■ لا غرابة في أن تأخذ المدن قسطا وافرا مما نهواه ويحرّك أشرعة قلوبنا وأقلامنا، فنحن أبناء الأمكنة والأزمنة وتداخلاتهما العجيبة. ولطالما سألت نفسي لو لم أكن ابنة البحرين فهل تراني سأكون كما أنا اليوم؟ ولو لم تحضني دبي تراني سأختلف كثيرا عن الصورة (...)
■ تراجعت اللغة الفرنسية إلى المرتبة العاشرة من حيث عدد المتكلمين بها، وتقدمت اللغة العربية عنها بأربع مراتب، إذ شغلت المرتبة السادسة بين ترتيب اللغات في العالم.
أما اللغة الإنكليزية التي أحرزت المرتبة الثانية منذ عشرات السنين، فإنها تبقى محاصرة بين (...)
■ يأتي الصيف ويحمل معه الرغبة في التكاسل مع مزيد من النوم والاسترخاء والاستجمام، لا رغبة لدينا للدخول في أي مشروع كتابي أو تحضيري لأي عمل جديد، إنه فصل لتجديد الذات بعيدا عن ضغوطات العمل اليومية خلال سنة تبدأ مع الموسم الدراسي وقدوم فصل الخريف، إلى (...)
تحت خبر وفاة كاتبة عربية على أحد المواقع شتائم غريبة طالت الرّاحلة، من أمنيات لتذهب مباشرة إلى النّار إلى تحذير لبنات جنسها من أن مصيرهن الموت بالطريقة نفسها، إن تبرّجن مثلها ومشين في طريق الكتابة، لهذا عليهن الاتعاظ. بشاعة غريبة انبثقت من نفوس شبان (...)
يكتب الشاعر ليعجب جمهوره، أمّا إن فعل الروائي ذلك فإنه يخفق، قاعدة تكرر ذكرها لدى النقاد الغربيين، ويبدو أنها لا تعنينا كثيرا، لأن النص الروائي عندنا ينجح كلما نحا نحو الشعر، وذابت تفاصيله في قالب شعري قصصي، لا نكاد نرى فيه بناء روائيا واضحا.
للشاعر (...)
ليست بالفكرة الجديدة فكرة «آداب لغة الحواس» التي تحدث عنها توفيق الحكيم ذات يوم، فلكل حاسة لدينا لغة وكل لغة تحتاج لتأسيس وترويض وتهذيب، حتى تكون إضافة لنا وليست علينا.
الذي لا نعرفه ربما أو تعرفه قلّة جدا منا، هو أن الحواس كانت أكثر تبجيلا وتقديرا (...)
إلى أي مدى يمكن للكتابة أن تعكس شخصية الكاتب؟ حيّرني هذا السؤال كثيرا خلال مشواري التلفزيوني الذي جمعني بكتاب كبار من كل العالم العربي، و منح لي فرصة اللقاء المباشر بهم و معرفة و لو جزء بسيط من شخصياتهم التي تختفي خلف نصوصهم.
لقد تبين لي أن الكتابة (...)
عشر سنوات مرت على غياب نازك الملائكة، سيدة الشعر الحر، وواحدة من حلقة شعراء أنجبتهم بغداد ليحدثوا التجديد في الشعر العربي المعاصر. حلقة بدأت
تتسع حتى شملت كل العالم العربي بأقطابه. وما أثير حينها من سجالات، يعلمها الله وحده، لأنه لشدة أهميته واتساعه (...)
سخروا منه حتى خرجت السخرية من مناخيرهم، ألّفوا النكت التي استسخفت قصّة حبه لمعلّمته، رسموه رضيعا في أحضانها، وطفلا يركض على الشاطئ وهي تمسك بيده وكأنّها أمه، بالغوا في وصف بشاعة المعلّمة التي تعلّق قلبها بمراهق في الخامسة عشرة، فتركت المصرفي النّاضج (...)
■ توقعت أن تنال رواية محمد حسن علوان جائزة البوكر هذه السنة، ووثقت ذلك على انسنتغرامي، خلال حفل البوكر، وتلفظت باسمه قبل أن يُلفظَ به، ذلك أني عكفت على قراءة الروايات الست، فضولا مني لمعرفة أين ستنحو ميول لجنة التحكيم وأين سترسو قرارتها.
ورغم (...)
90% من الكتاب في العالم فقراء، وهذا الرّقم يطرح أسئلة عدة مهمة، لماذا يذهب البعض للكتابة ومستقبلهم المادي محدود، لا حياة كريمة مؤمنة ولا مستقبل مضموناً، ولا راحة بال ولا طمأنينة أمام القلق الدائم الذي تفرضه الكتابة على الكاتب ليواصل إبداعه؟ وهل (...)
من عادة المغاربة أن يطلقوا اسم محمد على الأقل على واحد من أبنائهم في العائلة الواحدة، فإن أرادوا إطلاقه ثانية على إبن ثانِ سموه محمد الصغير، وإن تكرر قد يكون محمد الشريف، أو محمد رضا أو غيره من الأسماء المركبة التي تبدأ بمحمد. يفعلون ذلك تبركاً باسم (...)
