٭ لا يخلو بيت سودانى من وجود خزان للمياه يؤمن توفر المياه فى حالة انقطع الإمداد، ولكن هل هذه الخزانات تستعمل بأمان وبدون مخاطر صحية، فهل هى نظيفة دائما؟.. هذه القضية المهمة والخطيرة تتطلب ضرورة تفهم المستهلكين لها، مع ضرورة اتباع الإرشادات واستعدادهم للتفاعل مع كيفية المعالجات التى يمكن اتباعها لتفادى مخاطر التلوث. وللكشف عن بعض السمات والملامح للمواصفات الصحية الواجب توافرها في خزانات مياه الشرب وطرق تنظيفها وتعقيمها، التقينا بالدكتور عثمان ميرغنى من معهد الدراسات البيئية بجامعة الخرطوم.. وخرجنا منه بهذه الإفادات: ٭ متى يمكن أن يتم تنظيف خزانات مياه الشرب؟ الحالات التى يتم فيها التنظيف تكون عند استخدام الخزان لأول مرة «الخزانات الجديدة»، أو لضمان سلامة ونظافة الخزان بصفة مستمرة «الغسيل الدوري»، أو عند تلوث الخزان نتيجة لتلوث المياه التي تغذي الخزان، سواء أكانت من الشبكة العامة أو لوجود شقوق بجدران الخزان أدت إلى رشح مياه الصرف الصحي إلى داخل الخزان، أو عدم وجود غطاء للخزان، أو وجود غطاء مع عدم إحكام الغلق، أو وجود فتحات بالمنطقة المحيطة بالغطاء مما نتج عنه دخول حشرات أو قاذورات أو مياه ملوثة إلى داخل الخزان. ٭ كيف تنظف الخزانات الأرضية والعلوية الجديدة؟ يتم قفل المحبس المؤدي للشبكة، وفي حالة وجود مياه بداخل الخزان يتم سحبها إلى الشبكة العامة للصرف الصحي أو الصرف المحلي في حالة عدم وجود شبكة صرف صحي عامة، ثم بعد ذلك يتم رفع ما بداخل الخزان من مخلفات سواء أكانت رمالاً أو أتربة أو طحالب أو رواسب أو أخشاباً وما شابه ذلك، ويتم الكشف على جدران الخزان للتأكد من سلامتها وخلوها من الشقوق. ويتم عمل محلول مركز من الكلور لغسل جدران وسقف الخزان. ويقوم العامل بغسيل جدران وسقف الخزان بواسطة الفرشاة لإزالة أية عوالق أو طحالب، وذلك برش محلول الكلور أولاً على الجدران، ثم يتم استخدام الفرشاة. وأخيراً يتم سحب مياه الغسيل إلى شبكة الصرف الصحي، ثم يملأ الخزان بمياه نظيفة بارتفاع نصف متر لاستخدامها في غسل الجدران والسقف، عن طريق رشها بواسطة الجرادل لإزالة أية آثار للكلور أو الرواسب، ثم تسحب إلى شبكة الصرف الصحي. ويفضل تكرار هذه العملية عدة مرات ليملأ الخزان بالمياه النظيفة وتعقم ويغطى. وبعد مرور حوالي ساعة من ملء الخزان العلوي يتم سحب المياه منه عن طريق فتح جميع صنابير المنزل، وذلك لغسيل وتطهير شبكة المنزل، وأثناء هذه العملية يتم قياس نسبة الكلور في المياه. ٭ هل التنظيف الدوري للخزانات غير الملوثة مهم؟ نعم مهم جدا، ويتم قفل المحبس المؤدي إلى الشبكة، وتسحب جميع المياه الموجودة بالخزان، ويتم الكشف على الجدران والسقف للتأكد من سلامتها وخلوها من الشقوق. وفي حالة وجود أية رواسب بالقاع تزال ويغسل القاع والجدران بمحلول الكلور وباستخدام الفرشاة. وتسحب مياه الغسيل إلى شبكة الصرف الصحي، وتنفذ الخطوات السابق ذكرها الخاصة بتنظيف الخزانات الأرضية والعلوية الجديدة. ٭ ما هو المفترض إجراؤه بالنسبة للخزانات الملوثة؟ يتم إجراء كشف خارجي للخزان للبحث عن أسباب التلوث ومصادره، وذلك عن طريق التأكد من عدم وجود شقوق بسقف وحوائط الخزان أو فتحات بالمنطقة المحيطة بفتحة «فوهة» الخزان، ومن وجود غطاء يحكم غلق الفتحة بما لا يسمح بتسرب المياه منه إلى داخل الخزان. ثم يتم سحب وإفراغ كل المياه الموجودة بالخزان وصرفها إلى شبكة الصرف الصحي، ثم يتم الكشف على الجدران والسقف من الداخل لاكتشاف أية شقوق أو تصدعات بها ومعالجتها حسب الأصول الفنية. ويترك الخزان فارغاً لمدة «24» ساعة لاكتشاف أي تسرب جديد للمياه إلى داخل الخزان، وبعد اكتشاف أسباب التلوث يتم العمل على إزالتها وتلافي حدوثها مستقبلاً وفقاً للأصول الفنية المتبعة. أما في حالة اكتشاف أن سبب التلوث ناتج عن تلوث مياه البئر التي تغذي الخزان، يتم استبدال هذه البئر ببئر أخرى أكثر صلاحية. ٭ كلمة أخيرة؟ إن قضية خزانات المياه ليست قاصرة على خزانات مياه الشرب في المنازل، بل تشمل تلك الخزانات الموجودة في المصانع وفي البواخر النيلية. وتشمل خزانات تسخين المياه في المنازل، كما تشمل أجهزة تبريد وتسخين المياه التي انتشرت أخيراً في المكاتب والمنازل. أما الجهات المرتبطة بهذه القضية فتشمل المؤسسات الصحية، المعتمديات، الجامعات، مراكز البحوث، الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس ومصانع صنع خزانات المياه. والشكر أجزله لصحيفة «الصحافة» وقرائها الأفاضل لاتاحة هذه الفرصة.