وأخيراً وافقت الجمعية العامة للامم المتحدة على إعتماد دولة فلسطينالمحتلة كعضو مراقب وفاعل بإذن الله وهي خطوة تنهي عقوداً من التهميش المتعمد للاراضي الفلسطينية بحيث عجزت كل المحاولات التي قام بها اهل فلسطين في منظمة فتح وبقية الحركات الفلسطينية الحرة في إسماع صوت الشعب الفلسطيني الحر في المنابر الدولية وإكسابه القوة المطلوبة ، والآن وبعد اعتماد الاراضي الفلسطينية كدولة مراقب بالاممالمتحدة فإن الباب ينفتح واسعاً امام الفلسطينيين للمطالبة بكافة حقوقهم المهضومة واولها رد الاراضي المحتلة ومطاردة سلطات الاحتلال الصهيوني في المحاكم الدولية خصوصاً محكمة الجنايات الدولية (ICC) التي ظل المدعي العام السابق لها موريس اوكامبو يماطل السلطة الفلسطينية كلما ارادت رفع دعاوي لدى المحكمة ضد مجرمي الكيان الصهيوني بحجة ان فلسطين ليست دولة معترفاً بها لدى الاممالمتحدة وبالتالي لا يحق لها رفع الدعاوي امام المحكمة . واليوم وبعد نيل فلسطين لعضوية الاممالمتحدة بصفة المراقب تستطيع السلطة الفلسطينية ان تطارد زعماء الكيان الصهيوني انى حلوا من العواصمالغربية او الآسيوية فهؤلاء ارتكبوا بحق الشعب الفلسطيني أبشع الجرائم والمجازر وما تزال صور الدمار الذي خلفته عملية الرصاص المصهور عالقة بأذهان النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان وإن لم تنظر محكمة الجنايات الدولية في تلك القضايا تحت حجج انها ارتكبت قبل اعتماد فلسطين في المنظمة الدولية بصفة المراقب فإن هذه الصفة كفيلة بلجم قادة الكيان الصهيوني قبل ان يرتكبوا مجدداً الجرائم البشعة ضد الانسانية ثم يفلتوا من العقاب مستغلين الوضع غير القانوني السابق لدولة فلسطين . ورغم ان هذه الوضعية ربما تساهم ايضاً في تقليل إنهمار الصواريخ الفلسطينية المقاومة المنطلقة من غزة وغيرها من مواقع المقاومة الفلسطينية والمتجهة صوب قطعان المستوطنين الصهاينة في المستوطنات المقامة غصباً فوق اراضي الفلاحين الفلسطينيين - بحكم امكانية رفعها لدى المحكمة الجنائية الدولية كجرائم حرب - إلا ان إقدام السلطة الفلسطينية على اتخاذ خطوة طلب الانضمام كعضو مراقب تكشف مدى اهتمام القادة الفتحاويين بممارسة اللعب فوق طاولة الكبار ورمي الكارت الرابح في ساعة مباغتة لم يكن يتوقعها الصهاينة ولا داعموهم من الاميركيين وسيتعين على الكيان الصهيوني ان يستقبل المزيد من الصواريخ التي لن تطلق هذه المرة من غزة وإنما من جنوب لبنان الذي هدد زعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله باطلاق آلاف الصواريخ الموجهة بالرادار لتضرب كافة المدن والقرى الإسرائيلية ، وسيكون لفعل الصواريخ الإيرانية المرتقبة فعل السحر وهي اكثر من صواريخ حزب الله وصواريخ حماس مجتمعة ، ومن الواضح ان خطوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس جاءت مباغتة لأن قادة الكيان الصهيوني كانوا قد يضغطون باتجاه حرمان فلسطين من الإنضمام الى الاممالمتحدة لما تشكله تلك الخطوة من تهديد خطير لبرامجهم ومخططاتهم في الاراضي المحتلة ولذلك حاولوا الاستعانة بالولايات المتحدة الاميركية وغيرها من الدول للوقوف ضد رغبة الفلسطينيين ولكن سبق السيف العزل . ان الكيان الصهيوني بعد اليوم سيحسب الف حساب قبل ان يتمادى في ارتكاب الجرائم تحت غطاء حماية أمن إسرائيل من خطر المنظمات الإرهابية..اليوم توجد دولة ذات شرعية لها من الحقوق ما يمكنها من حماية مصالحها وارضها وشعبها العائش تحت ظلم الإحتلال وستكون هنالك وقفات قانونية قوية ضد الإستيطان وتنامي قطعان المستوطنين كما ان الاموال الفلسطينية ستخرج بقوة من تحت إبط الإحتلال الذي ظل يساوم بها السلطة ويتخذها جزرة يهدد بحجبها كلما اراد تمرير سياساته على السلطة الفلسطينية او اراد منها لعب دور الجلاد نيابة عنه لقمع الشعب الفلسطيني . التحية للسلطة الفلسطينية وهي تسجل هدفاً رائعاً في شباك الكيان الصهيوني وقادة إسرائيل والتحية لقادة حركة فتح وهم يمارسون فنون اللعبة بذكاء يؤكد انهم جديرون بتحمل المسؤولية والتحية لكل فصائل المقاومة الفلسطينية الذين استبسلوا سنوات عديدة وهم يقاومون آلة الحرب الإسرائيلية المجرمة والتحية اولاً واخيراً لدماء الشهيد الجعبري فهي التي حققت هذا النصر المؤزر .