بعد تدني العائد من ارباح سكر الجنيد كما ذكرنا في المقال السابق، هذا هو مصنع سكر الجنيد ما زال مصنعا لانتاج السكر فقط لم تقم عليه اي صناعات اخرى وهو اول مصنع في السودان رغم ان قادة اتحادنا قد زاروا عدة قارات بدءاً بإفريقيا وآسيا وأوربا وتحدثوا عن العجب في مصر وجدوا أن المزارع يزرع فداناً واحداً من القصب يعيش هو وأسرته والجاموسة في بحبوبة عيش ونحن نزرع عشرة افدنة كاملة وتحت مستوى الفقر. اما في ماليزيا لم يروا ذرة تراب في الارض ولا غبار في الجو طيلة تواجدهم في تلك الدولة وقد رأوا في تركيا ان هنالك عشرات المصانع قامت على مخلفات مصانع السكر من عسل وعطور ووقود حيوي ومصانع علف ..إلخ. وهذا كله سمعناه من قادة اتحادنا وكنا نتوقع نقلنا من حالة العوز والفقر الذي نعيشه بفضل الخبرة التي اكتسبوها من هذه الزيارات، ولكن لم نر شتلة واحدة تم غرسها في دار الاتحاد لحمايتنا من الغبار والرياح بعد ان رأوا العالم الخارجي. هنالك مصانع مصاحبة للإنتاج قامت مثل مصنع عسلاية وكنانة وهي وليدة بالنسبة لمصنع سكر الجنيد الذي تأسس في بداية ستينيات القرن الماضي وهو ما زال في مربعه الاول انتاج السكر فقط وفقط وها هي المصانع أعلاه استلمت قيمة الوقود الحيوي المنتج بالعملة العالمية. وان عمر هذا الاتحاد وأعني قيادته أربعون عاما لم تتغير قيادته وعضويته الا بالوفاة ويخلف الابن الأب المتوفي، كنا نتوقع من ديمومة واستقرار هذا الاتحاد المزيد من العائد للمزارع وها هو المزارع يستنجد برئيس الجمهورية انصافه واطعام عياله من عرقه وجهده، كما لاحظنا الحضور الدائم والانفاق البذخي للاتحاد في كل المناسبات من وداع واستقبال موظف لم يأت به لسدة الاتحاد ينفق عليه عشرت الآلاف، كما لاحظنا قبل ايام في وداع موظف، بل يد الاتحاد طالت الدول الخارجية بالانفاق وهذا هو مزارع الجنيد يفارق الحياة لا يحظى بنظرة وداع من اتحاده ولا مجاملة سنة العزاء المتعارف عليها عند شعب السودان، وتتم الاستقطاعات منه شهريا متمثلا في سكر المزارع الشهري وفي عيد الفطر وفي سلفية عيد الاضحى وارباح آخر العام يفارق المزارع الحياة وهو مدين للناس وللدولة واتحاده يواسي غيره ، ألم يسمع او يقرأ بأن اهل الحق والاقربين اولى بالمعروف، وهو يعلم ان مزارعه خارج مظلة التأمين ولا يتقاضى معاشا كما يتقاضاه العامل والموظف مع ان خدمة المزارع قد تمتد ما امتد العمر بالمزارع، وقد استحدثت الانقاذ كل جديد ومفيد للمواطن السوداني فهل نطمع من مفكري الانقاذ بايجاد وسيلة معاشية تحفظ للمزارع مستقبله ومستقبل عياله لتواصل العطاء والانتاج، فهل فكر اتحادنا في طرق ابواب المسؤولين لضمان مستقبل مزارعيه وحرب المياه قد بدأت ونحن اعتمادنا بعد الله على الزراعة ومياه النيل. يفلح الاتحاد في صرف المال محليا وعالميا، فهل فكر اتحادنا في تقديم يد العون والمساعدة ومن استقطاعات المزارعين بدفع مبلغ عشرة آلاف جنيه لكل مزارع فارق الحياة، هذا المبلغ الزهيد كفيل بتضميد جراح الاسرة وحل دين المزارع وفداء للحواشة من البيع. ليت الاتحاد قام بإحصاء عدد الحواشات التي تم بيعها في السنوات الاخيرة لحل دين المزارع ويقسم الورثة المبلغ ليعيشوا أيامهم يواجهون المصير المظلم بفقد العائلين الحواشة والمزارع. قد ذكر والي الجزيرة في احتفال الشرطة المجتمعية بمدينة ود السيد بأن الاتحادات والنقابات تأتي لتطلب وهذا اتحاد الجنيد جاءنا يدفع للولاية وعلمنا انه حمل عشرات الملايين من الجنيهات ليته قدم هذا المبلغ للوالي ومعه دراسة مركز صحي لعلاج النزيف المعوي. كم من مزارع فقد حياته وهو في طريقه الى الخرطوم لم يصل مكان العلاج ينزف دماً، وهذا المركز لو وجد لأنقذ حياة المزارع وانسان شرق الجزيرة والجزيرة عامة، ان والي الجزيرة يفرح بالانفاق في سبيل راحة مواطنه ويفرح بكل انجاز وصرح مشيد اي بقعة من ولايته لا يفرح بمال مكنز في خزينة الولاية، والاجدى ان يوظف مال الجنيد في استجلاب المعامل التشخيصية المتقدمة والكليات الجامعية لراحة المزارع وابن المزارع وإنشاء دور السكن بالمدن الجامعية حتى يحس طالب الجنيد بوجوده وسط الحشد الجامعي. قبل ايام لأول مرة اسمع بأن هنالك ملاريا مزدوجة لا تستجيب لعلاج الملاريا المتعارف عليه وذلك بفضل معامل حديثة واستاذ تشخيص في جامعة الجزيرة يا ترى كم مزارعا فقد حياته بهذا النوع الغامض من الملاريا وهذه المنطقة موبوءة بالملاريا والبلهارسيا. اتمنى ان تذهب استقطاعات المزارعين لما يفيد المزارع وانسان المنطقة والجزيرة عامة والسودان الموحد وتزرع الخير للكل ولا نسخره لنشر الفرقة والشتات بين اهل القرية الواحدة والاسرة الواحدة والشواهد كثيرة ولا تحتاج لتبيان .. في الختام ايها القارئ الكريم انا لست بكاتب ولا صحفي ولكن تراكم المظالم والإخفاقات وطول انتظار الفرج ينطق الأصم خاصة وان كانت المضرة في كسب العيش الكريم للمزارع واسرته ومستقبل عياله فلكم ولنا الله ناصرا وحافظا ورازقا.. عبدالله بابكر محمد سعيد مزارع بمشروع سكر الجنيد قسم الامتداد