سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تدريب الأطباء.. الدواء من جنس العمل (2 2) حديث بشأن ملف التدريب وجهات تصفه ب(القذر)
طبيب : التوظيف ليس له قوانين ثابتة وإنتظار فرص الإمتياز يؤثر على التحصيل الاكاديمي
تدريب الأطباء يمر بثلاث مراحل ولكل مرحلة معوقاتها
أكدت البروفيسور عواطف العجيمي الأمين العام للتدريب القومي أنها تسلمت تقارير اللجان التي شُكِّلت لحل كافة مشاكل التدريب بما فيها تدريب الأطباء، وأن هذه اللجان وضعت حلولاً ناجعة ستكشف عنها قريباً.. وأكدت أن ملف تدريب الأطباء شائك ومعقد يحتاج إلى دراسة بتأنٍ. ويضيف الدكتور كمال الزاكي اختصاصي الجراحة ونائب عميد كلية الطب جامعة الخرطوم، أن هنالك عدة أسباب مجتمعة جعلت طالب الطب يتخرج ضعيفاً، منها عدم توافر معينات التدريب داخل الجامعة، وعدم ملاءمة البيئة الجامعية لعملية التدريب العملي، وكذلك قلة المستشفيات التعليمية مقارنة بالأعداد الهائلة من خريجي كلية الطب، وضرب مثلاً بجامعة الخرطوم حيث كانت حتى أواخر الثمانينيات هي الجامعة الوحيدة التي يتلقى طلابها التدريب في مستشفى الخرطوم التعليمي، بالإضافة إلى أنها تملك مستشفى سوبا الجامعي. أما الآن فأصبحت أعداد طلاب الطب كبيرة جداً بزيادة كليات الطب، وظلت المستشفيات هي نفسها المستشفيات، لذلك صارت لا طاقة لها بهذه الأعداد من الطلاب ولا حتى المريض نفسه لا يتحمل أعداداً كبيرة من الطلاب، لذلك النتيجة مستوى ضعيف جداً من خريجي كليات الطب. _ تقلصت فترة الامتياز من (16) إلى (12) شهراً ويمكن قضاء الخدمة الوطنية قبل الامتياز. بعد تخرج طالب الطب مباشرة يصبح همه أن يجد فرصة لقضاء فترة الامتياز وقضاء الخدمة الوطنية، التي ليس مسموحاً له بممارسة أي نشاط في هذا المجال قبل اجتياز هاتين المرحلتين، وتأتي صعوبة هذه المراحل لضيق الفرص وأهمية هذه المراحل للخريج، لأنه غير مسموح له بالتسجيل الدائم ولا يجوز له العمل في المرافق الخاصة إلا بعد التسجيل الدائم، وللوقوف على هذه المراحل عن قرب سنطرح في الحلقة القادمة سنطرح تجربة أحد الأطباء الذين وصلوا مرحلة التخصص . بجانب أن إلغاء شرط تقديم الامتياز على أداء الخدمة الوطنية سهل كثيراً، هناك أسباب عديدة يبرر بها الأطباء حديثي التخرج ضعف مستواهم، أهمها الفرص الضيقة لتوظيفهم مجرد تخرجهم مما يفقدهم جزءاً من تحصيلهم الأكاديمي. ويقول الدكتور حسن عوض الله هاشم وجدت فرصة بعد (12) شهراً من التخرج، وقضيت فترة الامتياز في مستشفى بحري وعملت كطبيب عمومي وتخصصت في طب الأطفال، لأن الفرص ضيقة والوظائف محدودة والعدد المتخرج كبير، وهنالك إجراءات كثيرة تمر بها حتى تجد هذه الفرصة التسجيل، ولجنة الاختيار وفترة الانتظار الطويلة تؤثر على التحصيل الأكاديمي لطالب الطب الذي تلقاه في الجامعة، لكن الآن فترة الانتظار قلت وأرى تحسناً