اعتبر الرئيس عمر البشير ،ان إنفاذ إتفاق الحريات الأربع بين السودان ومصر سيكون المفتاح لتطوير العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد شراكة حقيقية بين البلدين خاصة في تحقيق الأمن الغذائي، بينما اعترف رئيس حزب الوفد السيد البدوي بأن مصر كانت تتعامل مع السودان من خلال المخابرات العامة، «وهو ما لا يليق مع السودان، لكن الآن عاد الشعب إلى تملك الوطن» وقال انه سيبحث مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال لقائه به يوم الأربعاء المقبل،مسألة الغاء التأشيرة المفروضة على السودانيين. ورحب البشير لدى لقائه صباح أمس ببيت الضيافة الوفد المصري الشعبي الزائر للسودان برئاسة رئيس حزب الوفد الدكتور سيد البدوي ، بزيارة الوفد المكون من أحزاب الوفد - التجمع - الناصري - الغد و ونخبة من المفكرين والإعلاميين ، وعبر عن سعادته بأن يلتقى للمرة الثانية مع وفد مصرى على مستوى عال بعد ثورة 25 يناير المصرية، حيث سبق ان زار السودان وفد مصرى من حكومة الثورة برئاسة الدكتور عصام شرف و عدد كبير من الوزراء ،»وكانت أول زيارة لحكومة الثورة في مصر إلى السودان مما جعلنا نطمئن الى ان العلاقات المصرية السودانية بدأت تعود إلى وضعها الطبيعى»،وشدد على ان المنطقة فقدت الدور الريادي المصرى لفترة كبيرة، خاصة اننا فى منطقة تموج بقضايا مصيرية، وقال ان مصر غابت عن افريقيا رغم انها كانت تحظى بمكانة متقدمة جداً فى القارة لانها دعمت حركات التحرير «و يكفى ان 34 دولة افريقية قطعت علاقاتها مع اسرائيل فى يوم واحد بسبب العدوان الاسرائيلى»، موضحاً ان غياب الدور المصرى ترك الساحة لاسرائيل و نفوذها فى افريقيا . وعبر البشير عن سعادته بعودة مصر و دورها ،مؤكداً ان السودان كله شوق و تطلع بعودة العلاقة ،واضاف،» نحن فى السودان طبقنا اتفاقية الحريات الاربع التى قبلتها مصر،وبدورنا نفذنا هذه الحريات وهذا مفتاح كى نزيل العوائق امام المواطنين فى البلدين كى يتحركوا بحرية، ونبنى جسور التواصل فى السكك الحديدية و النقل البرى و الجوى» . واعلن البشير بصفته رئيس المجلس الأعلى للاستثمار،أنه سيعمل على تشجيع التعاون الثنائي وأن أبواب الإستثمار مشرعة للمستثمرين المصريين للولوج للعمل في السودان والعمل بحرية، واشار إلى أن أي مستثمر مصري سيجد الرعاية والسند في السودان « نحن نحتاج إلى مصر بشرياً وفنياً وتقنياً « من ناحيته، اكد رئيس حزب الوفد السيد البدوي ان الوفد يمثل شريحة من المجتمع المصري، وشكر البشير لأنه كان أول رئيس عربي يزورمصر بعد ثورة 25 يناير، ويحرص على لقاء شباب الثورة وقيادات العمل السياسي في مصر. وامتدح البدوي، دور البشير لأنه كان احد قيادات حرب اكتوبر 1973، ودافع عن أرض مصر والسودان،وأضاف البدوي،» نقول لكم إننا اشتقنا ايضاً الى هذه الوحدة ولنؤكد مقولة زعيم الوفدى الراحل مصطفى النحاس « تقطع يدى ولا تفصل السودان عن مصر» . و شدد البدوى على انه من الآن فصاعداً لن يستطيع كائن من كان ان يفصل السودان عن مصر ...و نشكركم و نشكر حزب المؤتمر على الاستقبال الحافل. وأوضح البدوي، خلال لقاء الوفد الشعبي المصري مع قيادات المؤتمر الوطني الحاكم في السودان في مركزه العام بالخرطوم، أنه سيناقش مسألة إلغاء التأشيرة المفروضة على السوداني الذي يرغب في الذهاب إلى مصر مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال لقائه به يوم الأربعاء المقبل. وقال: إن لديه استثمارات في السودان، ولم يشعر بأي فرق بين وجوده في مصر ووجوده في السودان، والذي التزم باتفاقية الحريات الأربع للشعب المصري، وهي: الانتقال والعمل والإقامة والملكية. ولفت البدوي إلى أن مصر كانت تتعامل مع السودان من خلال المخابرات العامة، وهو ما لا يليق بالسودان، لكن الآن عاد الشعب إلى تملك الوطن، وانتهت الإملاءات الخارجية التي ابتعدنا بسببها عن إفريقيا، «وكان أحد شواهد هذا الغياب هو صفر المونديال والذي يعد نكسة بالنسبة لنا، حيث كان الحكم في مصر في غيبوبة». من جهته، أكد حسين عبد الرازق، عضو المجلس الرئاسي لحزب التجمع، أنه لولا قيام ثورة يناير ما كان يمكن أن يتم هذا اللقاء، وأضاف أن الثورة بدأت بانتفاضة شباب، وانضم إليها باقي الشعب، وكان دورالأحزاب فيها أنها لعبت دورالتمهيد لهذا اليوم . من جانبه، قال نافع على نافع، مساعد رئيس الجمهورية: إن الشعب السوداني أكثر الشعوب احتفاءً بالثورة المصرية، مؤكدا تطلع السودانيين إلى ثمار هذه الثورة، وقدم التهنئة إلى الشعب المصري على ثورته التي استطاعت في مدة قصيرة أن تخطو خطوات كبيرة.