تقرير: فاطمة رابح: ونسات ودية تجاذبها طرفا وفدي التفاوض بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال في فندق ريتشون الجديد وسط العاصمة الاثيوبية اديس ابابا مقر المفاوضات حسب شهود عيان حتي مساء امس، الونسات تتخللها لحظات تفاؤل حذر بنجاح المفاوضات. بينما هنا في الخرطوم ارتسمت علي وجوه مواطنين مظاهر قلق يوارونه بامنيات هامسة بأن يعم السلام وتنطوي صفحات الحرب. ومن استنطقتهم «الصحافة» حول بدء المفاوضات تباينت رؤاهم بين متخوف من الحركة الشعبية في انها لا تريد السلام وبين رغبة الحكومة الصادقة في انهاء القتال، وفي كلتا الحالتين يؤمنون انه لا مناص من السلام وان طال الزمن. اللافت انه وقبل عملية التفاوض بدأت الملاسنات حينما اتهم سكرتير الاعلام والمعلومات لاقليم جبال النوبة جاتيكا أموجا دلمان المؤتمر الوطني بانه غير جاد في أي عملية تفاوضية هنا في الخرطوم حذر المؤتمر الوطني من الانحراف عن المفاوضات الي غيرها وذلك وفقا لنائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب الدكتور نافع علي نافع في تصريحات صحفية امس يجب ان لا نتحدث عن فشل المفاوضات او نجاحها ، ولكن ان نقول ان المفاوضات ستكون موضوعية اذا وركزت علي قضايا المنطقتين وتباحثت فيها بعقل وقلب مفتوح ولكن اذا انحرفت عن ذلك لن تنجح ، وقال» الوفد المفاوض حول المنطقتين اذا ركز علي التفاوض حولها قضايا المنطقتين بنية الحل سيكون هنالك حل ولكن اذا انحرف عنها لن تنجح « . واكد نافع رغبة حزبه الجادة في الحوار الذي يفضي للوصول الي علاقات طبيعية وهذا لن يحقق هدفه الا اذا كانت الاطراف جادة. رئيس وفد التفاوض والامين العام للحركة الشعبية شمال ياسرعرمان قال في تصريحات للصحفيين من العاصمة الاثيوبية اديس ابابا ، ان استراتيجية الحركة الشعبية تقوم علي ثلاثة مسارات رئيسية تتلخص في الاتي :الدخول في المفاوضات علي أساس قرارمجلس الامن 2046 واتفاق28يوليو2011المعروف باتفاق «نافع عقار» والوصول الي وقف فوري للعدائيات وفتح الممرات امام المساعدات الانسانية الي جانب الاتفاق علي اطار قومي واجندة وطنية تحقق المواطنة بلا تمييز في اطار عملية دستورية شاملة بمشاركة كافة القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني كما نص اتفاق 28 يوليو 2011م.بجانب الاتفاق علي ترتيبات سياسية وامنية للمنطقتين ذات صلة بالاطار القومي الوارد في النقطة الثانية.ووجه عرمان حديثه مذكرا قائلا :ان اتفاقية 28 يوليو 2011 لمن «نسي» او «تناسي» تطالب بتحديد «آلية» العملية الدستورية والزمن والاجندة.وقال حضرنا لتحقيق هدف استراتيجي وهو السلام العادل. وتابع»السلام أصعب من الحرب بطبيعته» . وشدد عرمان بقوله «لم نأت لصفقة بل لحل في وضح النهار يحقق الاجماع الكافي والتغيير الديمقراطي والمواطنة بلا تمييز». ووصف الامين العام للحركة الشعبية شمال المفاوضات الحالية بأنها فرصة جديدة لبناء فاعل وفرصة لحشد الطاقات الوطنية نحو بداية جديدة وبناء دولة جديدة. وردد»هناك ضوء في نهاية نفق الحروب». ووصف عرمان الاطار القومي لقضايا المنطقتين بالمهم، وقال ان قضايا المنطقتين مثل «الصورة المعلقة بالحائط»لايمكن تعليقها بدون»برواز». وزاد»هذا لايدوم طويلاً». وقال ان قضايا المنطقتين لاتوجد في «الهواء» وبين»الارض والسماء» بل توجد في جمهورية السودان. الخبير المدني حافظ اسماعيل مدير منظمة افريقيا العدالة بالسودان يري ان جولة المفاوضات التي تم حصرها في اربعة ايام ستكون قصيرة من الناحية الزمنية، ويتوقع حدوث مناورات بين الطرفين اكثر من بدء مفاوضات حقيقية ،لكنه يأمل في ان يتم التوصل في الجولة الاولي للتفاوض من فتح الممرات لتوصيل الاعانات الانسانية ووقف اطلاق النار لاسباب انسانية كضربة بداية للتقدم نحو العملية السلمية ، ويتوقع ان تكون هناك جوله ثانية ، لافتا الي ان الحكومة السودانية تريد ضمان الترتيبات الامنية اولا كأساس لعملية التفاوض. بيد ان المحلل السياسي والاستاذ بجامعة جوبا عمر عبدالعزيز يخشي من رفع الحركة الشعبية قطاع الشمال سقف اجندتها في التفاوض، ويقول للصحافة»اذا توفرت الارادة السياسية للحركة اذا ماحصروا انفسهم بين المنطقتين ومرجعية نيفاشا سيتقدم التفاوض»، ليعود ويقول انهم لايريدون سلاما بينما الحكومة تريد سلاما شاملا وعادلا، ويشير الي ان الحكومة تتحمل مسؤولياتها كاملة تجاه رعاياها سواء كانوا مواطنين او متمردين، ويري ان الحركة ربما تضمر كسب الوقت في الوقت الحالي للاستعداد للحرب ، وترضي المجتمع الدولي في ان واحد بحضورها للمفاوضات، وان تلقي باللوم في وجه الحكومة السودانية علي اساس انها لاتريد احلال السلام . ويضيف ان الحركة الشعبية مسنودة بدعم دولي وهو ما يزعزع الامن والاستقرار في البلاد.