في ذلك، وهذه إشكالية كبيرة لأن التوظيف ليس له قوانين ثابتة.. كما أن هنالك شرطاً؛ لابد أن تمر بمرحلة الامتياز ومن ثم قضاء الخدمة الوطنية، الآن هذا الشرط تم إلغاؤه حيث يمكن للخريج أداء الخدمة الوطنية قبل الامتياز ويتدرب ويصبح الاختلاف في المسميات فقط. ويقول دكتور بدر الدين الحاج أحمد خريج جامعة كسلا الذي كان يحمل أوراقه متأهباً للاغتراب في المملكة العربية السعودية، يقول إنه أدى الخدمة الوطنية قبل دراسة الطب وبعد قضاء الامتياز لفترة عام ونصف العام عمل طبيباً عمومياً بالقضارف، مبيناً أنه نسبة للظروف الاقصادية التي تمر بها البلاد يضطر بعض الأطباء لقطع عملية التدريب إذا وجد فرصة عقد عمل بالخارج من أجل تحسين وضعه المادي، حتى الذين وصلوا مرحلة التخصص. كما أن الاختصاصيين الموجودين داخل السودان زمنهم موزع على المستشفيات الخاصة وليس لديهم زمن لتدريب الأطباء، لذلك الأوضاع الاقتصادية الداخلية مؤثرة في التدريب وغيره. ويرى أن الطبيب السوداني مرغوب بشدة في الخارج خاصة السعودية، وتشترط فيه فقط خبرة أقلاها سنتين كطبيب عمومي. ويضيف مسؤول مستشفى خاص أن هنالك اتهامات كثيرة توجه للمستشفيات الخاصة بأنها أصبحت خصماً من واجب الدولة على مواطنيها، وحولت قطاع الصحة إلى (بزنس)، ولكن عكس ذلك يرى آخرون أن هذه المستشفيات الخاصة أسهمت في تطور العمل الطبي في البلاد بإدخالها أجهزة حديثة وتوفير كوادر مؤهلة، وخففت من وطأة العلاج بالخارج الذي يكلف الدولة عملة صعبة. ويؤكد أنه ممنوع على المستشفيات الخاصة تعيين الأطباء إلا بعد التسجيل الدائم، وهذا يتم بعد قضاء فترة الامتياز، لكن ما تقوم به المستشفيات الخاصة في المساهمة لتدريب الأطباء دور كبير، وذلك لعدة أسباب منها توافر بيئة التدريب بتوافر الأجهزة والاختصاصيين بالإضافة إلى الانضباط في القطاع الخاص، لذا نجد مساهمتها كبيرة في تدريب الأطباء. وحتى العام 1989م كانت الجامعات التي بها كليات طب بالسودان عددها (4) فقط هي: جامعة الخرطوم، الجزيرة، جوبا والجامعة الإسلامية. وفي مطلع التسعينيات بعد إعلان ثورة التعليم العالي ظهرت جامعات ولائية بها كليات طب مثل: جامعة الفاشر، الشرق، كردفان، وجامعة وادي النيل. وفي منتصف التسعينيات بدأت كليات الطب في تلك الجامعات تنشطر لعدد من كليات الطب الأخرى في عدد من المدن داخل الولاية التي بها الجامعة، فمثلاً جامعة وادي النيل أصبح لها كلية طب في عطبرة ودنقلا، والشرق لها كليات طب في كسلا، القضارف والبحر الأحمر. كما انداحت الجامعات والكليات الخاصة لا سيما التي تدرس الطب، وصار مجمل عدد الجامعات التي بها كليات طب أو تخصصات مشابهة مثل الصيدلة والعلوم الصحية (41) جامعة وكلية، وعدد الكليات بها (120) كلية، هذا بمختلف تخصصاتها: طب، صيدلة، مختبرات، تمريض وصحة عامة وخلافها، وتمنح مختلف الدرجات بكلاريوس