أكد المؤتمر العربى الدولى الثانى عشر للثروة المعدنية العمل على بناء تكامل عربى اقتصادى واستغلال الثروات العربية التى يذخر بها الوطن العربى معتبرا ان القوة تكمن فى الثروات لمواجهة التحديات التى تجابه الشعوب العربية مشيرا الى تراجع النمو العربى خلال العام 2011م نتيجة للثورات العربية والازمات المالية العالمية التى اثرت على الوطن العربى بشكل مباشر. وقال محمد بن يوسف امين عام المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر امس ان النمو الاقتصادى فى الدول العربية تراجع الى 3.3 % خلال العام 2011م عوضا عن 4.5 % فى العام 2010م وعزا ذلك الى الاضطرابات التى شهدتها الدول العربية مشيرا الى تراجع الاستثمارات بنسبة 35.5 % لتصل الى 44 مليار دولار فقط خلال العام 2011م قائلا ان اجمالى الصادرات العربية وصلت الى 1.2 ترليون دولار وارجع ذلك الى ارتفاع الصادرات النفطية العربية مبينا ان الناتج المحلى الصناعى بل 1.1 ترليون دولار حيث حققت الصناعة نموا اجماليا بنسبة 29 % خلال العام 2011م وعزا ذلك الى الاداء الجيد للصناعات الاستخراجية وقال ان تحولات الربيع العربى ادت الى ركود فى الاقتصاد وضمور فى الحركة مع الشركاء الغربيين كما انعكس ذلك سلبا على القيمة المضافة وعدد مزايا بعض الدول العربية وميزاتها النسبية فى عدد من المجالات . وشدد على اهمية تشجيع وعرض فرص الاستثمار التعدينى وجذب رؤوس الاموال والتعاون العربى العربى فى مجال الاستكشاف وتبادل الخبرات بين العرب واقر باصدار دراسة شاملة لواقع الاستثمار التعدينى ومتطلباته مع توفير معلومات محدثة عن القطاع بخرائط جيولوجية حديثة فى الوطن العربى. أما وزيرالطاقة والتعدين الاريترى احمد حاج على قال ان هنالك امكانيات كبيرة فى الوطن العربى غير مستغلة خاصة فى الدرع العربى النوبى ولابد من نقل قطاع التعدين الى جزء استخراجى وتحقيق تكامل اقتصادى بين البلدان لاجل التنمية المستدامة قائلا باهمية التعاون الاقليمى فى مجال الجيولوجيا والتعدين . اما على بن ابراهيم النعيمى وزير البترول والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية قال ان الملتقى يعد اهم تجمع عربى فى قطاع الثروة المعدنية باهدافه المتمثلة فى تنمية الاستثمار التعدينى وتبادل المعارف وجذب رؤوس الاموال معتبرا ان الخامات التعدينية هى المحرك الاول للاقتصاد واساسية للصناعات والتنمية. وقال ان الدول العربة تذخر بكميات من المعادن مؤكدا تطور الاستثمار التعدينى فى الجول العربية من حيث استخراج الفوسفات والطوب والاسمنت كما حققت الدول العربية اكتفاءا ذاتيا وقال ان تحقيق التطلعات مسوؤلية مشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص ودعا الى ضرورة مراجعة المناهج الدراسية ودعم المؤتمرات المتخصصة مبينا ان الوضع يتطلب سياسات متقاربة قائلا ان القطاع شهد انخفاضا فى التنقيب عن التعدين وان التعدين فى السعودية تجربته رائدة يرتكز على الشفافية والوضوح وتقديم الحوافز والتسهيلات قائلا ان حجم الاستثمار فى القطاع بالسعودية بلغ 50 بليون دولار. والى ذلك قال كمال عبد اللطيف وزير المعادن ان الموارد الاقتصادية فى السودان تقدر بترليون و200 مليون متر مكعب وتغطى الغابات اكثر من 200 مليون متر مكعب والاراضى الصالحة للزراعة تتجاوز ال84 مليون هكتار ويعتمد السودان فى صادراته على البترول والمعادن والقطن واللحوم والصمغ العربى والفواكه والحبوب . اما فى مجال المعادن يعد السودان موطنا للمعادن بسبب وجود شتى انواع الصخور والتى تغطى نصف مساحة القطر وتضم خامات معدنية منها ما تم اكتشافه وتجرى عمليات الانتاح فيه ومنها ما هو قيد الاستكشاف والبحث والدراسة ويقع الذهب على رأس المعادن المتوفرة فى السودان حيث يوجد ما يزيد على 120 موقعا للذهب وتشير الدراسات الى وجود احتياطى ضخم من المعادن فضلا عن الشواهد التى تشير الى وجود احتياطى مقدر فى العديد من المواقع فى المياه الاقليمية . وقال الوزير تعمل فى السودان حاليا اكثر من 85 شركة فى مجال التعدين منها 7 شركات دخلت دائرة الانتاج وينتج السودان 50 طنا من الذهب فى العام و50 الف طن من الكروم بالاضافة الى المعادن الاخرى التى دخلت دائرة الانتاج مؤكدا ان اكثر من 500 الف مواطن يمارسون مهنة التعدين التقليدى . ودعا الوزير الى الاستثمار فى السودان فى ظل التسهيلات الكبيرة وان وزارته تفتح الباب على اربعة مسارات مجال الاستكشاف والتنوع فى انتاج المعادن ومجال خدمات التعدين بجانب دعم وتطوير معدات التعدين التقليدى واكد حرص الدولة على التعاون العربى المشترك وتضافر الجهود مشيرا الى بداية التشغيل التجارى لمصفاة الذهب التى تعمل بطاقة تصل الى 150 طنا فى العام وتستقبل الواردات من الدول الاخرى.