جاء تفاعل المواطنين لافتا عند بدء تنفيذ مشروع التأمين الصحي .. شعر الاهالي بأن مشكلاتهم العلاجية الصحية ستكون شيئا من الماضي، وزادت التطلعات مع بدء تطبيق المشروع على جميع الفئات اذ ظل الحصول على الادوية هاجسا يقض مضاجع الاسر وان تتجاوز الاسر هاجس الدواء بواسطة تلك البطاقة فذلك امر جيد . مرت الايام تتبعها السنون وبدأت البطاقة تفقد ذلك السحر اذ لم تعد تشمل جميع الامراض المزمنة منها العرضية ولم يعد التأمين يغطي اغلب الادوية ما دفع المريض العودة للانكفاء على آلامه خاصة اولئك الذين يحتاجون الى بعض الادوية الباهظة التي توصفها العيادات الخاصة .. لقد باتت ادارات التأمين تعمل على صرف الادوية الارخص سعرا وليس بالضرورة ان تكون الاجود في حال توفر ادوية متعددة . ومع زيادة كلفة الخدمات الصحية أصبح المرض الذي يهدد المواطن لا يشكل هماً لما يحمله من معاناة جسدية بقدر ما يمثله من أعباء مالية تنوء بحملها الأغلبية العظمى من المواطنين خاصة ان مستوى الدخول تراجعت وارتفعت تكاليف العلاج ، وبدون فاعلية التأمين الصحي فإن الخيارات المتاحة لمن ابتلي بمرض إما الصبر على الآلام وعدم التداوي أو اللجوء لبيع الممتلكات أو الاستدانة . (التأمين الصحي استقطاع للاموال دون ستر حال) هكذا ابتدرعمر محمد عمر حديثه للصحافة مشيرا الى ان الاشتراك اما سنويا بمبلغ (200 ) جنيه او شهريا بمبلغ 20 جنيها وقد تمضي مده الاشتراك دون ان يلجأ الفرد الى استخدام البطاقة علما ان التأمين الصحي لا يشمل جميع الامراض او الادوية مما يضطر بعض المرضى الى شراء تلك الادوية نظير مبالغ مالية باهظة. الدكتور مصعب عبد الله اشار الى ان مفهوم التأمين الصحي يقوم على ان يدفع افراد المجتمع مبالغ مالية محددة مسبقاً وهم في كامل صحتهم وفي حالة المرض يتم تغطية تلك التكاليف عبر نظام البطاقة الصحية ،ويقوم على حل مشكلة غير القادرين على الدفع وعندما تكون الامكانات محدودة فإن الخدمات ستكون غير مناسبة فجميع الدول المتقدمة حلّت مشاكلها عن طريق التأمين الصحي حتى ان دولاً عربية لديها تجارب رائدة في التأمين الصحي، ويشير دكتور مصعب الى ان محدودية التشخيص في بعض مراكز التأمين والازدحام الشديد وعدم قدرة المريض على الدفع للعيادات الخاصة والمستشفيات ينتج عنه تراجع في مستوى تقديم الخدمة لأن المراكز الصحية تقوم بالعمل فوق طاقتها. وذكر الطالب عبد العظيم قصته مع التأمين قائلا : (لجأت الى الطبيب نتيجة لعلة اصابتنى فكتب لى الاخير حبوب 20 ملجم فذهبت الى الصيدلية التابعة للتأمين فتم صرف 40 ملجرام بحجة عدم توفرها ونصحنى بكسر الحبة الى نصفين لاحصل على 20 ملجرام غير آبه بالمخاطر المترتبة من امكانية تلوث الحبة او تكسرها) . خديجة قسم المولى بدأت حديثها قائلة ان كثيراً من الامراض الخطيرة والمزمنة لا يشملها التأمين الصحي وكذلك اغلب الادوية مشيره الى ان التأمين دائما ما يصرف الادوية الارخص لا الاجود كأن التأمين متخصص للالتهابات الطفيفة فقط ماضية في القول انه لا فائدة من التأمين الصحى اذا لم يغطِ تكاليف العلاج وجميع الحالات الاضطرارية . تعود الاخبار والوعود لتتصدر الصحف فأمس وجه والى الخرطوم عبد الرحمن الخضر ادارة التأمين الصحي بإجراء مراجعة شاملة لكل احصائيات الفئات التى تقدم لها الخدمات ووضع ترتيبات مالية وادارية لتقوية صندوق الدواء الدائري لتمكينه من توفير الدواء عبر بطاقة التأمين بصورة شاملة ودائمة وقررت الادارة ادخال فئات القطاع الحر في خدمات التأمين عبر آلية الاتحاد.