: مسرحية «النظام يريد» التى تعرض كل ليلة على خشبة مسرح قاعة الصداقة بالخرطوم، أعادت المسرح الى اجندة الاسر والناس البسطاء المرهقين من عناء الحياة اليومية المثقلة بالهموم والمتاعب، وفريق الاصدقاء الذى التأم بعض شمله بعد غياب مطعم بنجوم جديدة افلح فى الامساك بخيوط الدهشة والامتاع، وعرض عملاً مسرحياً يستحق التصفيق والانتباه والاحتفاء بعد ركود مسرحى امتد لسنوات لم نشهد خلالها أعمالاً كبيرة ومقنعة وقادرة على جذب الجمهور الى مقاعد الفرجة، وكاد الاحباط ان يقتل روح الامل فى امكانية عودة المسرح الكوميدى الى سابق عهده القديم. و «النظام يريد» هى امتداد لمسرحيات كبيرة مثل «نقابة المنتحرين» و «حبظلم بظاظا» و «المهرج» والتى تمثل نقطة تحول مسرحى ورصيداً حياً لتاريخ فرقة الاصدقاء. وفكرة المسرحية تدور حول رئيس مخلوع وآخر تتناوبه الهواجس والمخاوف من لحظة ستأتي أو اقتربت، لذا يحاول الهروب من تلك اللحظة بالسعي إلى «تغيير شعبه»، ورغم ان النص متخيل الا انه يتمتع بجرأة كبيرة ويلامس الواقع، ولعل استمرار عروض المسرحية خير شاهد على مساحة الحرية المتاحة ويخيب آمال الذين راهنوا على ايقافها. وبالنسبة لكثيرين فإن هذه المسرحية قد تكون بداية المصالحة بين المسرح والجمهور وخطوة نحو تجاوز مرحلة الركود التى طبعت الساحة الثقافية بالبلاد. ونأمل ان تستمر عروض «النظام يريد» فى الخرطوم وتنتقل الى الولايات حيث السوداد الاعظم من الناس الذين يحتاجون لمساحة ترفيه، وحتى لا يكون المسرح محتكراً لناس الخرطوم، وأرجو ألا يكون ما يتردد عن قرب انتهاء العروض صحيحاً، فالاعمال الكبيرة تعرض لسنوات، والشاهد على ذلك ان الفنان عادل امام ظل يصعد على خشبة المسرح يومياً لسنوات من خلال «شاهد ما شافش حاجة» و «الزعيم»، وهناك الكثيرين الذين يتطلعون لمشاهدة «النظام يريد»، ومرحباً بالمسرح ابو الفنون.. وباقة ورد وهالة نور للفنان الجميل مصطفى احمد المصطفى مؤلف المسرحية، وللمخرج الشاب صاحب البصمة ابو بكر الشيخ، ونجوم العرض الفنانين الكبار محمد نعيم سعد وفيصل أحمد سعد وجمال عبد الرحمن، والكوميديان الحقيقي محمد عبد الله، والنجمة إخلاص نور الدين التى أبعدها الزواج مؤقتاً عن مواصلة الابداع مع المجموعة. [email protected]