عامان أو ينقصان قليلاً، عانى خلالهما السودانيون معاناة كبيرة من تدهور اقتصادي غير مسبوق، بعد التحوّل السياسي الذي أطاح بحكم تنظيم الإخوان، وأفرز حكومة انتقالية ورثت أوضاعاً اقتصادية وأمنية وسياسية بالغة التعقيد والدقة. لم يتأخّر الأشقاء والأصدقاء عن (...)
تبخّر الأمل.. ظنّ السودانيون توهّماً ربما أنّ فجر الخلاص أوشك على البزوغ محمولاً على أجنحة «حوار» يلتئم على طاولته شمل الفرقاء، بشّر الحزب الحاكم بداني قطوفه وأغرى بثماره المرجوّة المعارضين، حتى إذا ما اصطف الكل أمام «المائدة المستديرة» طمعاً في (...)
هو السودان .. ديارُ الحرب ومستوطن التوتّرات، أشعل التمرّد أطرافه قبل أنْ يرى نور الاستقلال، وأثقلت الانقلابات العسكرية وتوسّع رقعة الخروج على الدولة كاهله، وبينهما خلافٌ مستمرٌ بين سياسييه على مختلف التوجّهات وتباين الإيدولوجيا، فلم يكف قربان انشطار (...)
بشّر المبشرّون وهلّل الفرحون لانفصال شطري السودان كلٌ دولة ذات سيادة يرتاح مواطنوها من أزيز الرصاص ودوي المدافع في حرب العقود الطوال.
بدّد السياسيون التاريخ وقطّعوا أوصال الجغرافيا بما قسمّ وطن إلى نصفين وشعب إلى فئتين لا تظللهما رايات الإخاء (...)
ما إن أعلن الرئيس السوداني عمر البشير عمّا أسماه مفاجأة حتى عاش الشارع ترقّباً في انتظار ما ظنّوه قرارات غير مسبوقة تعالج أوضاع البلاد المتفاقمة على المسارين السياسي والاقتصادي، إلّا أنّ الخطاب الرئاسي خذل التوقعات وفرخّ إحباطاً شديداً لدى (...)
42 صحيفة تطالع قراء السودان كلَ مشرق شمس.. نصفها موزّعٌ بين الملاعب وحكايا المشاهير، فيما الآخر حكرٌ على السياسة في وطن تفوح من جل زواياه روائح الموت وقصص تداعي الاقتصاد، واقعٌ كبّل الأقلام عن عكس الواقع مرارته ومآسيه وجعل سيف الرقابة مسلطاً على (...)
أكد مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور أن الخرطوم تولي اهتماماً بالغاً بعلاقاتها مع دول الخليج وأن لها الأولوية في ظل الحكومة الجديدة متهماً ما سمّاه «الإعلام المُغرض» بالتحريض بغية الوقيعة بين الطرفين....
فيما تحدث غندور عن علاقة بلاده مع الجارة (...)
صحا الشارع السوداني على غير ما غفا عليه قبل ساعات.. زلزالٌ سياسيٌ أطاح قادة متنفّذين في حزب المؤتمر الوطني الحاكم على رأسهم النائب الأول للرئيس علي عثمان طه ومساعد البشير وأحد أبرز جناح الصقور نافع علي نافع، وصعد في الوقت نفسه بآخرين كانوا حتى وقت (...)
من كل اتجاه تحيط الأزمات بالسودان إحاطة السوار بالمعصم لا تستثني حكومة أو معارضة سياسية كانت أو مسلّحة، فيما الشعب مهبط كل نازلة يضيق بها الفرقاء السياسيون والعسكريون في الوقت ذاته، إذ لم يكد السودان يخرج من لهيب تظاهرات استمرت 10 أيام وأزهقت أرواح (...)
«خرج ولم يعد» .. ليس طفلاً ضلّ الطريق إلى الدار، ولا دراما تجسّد آلام فراق، هو «السلام في السودان».. لم تكد الدولة ال «إفريقو - عربية» تنعتق من احتلال بريطاني دام عقوداً طوال، حتى بدأ عهد جديد من التوتّر دشّن في «تمرّد توريت» 1955 ولم ينهه توقيع (...)
«أكتوبرُ جديد؟».. أم إبريلٌ يطرق الأبواب؟.. ثورتان هما حصادُ خروج السودانيين على طاعة الحكام، بينهما 21 عاماً 1964- 1985 حكامهما عبود ونميري جنرالان صدرهما الجيش إلى قلب مشهد السياسة وهلّل لهما الشارع الذي لا يرى في غير العسكريين مُخلصاً، ليجني (...)
أرسلت السماء قطرات الحياة فلم تطق أرضُ السودان الاحتمال، لم يدر بخلد أحد ربما أن يتحوّل هطول أمطار وبعض سيول إلى «كارثة» عنوانها الأبرز ذوبان آلاف المنازل وعشرات الأرواح صعدت إلى بارئها والحكومة متفرّجٌ لم يكلّف نفسه حتى عبء محاولة لعب دور في ملعبٍ (...)
من كل حدب وصوب تتناوش الأزمات السودان ونظام رئيسه عمر البشير الذي لم ولن يعترف كما يرى متابعون بفشل «حلول التجزئة»، فمن معارك ضارية تدور رحاها في إقليم كردفان غربي البلاد لاسيّما في «أم روابة» و«أبوكرشولة» اللتين أعيتا الحلول العسكرية للجيش (...)
من كل حدب وصوب تتناوش الأزمات السودان ونظام رئيسه عمر البشير الذي لم ولن يعترف كما يرى متابعون بفشل «حلول التجزئة»، فمن معارك ضارية تدور رحاها في إقليم كردفان غربي البلاد لاسيّما في «أم روابة» و«أبوكرشولة» اللتين أعيتا الحلول العسكرية للجيش (...)
ألقى الرئيس السوداني عمر البشير حجراً في (مياه السياسة الراكدة)، إثر قراره بالعفو عن كل المعتقلين السياسيين، في خطوة تمهد الطريق على ما يقول أمام حوار شامل لا يستثني أحداً تضع أطرافه دستور "سودان ما بعد الانفصال» إجراء تتبدى في ظاهره رغبة نظام حكم (...)
يعلم القاصي قبل الداني الثروات الطبيعية التي يزخر بها السودان من أراض شاسعة تمتد بلا نهاية، وموارد مياه تحكيها مسيرة نهر النيل من حدود البلاد الشرقية مع الجارة، إثيوبيا إلى الحدود الشمالية مع مصر، فضلاً عن مناخ مثالي متعدّد وثروة حيوانية قلّ نظيرها، (...)
عايش السودانيون ثورات الربيع العربي بكثير من الترقّب. أعينهم في مشاهد ثورات العرب وأفئدتهم تجتر تاريخا قديماً،العام 1964 هتفت الحناجر حينها: باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني.. والحقول اشتعلت قمحاً ووعداً وتمني.. باسمك الشعب انتصر.. حائط السجن (...)