نحن – السودانيين – شعبٌ متأمل … ولذلك تجدُ غناءنا متفرداً عن غناء الآخرين …لا ينحصرُ ذاك التفردُ في ثراءِ مفردتنا المغناة فحسب، بل يتعداه إلى ثراءِ الصورة وعمق الفكرة …وهنا سأقدمُ نماذج لأغنياتٍ من شِعر أهل اليمين وأهل اليسار وممن لا يُصنفون ضمن (...)
توطئة
تقول الأسطورةُ الصينيةُ القديمة إن شاعراً رأى أضواءَ القمر تتكسَّر بين أمواج بحيرةٍ ساكنة، فأخذه بهاءُ المنظر وقرّر أن يشرب ماءَ البحيرةِ حتى يختزلَ جمالَ القمرِ داخلَ جسده.
……………
طويلُ القامة كما نخلة، بهيُ اللونِ كما أبنوسة، وأخضرُ الروحِ (...)
توطئة
تقول الأسطورةُ الصينيةُ القديمة إن شاعراً رأى أضواءَ القمر تتكسَّر بين أمواج بحيرةٍ ساكنة، فأخذه بهاءُ المنظر وقرّر أن يشرب ماءَ البحيرةِ حتى يختزلَ جمالَ القمرِ داخلَ جسده.
……………
طويلُ القامة كما نخلة، بهيُ اللونِ كما أبنوسة، وأخضرُ الروحِ (...)
لأهلنا و أحبابنا في حزب الامة، و الذين يدافعون بضراوة و شراسة عن حديث دكتور "مريم الصادق المهدي" في القاهرة.. أقول.. يجب أن تفرقوا بين دكتور "مريم" ، ابنة الراحل "الصادق المهدي " التي تخصكم كحزب .. و بين دكتور "مريم" وزيرة خارجية السودان.. و التي (...)
الجو قائظ كنهار جهنم . الأصوات تتعالى من داخل الورشة و من الشارع الذي يتلوى أمامها كما أفعى ما . قطع الحديد و بقايا الإطارات القديمة تنتشر فى ثنايا الورشة القديمة و كذاك الصواميل و المفكات . جدران الورشة قديمة ضاع لونها تماما بفعل الأيدي المتسخة (...)
بين حروفى و بين عيونك
كون مودة و كون قرابة
و رعشة القلم البساسق
لى ورق ( كوفر ) كتابة
زى حنين النيل و شوقو
لى جزر ضجت صبابة
و زى حوار بين جوز أصابع
و بين حنين تلك الربابة
..............
بين حروفى و بين عيونك
قصة طالت سرمدية
و كل نبضة ريد جوايا
تضوى (...)
الجو قائظ كنهار جهنم . الأصوات تتعالى من داخل الورشة و من الشارع الذي يتلوى أمامها كما أفعى ما . قطع الحديد و بقايا الإطارات القديمة تنتشر فى ثنايا الورشة القديمة و كذاك الصواميل و المفكات . جدران الورشة قديمة ضاع لونها تماما بفعل الأيدي المتسخة (...)
منذ أمد بعيد و انا مقتنع بأن الجديد فى الدراما العربية سيأتى من سوريا ، سيما على مستوى الكتابة - أقال الله عثرة هذا البلد العظيم . السوريون يدهشونك بعمق فكرهم . يمر عليك قلم مثل محمد الماغوط فيقتلك تأملا جميلا . فى كتاباته يسخر الماغوط – مثلا - من (...)
طيف
هذه اللحظة ، مطار ما :
جموع المسافرين تروح و تغدو فى خطوط لا تنتهي . المطار يعج بالحقائب و الناس و العربات الصغيرة التي تغدو و تروح بلا كلل ، بينما وقف هو بقامته الممشوقة يختم على جوازات المغادرين . مضت الساعات بطيئة و هو يقوم بعمله باجتهاد دون (...)
الأغنيات كما المدن ، منهن التى لا نشعر حتى بوجودها وكأنها لم تخلق البتة ، ومنهن التى نمر على شوارعها في ضجر ، ونعد الثوانى حتى نخرج منها ، و منهن التى نحتمل مبانيها و روائح ورودها لأيام قلائل ، ثم يعاودنا حنين الترحال ، فنسرج خيول قلقنا و نسرى بعيدا (...)
إشربوا من النيل أيها الأحياء الموتى . هذا النهر الأفعى هو مقبرة الطغاة ، لكنى أقسم أجعلن منه اليوم ميلادا للمغفلين و الضحايا . دعوا موجه المقدس يغسل عنكم أدران الحياة . ضموا ذراعى الموت الوهميتين الممدودتين فى ظمأ إليكم . وتطلعوا بعيونكم الخابئة (...)
تحدثنى عن النغم و الصوت في عمرى ؟ تلك قصة كبرى يا صديقى ، و ذاك ولع قديم ، قديم . حين كنت طفلا أتعثر في أثوابى تفتحت مداركى على أصوات نوبات " شيخ مهدى " في صباحات الجمعة في عرصات مسيد " الشيخ المكاشفى " . كان لشيخ " مهدى " حواريون فنانون ، تميز كل (...)
