أخي الصديق الأستاذ عبدالمجيد عبدالرازق صاحب الحروف الكروية المقروءة تحية طيبة.. واحتراماً في عدد الجمعة "2360" 13يوليو 2012م، جاء عمودك بعنوان الجمارك ودس المحافير.. ولأني مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجمارك "كمخلص جمركي الآن" وبالرياضة وقد عانيت كثيراً مما ذكرته في عمودك.. فكثير من الإخوة في الاتحادات الرياضية والأندية يتصلوا بنا لنقوم بتخليص ما يرد إليهم من الخارج من معدات رياضية أو أشياء أخرى تخص النادي أو الهيئة الرياضية.. وللأسف كل القائمين على الاتحادات والأندية لديهم مفهوم بأن كل المعدات الرياضية معفاة من الرسوم الجمركية.. لذلك نجد أن معظمهم يطلب من الجمارك أن يستلموا المحتويات لأنهم على عجل من أمرهم ويكتبوا تعهد بأنهم إما سيقدموا إعفاءً جمركياً.. أو يقوموا بسداد الرسوم الجمركية.. والجمارك دائماً ما تقوم بتسهيل الإجراءات وتقبل التعهدات تمشياً مع سياستهم في دعم الرياضة.. لذلك تطلب الجمارك إيداع شيك ضمان بقيمة الرسوم الجمركية ويمنح كاتب الشيك فترة زمنية كافية للحصول على الاعفاء المزعوم.. وللأسف معظم أو جل الذين سهلت لهم الجمارك استلام معداتهم لم يوفوا بمواثيقهم أبداً لذلك تضطر الجمارك باتخاذ الإجراءات في مواجهتهم وتحيزي هنا أضيف إليك حديثي الأول يخص نادي المريخ الرياضي أم درمان.. عندما كان يقوم بتحديث استاده.. الذي تطلب استيراد كميات كبيرة من احتياجات تحديث الملعب شملت أبراجاً وكراسي، ولمبات، وإذاعة داخلية، وموكيت..إلخ خاطب رئيس نادي المريخ الأخ جمال الوالي مدير الجمارك آنذاك الأخ الفريق صلاح الشيخ.. الذي وافق بتسليمهم المحتويات لحين تقديم الإعفاء.. وحول الطلب للعميد سيف الدين عمر مدير جمارك المطار آنذاك الذي وافق أيضاً بتسليم نادي المريخ بعد الكشف على المحتويات وظلت الجمارك وأنا نلاحق نادي المريخ أفراداً وجماعات.. إما بسدد الرسوم أو تقديم إعفاء جمركي.. استمر هذا المسلسل لمدة عام كامل.. أوقفت فيها رخصتي عن العمل لمدة عام كامل بحسبان أنني المخلص الجمركي وأنا المسؤول عن صاحب البضاعة على الرغم من أن مدير عام الجمارك ومدير جمارك المطار قد وافقا على تسليم نادي المريخ.. ولا نود أن نطيل في هذا الأمر.. لأنه فعلاً مسلسل طويل.. أما الأمر الثاني.. يتعلق باتحاد ألعاب القوى.. فقد قامت اللجنة الأولمبية السودانية واتحاد العاب القوى باستيراد معدات لصيانة مضمار العاب القوى.. ليكون جاهزاً لاستقبال بطولة الخرطوم الدولية لألعاب القوى.. ووافق مدير الجمارك آنذاك.. بناء على الطلب المقدم.. بتسليم المعدات.. وفق تعهد تقديم الإعفاء الجمركي خلال فترة محدودة.. لكن الجمارك طلبت تحرير شيك بمبلغ الرسوم الجمركية.. يعاد بعد تقديم الإعفاء وظلت الساقية مدورة، فشلت اللجنة الأولمبية في الحصول على الإعفاء من وزارة المالية.. استدعي العميد عبادي الذي حرر الشيك.. وشرح الأمر للجمارك.. وأعطوهم مهلة أخرى ومهلة ثانية.. وأخيراً رفعت الحصانة عن عبادي وتم فتح بلاغ ضده من الجمارك.. وكاد الأمر أن يؤدي إلى كارثة يروح ضحيتها أكثر من شخص إذ أن عبادي عندما حرر الشيك كان موقعاً بوطنية وشهامة منه.. إذ لا علاقة له بالرسوم، وفي نفس الوقت اللجنة الأولمبية لم تتحرك لعلاج مسألة الرسوم، وقال عبادي قولته الشهيرة أنا ضابط يمكن إعدامي في الدورة.. لكن لا يمكن أن أدخل الحراسات مع الحرامية.. والمجرمين.. وتأبط شراً يبحث عن مسؤولي اللجنة الأولمبية.. وأختم أخي عبدالمجيد.. أني متلك إجراءات واضحة فيما يتعلق بالحصول علي الاعفاءات للمعدات الرياضية.. تبدأ من طلب الاتحاد أو النادي إلى وزارة الرياضة، التي تطلب من وزارة المالية.. إعفاء المعدات وهذا إجراء طويل يستغرق شهوراً.. وحتي إذا وافقت المالية بالإعفاء من الرسوم الجمركية على أي بند من بنود الميزانية.. فهذا لا يعني اعفاءً كاملاً.. إذ إن هنالك رسوم أخرى لابد أن يتم سدادها تتمثل في ضريبة التنمية وضريبة أرباح الأعمال.. إلخ. لذلك سيظل مسلسل التنازع بين الهيئات الرياضية والمالية ووزارة الرياضة للحصول على الإعفاءات مستمراً مالم توضع آلية واضحة تطبقها عند استيراد المعدات الرياضية وأذكر أنني كمخلص جمركي ونائب لرئيس اتحاد الدراجات السوداني.. عندما وصلتنا دراجات هدية من الاتحاد العربي.. لم أكلف نفسي عناء البحث للحصول على إعفاء جمركي لأني أعلم حجم المعاناة في هذا الأمر.. وقمت بسداد الرسوم كاملة في حينها.. واسألوا د.كمال شداد عن المعاناة في الحصول علي الإعفاء للمعدات التي كانت تصل لاتحاد الكرة من الاتحاد الدولي "فيفا" واسألوه عن حاوية "الكور" التي ظلت في الحظيرة الجمركية شهوراً من أجل الحصول على الإعفاء.. وكادت أن تباع بالمزاد العلني لأنها أكملت الفترة القانونية في لائحة تخزين البضائع، وأخيراً اقترح إقامة ندوة عن هذا الموضوع تشارك فيها وزارة المالية، وزارة الرياضة، إدارة الجمارك الهيئات الرياضية، الأندية، وكل من له علاقة بالموضوع. مع أكيد شكري وتقديري أبو عبيدة إبراهيم البقاري