(كريمة) زنجية أمريكية مسلمة، جميلة المُحيّا، عميقة التفكير. تزاملنا في العمل فيما وراء المحيط. وبما أنني سبقتها الى الإسلام؛ فقد كانت تظنُّ بي صلاحاً وورعاً، وتُمطرني من حين لآخر بوابلٍ من الأسئلة الفقهية المعقّدة. حينا أردُّ ، وحيناً أستعينُ بصديق . ذات مساء قدّمت لي (أختنا في الله) شاباً يجعل على صدره صليباً، وصفته بأنّه صديقها، و(البوي فريند) في تلك البقاع هو تلك العلاقة التي تنتهي في حدِّها الأدنى الى غرفة النوم، وقد تتطوّر بعد زمن وتُصبح زواجاً ناجحاً.. سألتها ببعض فضولٍ إنْ كانت تنوي الزواج من فتاها هذا، فردّت بحزمٍ إنها لن تفعل باعتباره مسيحياً، وأضافت : لن يكون أكثر من عشيقٍ. (هاندي) قبطية سودانية اهتدت الى دين الإسلام ومارست الشعائر الإسلامية سراً لحولينِ ثمّ ولج باب قلبها الموارب شاباً مسلماً يشغل وظيفة حسّاسة - حسب الزميلة الرأى العام - ، قصة الحب هذه كادت أن تُهدّد السلام الاجتماعى فى السودان.. واضطرّ العشيقان أن يلجآ ساحة القضاء لإعلان زواجهما . (أُمامة الترابى)؛ وفى حوار لصحيفة السوداني أيّدت فتوى والدها بجواز زواج المسلمة من كتابي ، وقدّمت بياناً بالعمل وقالت إنّها لا تُمانع فى الزواج من مسيحي أو يهودي.. بمعنى أوضح أن ديانة الشريك لن تُصبح حجر عثرةٍ إن اقتنعت الشابة (أُمامة الترابى) بالمواصفات الأخرى . اجتهاد الترابى في زواج الكتابي من المسلمة قديمٌ؛ فقد أفتى الترابى بجواز عدم التفريق بين الكتابية التى أسلمت وزوجها الذي بقي على دينه. فى ذلك الوقت عارضه أترابه من الفقهاء، ولكنّهم وبعد حينٍ من الوقت واستصحاباً لروح الإسلام فى بناء الأسرة عاد أولئك المعارضون وأيّدوا الترابي في فتواه . مشكلة الشيخ حسن الترابي أنه مفكّر بدوامٍ كاملٍ وسياسي عند الطلب. كل الذين يُؤيدونه أو يُعارضونه فى أفكاره الفقهية ينظرون الى الشيخ من زاويةٍ سياسية. والغريب أنها ذات الزاوية التي يرى الشيخ نفسه منها . كل فتاوى الترابي التي أثارت الغُبار الكثيف في العالم الإسلامى هي أفكار قديمة لها وجود في التراث الإسلامي، وقد سبق للترابي أن أسرَّ بها للمقربين، ولكن الترابى بحاسته السياسية هال عليها التراب ولو الى حين . البُعد السياسي لاجتهادات الشيخ الترابي يبدو واضحاً حين لا يغضب الناس من اجتهاد أقرانه. مثلاً الإمام الصادق المهدي لديه رؤية تجديدية في تقسيم الميراث تصطدم مع قاعدة (وللذكر مثل حظ الأُنثيين). لم يوافقه العلماء المعاصرون، ولكن ثورة الغضب كانت أكثر هدوءاً من تلك التي واجهت الترابي . هل يكرر التاريخ نفسه ويأتي جيل جديد من الفقهاء ويُجيز رؤية الشيخ فى زواج الكتابي من المسلمة ..أم أن الترابي بَالَغَ هو وكريمته ؟. من الصعب التفريق بين المفكّر والسياسي. ولكن هنيئاً للشيخ الترابي فقد وجد أخيراً واحداً من أهل بيته - على الأقل - يُناصره فى اجتهاده . تراسيم.. عبد الباقي الظافر التيار من لم يتابع الحوار مع إمامة الترابي : http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-7894.htm