ظلت قيادات سياسية بالمركز والولاياتالشرقية تؤكد ان هناك جهات تحاول زرع الفتن بالاقليم عبر بث شائعات لا اساس لها من الصحة تستهدف اعادته لمربع الحرب، وهو الامر الذي اشار اليه والي كسلا محمد يوسف آدم، الذي قال بذلك بين يدي تأكيده على استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية بولايات الشرق الثلاث. ولكن مراقبين يعتقدون ان حديث والي كسلا جانبه الصواب خاصة فيما يتعلق بالاوضاع الاقتصادية والانسانية في ولايات الشرق عامة وكسلا على وجه الخصوص ، مستدلين بتوجيه رئيس الجمهورية لذات الوالي بضرورة توفير الخدمات للمواطنين وقضاياهم المختلفة ، ويؤكدون ان انتشار البطالة وتفشي الفقر والمرض وتدني الخدمات وعدم وجود مشروعات تنموية والتردي الاقتصادي من العناوين البارزة للولايات الشرقية، كاشفين عن بحث الوالي عن شماعة يعلق عليها اخفاقاتهم ، نافين ضلوع جهات داخلية او احزاب في تردي واقع المواطنين والاخفاق السياسي لحكومات الولايات الثلاث، مشيرين الى ان اخفاقات الحكومة بالشرق في ملفات التنمية تعتبر اكبر مهدد على المنطقة وليس دعاة الفتنة، مطالبين الوالي بالكشف عن الجهات التي تثير الفتنة عبر الشائعات حتى يتعرف عليها الرأي العام. ويقول السكرتير السياسي للحزب الشيوعي بولاية كسلا عمر الحسين ل (الصحافة) بان ما يدور في الساحة السياسية بالشرق يعود الى تبني الناشطين والقوى السياسية لقضايا المواطنين ، بعد ان وضح اخفاق الحكومة وضعف سياساتها ويضيف: عطفا على ذلك لعب التفاعل الفاتر من قبل حكام ولايات الشرق الثلاث ازاء القضايا الأساسية للمواطنين دورا كبيرا في تردي الواقع ووصول المواطن الى قناعة ثابتة مفادها الا امل يرجى منهم ، معتبرا اتهامات والي كسلا من الاساليب المعروفة للمؤتمر الوطني ،وقال ان الهدف من ورائها تسويق فكرة المؤامرة غير الموجودة اصلا وذلك للهروب من مسؤولية الاخفاقات الكثيرة في برامج التنمية والاقتصاد، ودعا سكرتير الحزب الشيوعي إلى ضرورة استقلال أموال صندوق اعمار الشرق وتوجيهها للأغراض الزراعية والمشروعات الحقيقية التي تفيد المواطن ، مؤكدا ان القوى السياسية لن تهمل قضايا المواطنين من اجل الوصول الى الاصلاح الاقتصادي والسياسي المأمول ، مرجعا محدودية ادوارهم في هذا الصدد الى سيطرة الحزب الحاكم وتضييقه الخناق على القوى السياسية المختلفة ، وقال: حكام الشرق بعيدون عن قضايا المواطنين الحقيقية ، فوالي القضارف تفرغ للصراع مع المركز ، فيما يتجاهل ايلا قضايا المواطنين الحقيقية ، وحتى والي كسلا لايختلف عنهما كثيرا وهو يعمل برؤية المركز وليس بتقديرات من حكومته. وتتفق قوى سياسية على ان الشرق يعاني من فقر وبطالة بدرجة اعلى من المعدل، ويشيرون الى ان نكران حكام الولايات لهذه الحقائق يكذبه الواقع ، مشيرين الى ان تفشي التسول يعد دليلاً واضحاً على تردي واقع الولايات ،ويلفت القيادي البارز بمؤتمر البجا وعضو اللجنة المركزية رفعت توفيق في حديث ل(الصحافة) النظر الى جملة من الاخفاقات الواضحة ويقول انها تقف وراء هجرة مواطني الريف لقراهم ، ويضيف: الريف يتعرض لتهميش كبير ، ويفتقر للبرامج التنموية الهادفة ، ويشكو من الفقر ، بل ان ثرواتهم الحيوانية مهددة بالانقراض نسبة لموجات الجفاف التي ضربت الاقليم مؤخرا ، عطفا على شح مياه الشرب ، وهو الامر الذي دفع المواطنين للهجرة بحثا عن مقومات الحياة ، موجها انتقادا للسياسات الخاطئة المتبعة لإنفاذ المشاريع التنموية بعد أن شيدت المدارس بدون انخراط التلاميذ في المراحل التعليمية و انعدام الاثاثات والكتاب المدرسي ودعا القيادي البارز في مؤتمر البجا الذين يملكون الإرادة السياسية والمال مراجعة البرامج التنموية لإنسان الشرق في الريف رغم اقرار رئيس حزب مؤتمر البجا موسى محمد احمد تعثر التدفقات المالية ، وانتقد رفعت تجاهل الحزب الحاكم لرؤية مؤتمر البجا بتوفير الموازنات للمناطق المتأثرة بالحرب والفقر وحذر من تجاهل مطالب حزبه . فيما حمل القيادي بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية تاج الدين محمد علي تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية للقيادات بالشرق وضرب مثلا بولاية كسلا التي يعود تراجعها لسطوة الوالي ومجموعته بقيادة رئيس البرلمان احمد حامد ووزيري التخطيط والتربية و التعليم ، ويضيف: وذلك عبر إهدار مال الولاية بالسياسات الخاطئة بعد أن تم ايجار منازل الدستوريين ومؤسسات للولاية بكلفة عالية مما يؤكد فشل الحكومة وغياب رؤية الوالي في قيادة الولاية في ظل استجابته للضغوط السياسية لبعض القيادات وبعض القبائل خصماً على آخرين والمحليات المهمشة ، وقال ان المجموعة التي تلتف حول الوالي أضرت كثيراً بالحزب والولاية وذلك لانها تعمل لمصالحها الذاتية وتسعى للمناصب السياسية والتنفيذية وحمل تاج الدين المركز ما آل إليه الشرق عامة وكسلا خاصة .