تتعدد العلامات التي يُستدل من خلالها على جفاف العينين كاحمرارهما، وسيلان الدموع بشكلٍ مزعج وظهور بعض الإفرازات عند طرف العين عند الاستيقاظ. فإذا لاحظت هذه العلامات، فلا تتردد في معالجتها في ظلّ توافر أساليب تخفف منها. لا ينحصر دور الغشاء الدمعي في ترطيب العين، إنما في حمايتها أيضاً كما يساهم في الدفاع عنها عند تعرضها لأجسام غريبة (الأمر الذي يفسر البكاء عند دخول غبار إلى العين) وأمراض تثير جهاز المناعة. لا عجب إذاً أن نشعر بالضيق عند تراجع فاعلية هذا الغشاء الدمعي، علماً أن الأمر لا يُعزى بالضرورة إلى مشكلة نقص الدموع. أسباب مختلفة تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض معدل الدموع في العين، ومن بينها تناول أنواع معينة من الأدوية كمضادات الاكتئاب وأدوية مكافحة حبّ الشباب، الإصابة بمرضٍ مرتبط بالمناعة (متلازمة غوجورو – سيوغرين) واستعمال العدسات اللاصقة لفترات طويلة جداً (10 إلى 15 عاماً) نتيجة لمنتجات الحماية التي ترافقها. يؤدي نقص الدمع عادةً إلى احمرار ورغبةٍ متكررة في إغماض العينين وإحساس بوجود أجسام غريبة في العين. تتراجع نوعية الغشاء الدمعي أكثر مما تتراجع ويتكرر حدوثها كثيراً بعد انقطاع الطمث فيزيد الإحساس بالحرقة والحكة وإحساس بالوخز. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي بعض العوامل إلى جفاف العين الموقت ومن بينها الجراحة التي ترمي إلى إزالة قصر النظر والإصابة بالتهاب الملتحمة المعدية التي تؤثر على نظام الغشاء الدمعي المناعي. إلا أن جفاف العين الأكثر إزعاجاً هو ذلك الناتج من الإصابة المتكررة بالتهاب الملتحمة التحسسي، أو بأمراض جفنية كداء الوردية الذي يؤدي إلى تغيير في الغدد الدمعية ويؤدي بدوره إلى تغيير نوعية الدموع، الأمر الذي يفسّر وجود إفرازات بيضاء عند طرف العين عند الاستيقاظ من النوم كدليل على خلل ما. لذلك من الضروري ما إن تشعر بأعراض مشابهة أن تلجأ مباشرةً إلى طبيب يجري مجموعة من التحاليل تخوّله تحديد نوع هذه التغيرات ليحدد علاجاً يختلف وفقاً للسبب الكامن وراء الجفاف. علاجات متنوعة مصل فيزيولوجي أو هلام زيتي ينصح الأطباء باستعمال مصل فيزيولوجي أو دموع اصطناعية مرات عدة يومياً لتعويض نقص الدموع. ولكن لما كان استبدال الدموع الطبيعية أمراً صعباً، لا سيما أن العلاجات الاصطناعية تفتقر غالبًا إلى المادة الزيتية التي تميّز الدموع الطبيعية، عمد الطبّ إلى تطوير علاجات تحتوي على كميات أكبر من الهلام الزيتي أثبتت جميعها فاعلية جيدة بغضّ النظر عن ماركتها باستثناء الأنابيب المخصصة لقطرة واحدة لاحتوائها على مواد حافظة. اطلب مساعدة الصيدلي للحصول على أفضل نوعية. بالإضافة إلى ذلك، ينصح الأطباء بتدليك الجفنين عندما تصاب الغدد الجفنية بالتهاب. يبدأ التدليك بوضع قفازات الاستحمام الساخنة على العين المغلقة، ثم بضغط الجفن الأعلى باتجاه الرموش بحركة دائرية وتدليك منبت الرموش عن طريق دفعها إلى الخارج وينتهي بسلسلة من الوخز الخفيف. أما في ما يتعلق بالمكملات الغذائية التي تحتوي على أوميغا – 3 المخصصة لمعالجة جفاف العين، فلم تتمكن الدراسات من إثبات فاعليتها مع أنها تحسّن نوعية الدموع وتمنح بعض الأشخاص إحساساً بالتحسن. لذلك لا ضرر في تجربة مكملات أوميغا – 3 الغذائية التي ستظهر نتائجها بعد ثلاثة أشهر على الأقل. في مطلق الأحوال، تجنّب الأماكن المضرة كالغرف التي تضمّ أنظمة تدفئة أو تبريد والغبار والهواء والتلوث والدخان التي تثير العينين الجافتين أصلاً، ولا تتردد في وضع بضع قطرات في العين قبل الخروج من المنزل وارتداء نظارات. الغشاء الدمعي مجرد محلول مائي يحتوي الغشاء الدمعي على مياه والدموع التي تفرزها العين تلقائياً، كذلك على عددٍ من طبقات تغذيها غدد صغيرة تنتج سائلاً لزجاً لاحتوائه على الدهون. وتؤدي الجفون دوراً أسياسياً في توزيع الدموع في العين. مضادات حيوية للحدّ من المخاط عندما يطرأ خلل ما على عملية إفرازها، تشكّل دهون الغشاء الدمعي خزان جراثيم يستدعي وفقاً لبعض الأطباء مضاداً حيوياً غالباً ما يُستعمل لتليين العنصر الزيتي في الدموع وتسهيل إفرازه، أكثر من استعماله لمعالجة عدوى معينة. لذلك، خلافاً للدموع الاصطناعية، ينصح أطباء العيون باستعمال جرعات خفيفة منه عبر وضع بضع قطرات تحتوي على مضاد التهابات في العين، وذلك لفترة قصيرة جداً بناءً على وصفةٍ طبية خاصة.