ودبلوم. وجملة عدد الخريجين من كليات الطب والكليات ذات الصلة مثل الصيدلة والمختبرات والتمريض للعام 2011م، العدد الكلي للخريجين (8،885) بكلاريوس، العدد الكلي (7،575) بكلاريوس ذكور (2284)، بكلاريوس إناث (5،291). العدد الكلي للدبلومات (1،310)، دبلومات ذكور (363) ودبلومات إناث (947) . هذه الأرقام أوردناها لكي نجري المقارنة عليها بعد أن نستمع للجهات المنوط بها عملية تدريب هؤلاء الخريجين. هواجس التدريب تهدد كليات الطبيب وعملية التدريب بالنسبة لدارسي الطب تمر بثلاث مراحل: المرحلة الأولى التدريب الملازم لمنهج التدريس، أي التدريب العملي أثناء الدراسة في الجامعة قبل التخرج، ثم التدريب بعد التخرج، أي ما يسمى ب(الامتياز)، ثم المرحلة الثالثة (التخصص)، ولكل مرحلة من هذه المراحل معوقاتها وهواجسها رغم أنه من ناحية الأهمية لا تنفصل هذه المراحل عن بعضها. منها أيضاً قلة المستشفيات وعدم توافر معينات التدريب بالجامعات، فهي من أكبر معوقات التدريب أثناء الدراسة. من المحرر: حقاً نتيجة صادمة توصلنا إليها من خلال التنقيب في ملف تدريب الأطباء، فليست هنالك نتيجة أسوأ من أن يصف أحد المسؤولين هذا الملف المهم ب(القذر)، لأن ما توصلنا إليه من خلال سردنا عاليه لا يمثل إلاَّ جزءاً يسيراً من خبايا هذا الملف والأيام كفيلة بكشف القذارة التي يتحدث عنها أهل الشأن في مجال تدريب الأطباء. -- الهدهد الحكيم ولاة في إنتظار (السوال) عبدالباقي جبارة [email protected] (السوال) هو عادة اجتماعية سودانية ويقصد به المبلغ الذي يدفع في المناسبات مثل الزواج والعزاء والوضوع والختان وعند زيارة المريض في المستشفى وغيرها من مناسبات وهذه العادة أكثر وضوحا عند النساء وخاصة في القرية أو الحي الواحد ودائماً المرأة الأكثر تواصلاً يكون حجم سؤالها كبيراً أي المبلغ الذي تجنيه في مناسبتها وهذه العادة لها طقوسها وشروطها ويحكى أن امرأة مواصلة لنساء حيها كثيراً ولم تحصل لها مناسبة لمدة طويلة وأصبح لها دين كثير على نساء الحي فأراد الله أن تمرض مرضاً شديداً وخاصة أنها تقدمت في العمر فنقلت الى المستشفى حيث تقاطرت نحوها نساء الحي ولم يغفلن (السوال) أي وضع الواجب تحت المخدة لأن المستشفى ما فيها كشف وهي رغم ألم المرض ظلت ترصد النساء اللائي أوفن ما عليهن من دين فذات يوم أستوفت علاجها وتحسنت حالتها فقرر الطبيب خروجها من المستشفى وعندما أبلغها بالقرار رفضت رفضاً قاطعاً أنها لن تخرج فراجعها الطبيب ظناً منه أنها لم تتعافى بعد وعندما سألها لماذا يا حاجة ترفضين الخروج هل تشعرين بألم فقالت ( لا يا ولدي أشكر ربي كويسة بس خليني في المستشفى دي يومين تلاتة عشان عندي نسوان مساولاهن لسع ما جني ) فهذه القصة تنطبق على الولاة الذين يرفضون التزحزح عن الكرسي ويتمنون الاستمرار سنتين تلاتة يكون عندهم (سوال) لم يأخذوه بعد !!!!!.