدا سودانيا حسن النوايا . (الرأي العام ) وقفت على اعتاب صناعته هذا العام واجرت استطلاعا مع مواطنين وتجار التمر ، بعض المواطنين اكدوا ان هناك مشروبات غازية سحبت البساط من تحت اقدام المشروب المحبب (الشربوت ) مثل (الفينو والشامبيون و الرانيو) وغيرها من المشاريب الحديثة التي اصبحت تؤدي مفعول الشربوت.. ويشير تجار التمرالى ان سوق (البلح) كان (نائما) تماما إذ لم يقصده المواطنون للشراء إلا بعد الدخول في معمعة العيد وبعد ان ضمنت كل اسره الخروف اعادت النظر حول تجهيز الشربوت ، وابان التجاران اسعار التمر ليست مرتفعة وهناك مواطنين ما زال لديهم ولاء للشربوت اذ انه مشروب مهم ويقدم للضيوف في كل ايام العيد ،وقال المواطن محمد ابراهيم الذي التقته الصحيفة وهو يهم بشراء التمر من احد المتاجر بميدان جاكسون ، قال لا بديل للشربوت سوى الشربوت لانه يمتاز بقيمة غذائية عالية ولكن في الظروف الحالية تجبر الفرد على تناول اي مشروب غازي يعمل على هضم اللحوم . ليست الاسر وحدها من تهتم بصناعة الشربوت بل ان بعض الكافتريات العاملة بالاسواق تصنعه الى جانب العصائر الاخرى طوال فترة العيد وهذا ما اكده لنا عابد الريح صاحب كافتريا (اللؤلؤة البيضاء).