و مثلما ترتبط لندن في ذاكرتى بتشارلس ديكنز ، و دبلن ببرنارد شو و جيمس جويس ، و القاهرة بنجيب محفوظ ، ودمشق بنزار قبانى ، ترتبط عندى كسلا باسحق الحلنقى . بلى . فكلما رأيته بملامحه الوسيمة ، ولونه الأسمر الذى يحاكى طمى النيل على الجروف ، و استمعت إلى (...)
دردشة مع غيمة
فى كل مساء
يا سيدة الشعر أعود إلى دارى
مثقوب الروح
كما سفن مضغتها في البحر الأنواء
فى كل مساء يا سيدة الشعر أعود إلى دارى
مهدود العمر
كما غصن قصفته العاصفة الهوجاء
محروق النبض
كما كوخ
أكلته النيران العمياء
فى كل مساء أدفن وجهى فى صحف (...)
فى النص الذى نحن بصدده لا يشذ محجوب عن شغفه الأكبر أعنى الغنائية :
يابا مع السلامة مع السلامة
يا سكة سلامة فى الحزن المطير
يا كالنخل هامة
قامة واستقامة
هيبة مع البساطة
و أصدق ما يكون
راحة ايديك تماما متل الضفتين
ضلك كم ترامى حضنا لليتامى
وخبزا للذين (...)
مخطئ من يظن أن أكتوبر كانت ثورة سياسية فقط – بالمعنى الضيق لكلمة سياسة ، و مخطئ من يظن أن أثرها اقتصر فقط على اجتثاث الفريق " إبراهيم عبود" و القدوم بالديموقراطية الثانية ، فقد تمددت آثار اكتوبر إلى النسيج الإجتماعى و الأدبى فى السودان بصورة ساطعة . (...)
لا أعلم على وجه الدقة متى دلفت " الكشة " إلى تفاصيل قريتنا ، كما لا أعلم من أطلق عليها ذاك الإسم و لا لماذا ، فلطالما بدا لى و كأنها خرجت و القرية من ذات الرحم ، في ذات الساعة . أذكر أننى كنت أقفز من فراشى صباح كل يوم لألقى عليها نظرة و لو خاطفة . (...)
هكذا ، و كما يطل الفرح من بين تباريح قلب جريح أطل وجهها ، و كما يقتاد الفأل الغيمة إلى مزارع ظامئة قادني الحظ إليها . بدا لى و قتها وكأن تفاصيل عمري الماضية كلها إتخذت مسارها المعروف كى ألتقيها في ذاك اليوم . بلى ، فلم تكن مصادفة أن أنحشر كما السمكة (...)
عبر الواتس وصلنى اليوم فيديو قصير من رفيق الزمن الأخضر " محمد صديق عبدالله " من بلاد الضباب بريطانيا . الفيديو كان للفرعون محمد وردى متغنيا برائعة " هل تدري يا نعسان " و هى أغنية عظيمة من كلمات الكبير " محمد بشير عتيق " و ألحان كروان السودان " كرومة (...)
دقت الساعة الخامسة عصرا و هو يقترب بسيارته من ذاك المركز التجارى الفخم . المكان يعج بالناس و السيارات و الأضواء . أوقف سيارته السوداء قرب لافتة إعلان ضخمة تقول " مطلوب حراس عمارات بمبالغ جيدة " . تشاغل بالنظر إلى مرآة السيارة الأمامية فلاحت له مقدمة (...)
مع " عاطف الطيب " – 1 -
فيلم "سواق الأتوتوبيس " و حكاية الحلم المسروق !!
بقلم : مهدى يوسف إبراهيم عيسى ( [email protected] )
لا يمكن قراءة فيلم " سواق الأوتوبيس " – إنتاج العام 83 – بمعزل عن حياة مخرجه الراحل " عاطف الطيب " ، ذلك لأن أفلام " الطيب " (...)
بالنسبة لى – أسوة بالكثيرين – يعد صوته واحدا من روافد الجمال الكبرى فى الكون ، ظل كذلك منذ دقت حوافر خيوله ليل المدينة فى أواخر خمسينات القرن الماضى ، و لا يزال صوته يختصر أنين السواقى و هسهسات الحلق الخجول على آذان بنات الكواهلة فى البادية ، لم (...)
"أيوب أب غرة "
ذاك اليوم تلعثم إمام المسجد و هو يرى ذاك المشهد الغريب و قد عهدناه خطيبا مفوها . الأطفال طفقوا يركضون " وراء الكارو" و عيونهم الصغيرة قد اتسعت فى دهشة عظيمة ، بينما خرج " عثمان البخيل" من دكانه و هو يراهم يرددون " عم أب غرة جن " ، مما (...)
المزاج السودانى مزاج متفرد ، أخذ شيئا من سخونة وجدان الأفارقة ، و أخذ شيئا من فطنة العربى ، و ما بين طبول غابات الماساى و صهيل الخيول العربية فى الربع الخالى يقف شعب باذج التميز . و كثيرا ما تأملت أناسا منه وصلوا إلى مراقى العبقرية فى مجالهم فتعقد (...)