منذ مطلع التسعينيات برز مصطلح جديد في المشهد الأدبي العربي هو «الأدب الإسلامي» نسب أو نسبت إليه أعمال قيل إنها «أدبية» كتبها متدينون معتدلون أو متشددون، أو ما شابه، كطرح بديل لما يكتبه كتاب «الطغمة الحاكمة»، أو «كتاب الفسق والفجور» أو «المقلدون (...)
يقول أحد الأدباء «الرّجل الذي لا يعرف أن يحكي قصّة لابنه رجل لم يعش» ويقول ماركيز «عشت لأروي» فأي العبارتين أقرب للحقيقة؟ ثم ماذا بشأن المرأة التي تعيش بين مطبخها وعملها وواجباتها العائلية التي لا تنتهي، من أين تأتي بكل الحكايات التي ترويها كل مساء (...)
أربعة أشهر بعد اعتلاء الحكم كانت كافية لأدولف هتلر ليشعل النار في ألمانيا. 20 ألف كتاب تم حرقها يوم 10 أيار/مايو 1933 في أول محرقة للكتب، تحوّلت يومها سماء برلين إلى غيمة سوداء سميكة، في ساحة بابل مقابل واحدة من أعرق الجامعات في العالم «جامعة (...)
فاتني في غمرة الأعياد التي اجتمعت في الواحد والعشرين من شهر مارس/آذار أن أتذكر أنه اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري. فالغالب في ذلك اليوم هو عيد الأمهات، ثم اليوم العالمي للشعر، وذكرى مولد الشاعر الراحل نزار قباني وعيد النيروز لدى أخوة لنا (...)
ليست المرة الأولى التي تُوقِف فيها مارينا أبراموفيتش جمهورا من المفكرين والفلاسفة والأطباء والمشتغلين في مجالات الفن والحساسين تجاه تجاربها، المرأة المخبولة صدمت المجتمع بأكمله، قبل أن يكتشف المتأملون في حركاتها المجنونة تلك، مفاتيح لمخبوءات النفس (...)
لا تختلف أكبر الخيانات السياسية والعسكرية عن خيانة رجل لامرأة أحبته. ذلك أننا في العالم الذكوري لن نفهم أبدا كيف تُقَيَّم الخيانات. فبعض الخيانات ينتهي صاحبها بإعدامه رميا بالرصاص، وبعضها مبارك كنمط حياة. وفي كل الحالات كانت ولا تزال الخيانات (...)
إلى أين وصلت النخبة في فهم الإنسان؟
السؤال كبير والإجابة عنه أكبر، وأعرف سلفا أن المثقف العربي عموما ليست لديه مرجعية علمية لفهم نفسه وما حوله. استنتجت ذلك في مناقشات عدة مؤخرا حول موضوع محدد ربطته مباشرة بقيمة الحب والجنس على معلم الزمن.
كل ما (...)
حكاية أميرة عبد الرحيم بنت كرم حكاية لا تشبه حكايات النّاس العاديين. فقد ولدت الصبية المميزة لتكون أميرة، وتبقى في قلوبنا إلى الأبد مثل شعلة من نار لا تنطفئ أبدا. مثل شمعة لا تذوب، تأكلها النيران لا لتنتهي بل لتبقى حرقة في قلوبنا.
بكيت أميرة حين (...)
فنجان قهوة صباحي متقن التحضير، طاولة وأوراق وأقلام أو جهازلابتوب ويصبح كل شيء جاهزا للكتابة، ينساب الشعر بين رشفة ورشفة، وتتوالد الجمل جملة بعد جملة مع رائحة القهوة الزكية ومفعولها السحري على أدمغة الكتاب.
لا شيء يوحد الكتاب والشعراء إلا هذا (...)
عشت تجربة فريدة في عالم القراء من كل الأعمار في دبي مؤخرا، عشت حلما فائق الروعة تحقق على أرض الواقع وأدركت من خلاله أن القارئ هو الآخر يحتاج لفضاء من الحرية والتشجيع، أولا ليقرأ وثانيا ليعطي رأيه ويمنح الكتاب حياة ثانية، ويخلق تلك الحركة التي تشبه (...)
ربما كنا بحاجة إلى هزّة بحجم نوبل لنفهم أن الشعر بحاجة إلى موسيقى ليعود إلى الواجهة. فقبل بوب ديلان كنا نعتقد أن الشعر صنعة لغوية صعبة ازدادت تعقيدا مع رياح التغيير التي أحدثها الحداثيون بكل أنواعهم فحوّلوا الشعر إلى ما يشبه الحزورات في أفضل (...)
لم نعرف أبدا أن نكتب بيوغرافيا شخصياتنا الأدبية، وإن أمعنا النظر والتفكير في حيواتهم باختلاف جنسياتهم العربية وألوانهم الكتابية سنكتشف أننا نجهل كتابنا جهلا يكاد يساوي جهلنا بنصوصهم، وأننا في الغالب نمنح أوسمة وهمية لكل من يموت تعويضا عن تهميشنا له (...)
الحكاية تقول إن مريضين في مستشفى يتشاركان الغرفة، أحدهما كان في إمكانه أن يجلس على سريره ويرى الخارج من خلال النّافذة، أما الثاني فقد كان وضعه سيئا جدا وما كان في إمكانه أن يتحرّك.
يوميا كان المريض الأول يعتدل في جلسته ويروي لزميله في الغرفة ما يراه (...)