على طريقة «شهد شاهد من اهلها» أقر ممثلو الشعب بعجز البرلمان عن اداء مهامه وواجباته المحاسبية والرقابية ووجهوا انتقادات حادة لأدائه، هذا قبيل ان ينعتوه بالمشلول والعاجز عن مساءلة الوزراء ومحاسبة الفساد بصورة شفافة، وشددوا على اعمال مبدأ المحاسبة فى الاخفاقات الأخيرة وخاصة حوادث سقوط الطائرات المتكررة وآخرها «الأنتنوف» التى اودت بعدد كبير من الضحايا والجرحى اثر سقوطها فى منطقة «صالحة» غربى ام درمان ووصفوا الحادثة ب «الفضيحة». منذ انطلاقة الدورة الحالية للهيئة التشريعية القومية ظل البرلمان محل انتقاد دائم من قبل المراقبين واصبحت مترادفات الضعف والعجز صفات ثابتة ومتلازمات لاسم البرلمان من قبل واصفيه، وفى نبض الشارع الذى يتحدث البرلمان باسمه يتم تداول عبارات ساخرة عن اداء الهيئة التشريعية القومية مثل «برطمان الشعب» و «نوام الشعب» فى اشارة الى اعضائه، وسبق ان وصف احد النواب فى تصريح ل «الصحافة» البرلمان ب «طير البقر» وانه يتغذى على فتات الحكومة بتبعيته لها ، ما استدعى ذات النائب فى اليوم الثانى لصدور الصحيفة بطلب تصحيح واعتذار عن وصفه للأعضاء ب «طير البقر»، وما اشبه الليلة بالبارحة حيث وجه النائب البرلمانى فى كتلة المؤتمر الوطنى كرار محمد علي انتقادات حادة فى جلسة البرلمان لدى مداخلته حول خطاب رئيس الجمهورية الذى اودعه منضدة الهيئة التشريعية امس الاول ، وانتقد كرار غياب المحاسبة والمساءلة للوزراء عن فترة ادائهم بتحديد النجاحات والاخفاقات، ووصف اداء وزراء القطاع الاقتصادي بالفشل، وقال انهم لم يحققوا اي نجاحات، وزادوا من معاناة المواطن، واشار الى ان كل القطاع الاقتصادي يعاني من الاخفاقات، وان هناك مشاريع عطشى هذا الى جانب اعباء اضافية على المواطن، واعتبر كرار البرلمان غير قادر على مساءلة او محاسبة الوزراء، بجانب محاربة الفساد، واضاف «نرى العمارات والابنية تتطاول ولا نستطيع ان نفعل شيئا وكل مانقوم به التحدث في عموميات الفساد»، واشار كرار الى ان البرلمان استعجل في تقليص عدد لجانه في اطار سياسة الدولة المعلنة، وقال ان خطوة المجلس لم تقابلها خطوات مماثلة من الجهاز التنفيذي، ووصف التخفيض الذي تم في الحكومة بالمحدود، وقال كرار ان البرلمان كان يتوقع ان يتم تغيير في الحكومة ابان اعادة الهيكلة، وفى ذات السياق عبر النائب البرلماني عن الحركة الشعبية، كمندان جودة، عن رغبته ومن معه من عضوية الحركة في البرلمان بتقديم استقالتهم بسبب عجزهم عن حل قضايا منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان، واشار جوده للأوضاع المأساوية التى يعانيها اهل النيل الازرق ، وقال ان دائرته افرغت تماما من المواطنين، واشار لنزوح مايفوق «500» ألف أسرة من دائرته الانتخابية، وانتقد النائب البرلمانى تباطؤ وزارة الشؤون الاجتماعية في الرد على طلبه بشأن تقديم المساعدات للنيل الازرق. وفى ذات الاتجاه يمضى النائب البرلمانى عبد العزيز أثنين بتأييده لحديث كرار ويقول ان البرلمان مطلوب منه رقابة قوية ومحكمة تنعكس ايجاباً على الشعب السودانى الا انه ضعيف امام الجهاز التنفيذى، وقال أثنين ل «الصحافة» فى حديثه عبر الهاتف امس ان قرارات التقشف لم تطبق على ارض الواقع على مستوى الجهاز التشريعى والتنفيذى عدا نواب رؤساء لجان البرلمان الذين طالهم التخفيض، واوضح ان التخفيض تم بصورة كبيره داخل الهيئة التشريعية القومية وتم تخفيض 25 عضوا بينما تم ذات النهج بصورة ضعيفة على المستوى التنفيذى، وقال رغم القرارات الاقتصادية الا انه لم يتغير شئ على مستوى الواقع ونحس اننا نسير الى الخلف، وقال أثنين «اصبحنا نحن مرشحي الدوائر نواجه بأسئلة ممن انتخبونا ماذا فعلتم لنا فى جانب التنمية». الا النائب البرلمانى الدكتور اسماعيل الحاج موسى يرى ان وصف البرلمان بالعاجز تماماً امر غير عادل وقال ل «الصحافة» عبر الهاتف امس ان دوره يمكن ان يصبح افضل من الواقع الحالى ، وقال ان اداء البرلمان يجب النظر اليه من عمل اللجان المتخصصة، واشار الحاج موسى الى ان اللجان تعمل بصورة نشطة واستدعت فى الفترة الماضية عددا من الوزراء واصدرت الكثير من التوجيهات، منبها الى ان الناس يحكمون على البرلمان من الجلسات العامة، وقال انها ليست مقياسا حقيقيا لأداء البرلمان، واضاف ان بعض الناس يتصورون ان المحاسبة والمساءلة يفترض ان تتم فى الجلسات المفتوحة، واشار ايضاً الى ان الحكم ينطلق من الظروف الاقتصادية ،وان كثيرين يتخيلون ان هذا الواقع يفترض ان يتم فى خطب البرلمان واستدعاء الوزراء، وقال ان اللجان المختصة هى من تقوم بهذه الأدوار.