حدثنا من لا نشك في صدق روايته انه قيل إن أحد أصحاب الحاجات كان له مصلحة ملحة في إحدى المؤسسات المعروفة التي يصعب «قضاء» «الحاجة» فيها إلا بعد «تلتلة» و«مجابدة» و«قومة نفس» و«شحتفة روح» ويقال إن من يتمكن من «قضاء حاجته» عند تلك المصلحة يعتبر نفسه سعيداً جداً ، ومن الذين رضي الله عنهم ويذكرون أن معظم الذين يحصلون على «الأوراق النهائية» من هذه المصلحة يقومون بدعوة الأهل والأقارب و«يضبحون كرامة» ويحضر لهم الأهل والجيران مهنئين بهذه المناسبة السعيدة. وقد ذكر محدثنا أن صاحب الحاجة المذكورة أعلاه بدأ من قبل اربعة عشرين ساعة في قراء سورة يسن وتكرارها مئات المرات حتى يقضي الله أمره ويستجيب لدعائه بان يقوم ذلك المسؤول بتمرير أوراقه واعطائه الشهادة فوراً حتى يتمكن هو وأسرته من الإستفادة من هذه «البتاعة» وفي الصباح الباكر ذهب الرجل إلى المصلحة وهو لا يزال مستمراً في قراءة سورة يسن في سره وفي بعض اللحظات كان ينسى انه واقف أمام مكتب «الزول» فيقرأ بعض الآيات بالصوت العالي خاصة آية «وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون» ولسوء حظ الرجل فان الموظف نظر إلى الأوراق بسرعة وقذفها في وجه الرجل طالباً منه المرور عليهم بعد اسبوعين.. وهنا انفعل الرجل وقال للموظف «يا ولدي أنا عليّ الطلاق من امبارح قريت ليك سورة يسن مائة مرة عشان موضوعي ده» ورد عليه الموظف بقوله: «إن هذا الموضوع لا يحتاج إلى قراءة سورة يسن المعروفة بانها طويلة نوعاً ما ولا تكرارها.. الموضوع يحتاج فقط إلى قراءة سورة العصر.. وهنا فقط استطاع صاحبنا أن يفهم أن الموظف معصور وإن المسألة لا تحتاج إلى قراءة طوال السور بل يحتاج الأمر إلى أن تدخل يدك في جيبك وتضع ما يخرج في يد ذلك الموظف المعصور أو في درجه..