رغم اهتمامي بالمحتوى السوداني والافريقي على الانترنت وقد حظيت بالمشاركة في ورشة نظمتها منظمة الايقاد قبل عدة اعوام بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا عن المحتوى الافريقي على الانترنت، الا انني ظللت بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي واعتبرها مضيعة للزمن ومستنزفة للوقت والجهد، الا ان ثورات الربيع العربي كانت كفيلة بتغيير وجهة نظري في هذه المواقع، حيث لمست الاثر الكبير لمواقع مثل الفيس بوك وتويتر في اشعال الثورات.. وقررت بكامل قواي العقلية وبطوعي واختياري ان ادخل عالم الفيس بوك على استحياء وانا اصطدم بقناعاتي القديمة خاصة وانني كنت ألوم كثيرا من الاصدقاء علي قضاء الساعات الطوال امام اجهزة الكمبيوتر واعتبرهم (مجانين) ولكن المجانين في نعيم..!! فقد اكتشفت منذ اللحظة الاولى التي دخلت فيها الفيس بوك انه عالم مثير مليء بالمفاجآت.. ومحاط بالاشواك والورود!! وادين للاصدقاء في الفيس بوك انهم استقبلوني بترحاب شديد واحتفلوا بانضامي الى الفيس بوك على طريقتهم الخاصة، وما زال الشاعر المتميز مصطفى ود المأمور يتحفني بالرسائل وود المأمور هو احد اساطين الفيس بوك ويكفي ان عدد اصدقائه وصل الى قرابة العشرين الفا وهو له اكثر من اربعة حسابات شخصية وكانت اول رسالة وصلتني هي من الصديق الاستاذ طاهر محمد علي رئيس قسم المنوعات بصحيفة الرائد، قال لي : (اخيرا النجم طارق شريف في الفيس بوك مرحبا وعقبال الكلاسيكي العنيد مصعب الصاوي)!! وآخر رسالة هي من الاخت الاستاذة جدية عثمان نجمتنا بفضائية (m.b.c.) قالت لي (الفيس بوك نور يا صاحب القلم الجسور).. واحتفى بي الاصدقاء كل على طريقته الخاصة ومنهم من سارع بإرسال طلبات الصداقة ومنهم من استجاب بسرعة لطلبات الصداقة ومنهم من كتب كلمات ليست كالكلمات... وفي تطور نوعي اصبحت اقضي اكثر من ساعة يوميا امام الفيس بوك واهتم بقراءة كل الرسائل وارد عليها، واصبحت مواد (اوراق الورد) متاحة لكل القراء وعلق الصديق الموسيقار عثمان محيي الدين انه كان خارج السودان واتاح له تحميل (اوراق الورد) على الفيس بوك متابعتها من خارج الحدود. ووصلت ابعد من ذلك واصبحت اشارك في الدردشة ولكني احسب الوقت الذي ادخل فيه للدردشة بالثانية، واختار الاصدقاء الذين ادخل في نقاش معهم بعناية واهتم ان يكون النقاش مفيدا وليس على طريقة (الطماطم غالية) و(البطيخ رخيص)..! استطيع ان اقول ورغم حداثة انضمامي الى الفيس بوك انه موقع تواصل اجتماعي مهم ومؤثر ولكنه يحتاج الى مسؤولية من كل المنضوين تحت لوائه بضرورة التقيد بالضوابط الاخلاقية بعدم التعدي على خصوصية وحرية الآخرين، وعدم الاسفاف والابتذال في التعابير او نشر صور مخلة بالذوق والآداب. ويجب عدم نشر اخبار كاذبة او تحرض علي الفتنة. باختصار المطلوب ميثاق شرف اخلاقي في الفيس بوك وأن نستفيد من هذا الموقع في تداول المعلومات والافكار والحوار الايجابي وغدا سوف انضم الى تويتر واقدم وجهة نظري، عارف يا طاهر قول (للمواقع دي جاك بلا بعد دا)..!! وللقصة طرفة ففي رحلتي الاخيرة لاثيوبيا وقف الصديق الفنان التشكيلي والمصمم الماهر خالد عوض على الصور التي جئت بها من اثيوبيا وسألني من الذي قام بالتصوير؟ فقلت انا وهنا (ضحك .. ضحكة مجلجلة وطالبني بالتوقف عن التصوير وقال لي عارف الصور اكثر من رايعة ولكن عارفك لو دخلت في موضوع التصوير دا.. حتواصل فيه الى ابعد مدى ودي مهنة في ناس بيأكلوا منها عيش.. خليك في كتابتك وخليهم في تصويرهم)...! وقد استجبت لنصيحة خالد عوض وطلقت التصوير بالثلاثة..! آه نسيت ان اشكر الصديقين الاستاذ عبدالفضيل محمد حامد مسؤول قسم النت بجريدة الصحافة والاستاذ شوقي مهدي الصحفي المبدع اللذين اخذا بيدي الى عالم الفيس بوك وقبلهما الاخت الاستاذة هالة عبدالرحيم وان شاء الله نتلاقى في كل المواقع الالكترونية حارة حارة ودار دار وزنقة زنقة..! [email protected]