استمتع بها الكبار وافتقدها الصغار جيل اليوم.. خارج (شبكة) الأحاجي السودانية الخرطوم : نهاد أحمد لعبت الاحاجي السودانية دوراً كبيراً في تنشئة الاطفال حيث أن الكبار وبصفة خاصة (الحبوبات) درجن على تقديمها للصغار في شكل (كبسولات) رائعة أسهمت في تنمية قيم عديدة لدى المستهدفين مثل الصدق والكرم والشجاعة. لكن باقتحام العولمة لعالمنا تلاشت الاحاجي وانشغلت (الحبوبات) بمتطلبات الحياة. والمتتبع للأحاجي يجد أنها تختلف باختلاف المنطقة والثقافة، وقد تختلف في صياغتها وبعض أحداثها، ولكن يبقى المضمون والنهاية متشابهين في نهاية كل احجية، بالمقبال هل تستطيع الفضائيات أن تحل محل الاحاجي؟ ولماذا اندثرت الاحاجي؟ ماذا قال بعض من استطلعتهم (السوداني) : يا حليل زمان في البداية تحدثت مشاعر عبد الباقي موظفة وام لثلاثة اطفال فقالت إن الحياة تغيرت واصبح الاطفال لا تستهويهم الاحاجي نسبة لانشغالهم بالفضائيات والقنوات الخاصة بالاطفال وما يعرض عليها وما تقدم خلالها من برامج ومسلسلات ففي السابق كان الاطفال لا يتابعون المسلسلات او الافلام لكن الآن اصبحوا يتابعونها مع الكبار حلقة بحلقة واشارت مشاعر الى أن الاحاجي لم تندثر في الارياف فما زال بعضها محافظاً وما زالت بعض (الحبوبات) يسردنها لاحفادهن اما في العاصمة فهي لم تعد موجودة . حبوبات موظفات (امهات وحبوبات الزمن ده اتغيرو) .. بهذه العبارة ابتدرت خديجة عبدالله ربة منزل حديثها، مضيفة أن مشاغل الحياة جعلت الامهات ليس لديهن زمن لتحجية الاطفال بالاحاجي التى كانت متداولة في السابق خاصة وان اغلب الامهات او الحبوبات نجدهن موظفات وذكرت أن اغلب الحبوبات حالياً صغيرات في السن حيث لا تفرز الحبوبة من الام فالكثيرات ليس لديهن زمن لسرد الاحاجي . اندثار الاحاجي ويقول أحمد ابراهيم موظف بالمعاش إن الاحاجي اندثرت حتى في القرى والارياف نسبة لانتشار وتعدد القنوات الفضائية خاصة المخصصة للاطفال مما ادى أن يندمج الاطفال مع تلك القنوات على الرغم مما تقدمه لهم من ثقافات مختلفة عن المجتمع الذى يعيشون به. واضاف أن الاحاجي كانت تلعب دوراً كبيراً في بث الكثير من القيم المختلفة للاجيال. رأي علم النفس وترى نائلة أحمد باحثة اجتماعية أن الجيل الحالي يحتاج الى الاحاجي بشدة لكن هنالك ظروف ادت الى اندثار الاحاجي وهي عدم تنشئة الاطفال في الاسر الممتدة كالسابق فبالتالي جعل هذا أن تكون الجدة بعيدة الى جانب انشغال الاطفال بالقنوات الفضائية وادمانها كل ذلك اسهم في اضمحلال الاحاجي. ودعت الى ضرورة تخصيص قنوات سودانية خاصة لقصص الاطفال ونشر حكايات للاطفال. //