يروى والعهدة على الراوي ان الفنانة ندى القلعة بين الفينة والاخرى تتخلص من الثوب بالاهداء, وبالضرورة الشهرة تفرض عليها ان لا تظهر بالثوب اكثر من مرة واحدة , كما يحدث تماما مع المذيعات حيث ان تكرار الثوب لاكثر من مرة لايفوت على ملاحظة المشاهد الذكي اللماح والذي بدوره ايضا لايعجبه ان يتكرر الثوب مما يجعل القنوات الفضائية تتجه لبيوتات ازياء من اجل التلبيس مقابل الرعاية , حتى لا تلجأ المذيعات بما تقوم به الفنانة ندى القلعة من عملية الاهداء الجماعية او مشروع الجرد ربع السنوي. الثوب السوداني كما يطلق عليه محليا وخارجيا , تتميز له بين الثوب الموريتاني الذي يشبهه في الشكل رغم الاختلاف الطفيف , هو من اجمل الازياء على مستوى العالم بشهادة الاجانب الذين دائما مايتحلقون حوله دهشة واعجابا , هذا بجانب حشمته وستره , لكن هذا الثوب الصامد ابدا ,مرت عليه اوقات تأرجح, بالطبع لم تفقده مكانته لكنها جعلته ما بين التحليق والهبوط , وبالرغم من هذا بحسب (محمد) بائع ثياب بالسوق العربي , فهو متجدد ومواكب للموضة والحداثة والعصر , فلم تخل مناسبة او حدث مهم داخليا او خارجيا الا وتم التاريخ لها عن طريق الثوب الذي صادف نزوله الحدث , وهذا بحسب محمد قد اكسب بعض الثياب قيمة كبيرة , واقر ان سوق الثياب قد شهد تراجعا في وقت من الاوقات , لكنه دائما ماينتعش ويزدهر ابان مناسبات الاعياد , اما المنافسة من العبايات قال انها مع بداية ظهور موضتها كان لها تأثيرها السالب على بيع الثياب لقلة تكلفتها وامكانية اقتنائها بالالون- اي اكثر من واحدة- بعكس الثوب الذي لايمكن صاحبته من شراء اكثر من واحد. واحد من اسباب التأرجح ايضا ارتفاع اسعار الثياب المتزايد خصوصا بعد دخول التصاميم الجديدة , ودخوله هو نفسه مجال عرض الازياء , مما جعل الجميل منه لايمكن الوصول اليه بالنسبة للبسطاء واصحاب الدخل المحدود, سألت صاحب محل ثياب بسوق نمرة اثنين عن قيمة اعلى ثوب عنده وكذلك الادنى , ولدهشتي فان الثوب البسيط والعادي بلغ (250)جنيها, والاعلى يفوق الالف, وال(650) متوسط الثياب القيافة عنده, قلت لصاحب المحل , ارتفاع الاسعار هذا يساعد على هجر الثياب وانتم اكثر المتضررين منه , وللمفارقة فهو من قابل قولي هذا بدهشة واعتبر ان الامر مزاحا , فهو على حد تعبيره لم يسمعه من زبونة شابة قط , واضاف انه نادرا مايجد مفاصلة لان هناك دائما طريقا وسطا بين الزبون والبائع , وقال ان مناسبات (النسابة) هي دائما التي تختار لها السيدات الثياب الاغلى ثمنا , وهناك ثوب (ام العريس) و(ام العروس) , وهي لا تسترخص لانها من النوع الفاخر الذي يليق بهما ., (امل) متزوجة حديثا , قالت للرأي العام انها تحرص على الثوب جدا في مناسباتها لانه يعطيها الشكل الافضل وتنتهي مهمته بانتهاء المناسبة , فهو ليس رفيقها للعمل او اي مشاوير خاصة اخرى وترى العباءة مناسبة اكثر منه وعملية , وجدل الغياب وحداثة العودة قطعته د.زينب خبيرة الازياء بكلية الموسيقى والدراما حيث قالت للرأي العام ان الثوب السوداني لم يفقد مكانته بدليل محافظته على وجوده في شنطة الشيلة , واشارت الى انه قل ولم يختف وعاد متجددا , واسباب قلته من وجهة نظرها انه مرتبط بعمر معين , او هو يدخل مع الفتاة مرحلة جديدة من عمرها بعد الزواج وترجح د.زينب مسألة العمر على مسألة الغلاء في اسباب تأرجحه بين الحضور والغياب , وبحسب قولها ان تكلفة فستان السهرة لاتقل عن (150) جنيها وهي يمكن ان تكون ثمن ثوب , اضافة الى ان الفتاة السودانية لم تتعود على لبس الثوب في حياتها قبل الزواج كطالبة او موظفة, وعن دورهم كخبراء او مصممين ازياء قالت ليس في يدهم وسيلة لتحبيب الثوب السوداني سوى التصاميم المبتكرة والجديدة , وغير ذلك فان العباءة تشكل منافسا خطرا على الثوب وخصوصا اشكالها الجديدة لسهولة لفها على الجسم بعكس الثوب الذي تشكل طريقة لفه بالطريقة الصحيحة معضلة لكثير من السيدات مما يسبب النفور منه الى خيارات اخرى , وعن عدم امكانية الظهور بالثوب في اكثر من مناسبة عامة , اكدت د.زينب على تلك الاشكالية , على الرغم من انها ترى الثوب حاليا في افضل حالاته لخياراته المتعددة وخاماته الجيدة والعملية والتي كانت منحصرة في السابق في القطن صعب الكي . وبين هذا وذاك يظل الثوب السوداني باقيا ومتطورا وبعد ان اقيمت له عروض الازياء محليا وخارجيا يبشر مستقبله في ان ينافس بيوتات الازياء العالمية. الصحافة