رجل يتقرفص في زاوية العصر يلتحف رداء العادات والتقاليد ، يؤمن بها ويمارس طقوسها ويطالب الآخرين بالتمسك بها، كبر أبناؤه وأصبحت الحاجة ماسة لشراء سيارة، جمع مدخراته وحصاد شقائه لأعوام،
وأقفل يبحث عن عربة تتوافق مع مقدرته المالية وتتسع لأفراد أسرته، (...)
تتلظى حروفي من سعير الطرقات التي تراهن على سلامة فلذات أكبادنا...فالقصة تسكب على الورق بحبر مشاكس استعار من الحزن كؤوسا لا تنضب...ووقف شاهد عيان على طفل السابعة ذي النظرات
التائهة والابتسامة الباردة الساكنة واللا مبالاة التي ترسم ملامحه...تشكو (...)
ارتعاشاتُ الحياة تنفض الثرى عن حكايا معلقة في ذاكرة العمر، ففي الزمن القديم حدَّثنا رجلٌ من شُيُوخِ أمِّ القرى قصةً رواها عن جدِّه، قال:- جاء عابدٌ من بغداد في موسم الحج وبعد أن أدى مناسكه وتحلل
من إحرامه طفق يبحث عن شخص يدعى فلان ابن فلان، وقضى (...)
نصبت لي الأيام فخاً حين كُلفت بقيادة فريق يستوجب عليه إنجاز مهمة عاجلة ودقيقة، بدأت ُ الرحلة شعلة حماس وبروحٍ حبلى بالأماني، وأنهيتها وقد أجهضتْ الأماني وتكلس رماد الحماس ولم يبق سوى سؤال يكتبه زبد البحر ويمحوه قبل أن أجد له إجابة... لماذا نحن (...)
من أي جرح أبدأ؟ فهم كثّر.... حدث ذات ليلة طعنٌ غائرٌ في خاصرة جمعية تطوعية تعنى بشؤون المرأة... كانت ماضية بتأنق لموعد مفقود مع المستقبل؛ فذاب الكحل في جفنيها وماتت أهدافها في المهد....
بعد أن تنازعت عضواتها التنفيذي مقعد السلطة، كلٌ ترى نفسها (...)
استبدَّ بِيَ القهرُ... وشعرتُ أنني في الدَّرْكِ الأسفلِ من الاختناق... لقدْ غفتْ روحُ المسؤوليةِ في نُفُوسِ بعضِنا وربما ارتفع صوتُ شخيرِها عالياً... فذلك موظف مرموق بإحدى شركات الطيران الشهيرة ، ذهبتُ
إليه لإصدارِ بطاقةِ سفرٍ إلى دولةٍ خليجية (...)
أبحث عن كلماتي في كومةِ توقعاتٍ خائبةٍ... فهي محمومةٌ بوخزٍ مرير... تصِفُ حُضوري لاحتفالٍ في إحدى المدارس، وقد أعجبتني فقرةُ طلابِ الصفِّ الثاني الابتدائي ، اقتربتُ مِنْهم وعزَّزْتُ أداءهم ، كان مِن
بينِهم طفلٌ فصيحٌ أثارَ رغبتي في الحديثِ معَه ، (...)
ارتبك انتباهي واتكأ على كلمات ظاهرُها مشوَّهٌ، وداخلُها معتوهٌ (جميل .. رائع ..أفكار حلوة.....)، كلمات تتسللُ من بين شَفَتيَّ وأنا أشاهدُ إنجازاتِ إحدى معارفي وهي تتبخترُ أمامي لِتُرِيَني المنزلَ المكونِ من
أربعِة طوابق، والذي بنته وزوجُها لأبنائها (...)
تسألني ودمعها يتأرجح خلف أستار عينيها، وارتعاشة نبضها تهز كيانها ما بال ابني؟ أهو مجنون؟ أم مسحور؟،أم طفل شقي عنيد لا يسمع الكلام تنقصه تربية؟ لقد بلغ من العمر سبع سنوات ألحقته بأربع
رياض أطفال وبعد أن يمضي أسبوعا تتصل بي إدارة الروضة لتعتذر عن (...)
هناك خلف الأزمنة التعيسة تتمدد سيدة في فجوة من كهف الألم تتقلب ذات اليمين وذات الشمال وقد غيّب الموت زوجها، فارتطم صوت الفاجعة في صحوة أيامها مخلفًا وجعًا محمومًا أضرم ناره بين أوردتها،
فارقها زوجها صبيّة حسناء؛ فتوشّحت بثوب الحداد وتلفّحت بالسواد (...)
واستيقظتِ الجواري الحسانُ على كفِّ الفجرِ لتبدأَ حكايةٌ جديدةٌ تستطيلُ فوق جيدِ الكَلِم، إنها سيدةٌ قد تجاوزتِ الخمسين من عُمرها... تحمل وثيقةَ انتماءٍ لبلاد الصبر، تربت يتيمةَ الأبوينِ، وتزوجت وهي ابنة
الخامسة عشرة، فكان زوجها ملاذَ روحِها، ولكنَّه (...)
حرضني على البوح مشهد سيدة تحمل صينية طعام بكفها الذي رفعته عاليًا بمحاذاة كتفها ليساعدها على تخفيف حملها تدلف عبر البوابة الرئيسة لأحد الوزارات... تجر أذيال ثوبها بمعية انكسار رسم لها
الدرب وحزن احتكر سنوات تاريخها يفشيه الكتمان، بقيت أراقبها حتى (...)
حكايتي الليلة مرصعة بأنين ياسمينة التقيت بها في أحد ورش العمل التدريبية قبل شهر أو بعض شهر، حديثها هَادئٌ مُتزنٌ... شابة ريانة العود عندما تمشي تتلو قسمْ الكبرياء وتعويذة ملاك... متوغلة حد
النحت في وريد الجمال والأنوثة... دمثة الخلق... كوكب بين (...)
رزق أحد المعارف بصبي باكورة زواجه أسماه مبارك تيمنا وردا لجميل أخيه دكتور مبارك المغترب في الخليج، والذي تولى تربيته والإنفاق عليه منذ أن اغترب في منتصف الثمانينيات،
وبعد أن علمه في أفضل الجامعات قام بتزويجه ليكمل دينه. واستمر الدكتور مبارك يصرف على (...)
عادت صديقتي من أمريكا لتقيم بيننا ولتربي أبناءها في بيئة عربية إسلامية ، انتظم أبناؤها في المدارس وبدأت رحلة التكيف مع الحياة الجديدة مابين مد وجزر، حتى كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ،واختل توازنها وتماسكها حين عاد ابنها الصغير ذو الأربع سنوات من (...)
لماذا يتشاجر الأزواج ؟! دعتني أختي لقضاء يومين معها في منزلها الجميل الأنيق الذي تحيط به حديقة غناء, سررت للفكرة ، حزمت حقيبتي ويممت وجهي لزيارتها حالمة بالاستجمام والراحة من ضغوط العمل، وما أن وصلت واستقبلتني أختي بفرح وحفاوة حتى عاد زوجها الكريم (...)