* كان الفرنسي جيان ميشيل كافالي، المدير الفني لفريق الهلال، يمني نفسه، بقيادة الفريق لأول فوز داخل السودان بعد أن حققه مع أربعة انتصارات وتعادل في معسكر سوسة، كان أغلاها على حساب الإتحاد الليبي، بعد أن نجح الفريق في تحويل خسارته بهدفين نظيفين إلى فوز بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، إلا إن الرياح لم تأت بما تشتهيه سفن كافالي، بعد أن تعرض الفريق للخسارة بهدف على يد قورماهيا الكيني أمس الأول في اللقاء الذي جمعهما على ملعب بورتسودان لصالح مهرجان السياحة والتسوق، الشئ الذي كسر صمود الأزرق تحت قيادة كافالي وجعله يتقبل الخسارة في المباريات الودية، عطفاً على المردود الضعيف الذي قدمه الفريق وكان صادماً للجماهير التي كانت تمني نفسها بمشاهدة هلال يسر العين ويهز الأرض تحت أقدام المنافسين. * كافالي الذي قال أنه يلعب دائماً للفوز في المباريات إن كانت رسمية أو ودية، وجد نفسه مجبراً على تقبل الخسارة أمس الأول، بعد أن فشل فريقه في تقديم ما يجعله قادراً على الفوز، وكانت مباراة بورتسودان هي بداية مخيبة للأمل للاعبين قبل المدرب الذي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه والفريق غير قادر على نقل الكرة بالصورة التي تجعل الجماهير ترضى بالخسارة بحسبان أن مباراة ودية في طور الإعداد ولكن غياب الروح والشكل أقلق الجماهير وجعلهم يضعون أياديهم على صدورهم خوفاً من المجهول الذي ينتظر الفريق في دوري أبطال أفريقيا قبل الدوري الممتاز الذي يمكن أن يفوز به الهلال مهما كان مستواه. * لم يكن الفرنسي كافالي هو أول مدرب يفشل في ترك الانطباع الجيد من أول مباراة له مع الفريق، فقد سبقه البرازيلي هيرون ريكاردو الذي تعاقد معه الهلال في يونيو 2015، وتعرض الفريق في بدايته لهزة عنيفة بعد أن قام ريكاردو بتغيير طريقة اللعب من 3/5/2 إلى 4/4/2، حيث خسر الفريق مرتين ودياً أمام الأسماعيلي المصري في الدورة التي نظمها الهلال بمشاركة الخرطوم الوطني، ووجد المدرب معارضة من قبل أنصار النادي وضغطت عليه وسائل الإعلام من أجل العودة للطريقة القديمة الا أن ريكاردو تحمل النقد بصدر رحب وعمل في صمت حتى استوعب اللاعبون الطريقة الجديدة ومعه بدأت ثورة الهلال في أفريقيا. * يبدو أن كافالي يريد السير على نفس الطريق الذي سبقه عليه البرازيلي ريكاردو بإصراره على اللعب بطريقة 4/2/3/1، برغم من المعاناة التي يتعرض لها الفريق في المباريات وعدم استيعاب اللاعبين لما يريده المدرب، فقد جرب هذه الطريقة في المباريات الودية التي أداها الفريق في معسكر سوسة، خاصة في مباراة الإتحاد الليبي الذي تفوق على الهلال في الشوط الأول ولكن في الشوط الثاني نجح الهلال في قلب الموازين وسيطر على الملعب وقدم مباراة جميلة وقوية ليست لها علاقة بالتي قدمها أمس الأول أمام قورماهيا، إلا أن كافالي أصبح مطالباً بالوقوف مع نفسه قليلاً ومراجعة أداء الفريق لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل الدخول في الملعب التنافسي. * برغم من الخسارة التي تعرض لها الفريق على يد قورماهيا إلا أن كافالي بدأ واثقاً من فريقه مؤكداً أن قورماهيا قدم له فائدة كبيرة في الوقت الذي وجه فيه صوت لوم بارد إلى المهاجمين وقال أنهم أهدروا فرصا سهلة، وتعهد بمعالجة كل الأخطاء قبل مواجهة هلال كادوقلي في الأسبوع الأول من دوري الممتاز.. إلا أن هذه الثقة غير كافية لإعادة الأمور لنصابها الصحيح خاصة فيما يتعلق بعميلة التجريب التي ظل كافالي يقوم بها بإشراكه لاعبين في غير خاناتهم الأصلية في وجود لاعبين مختصين، مما ادى إلى طرح أكثر من علامة استفهام. * وما بين خسارة قورماهيا وثقة كافالي وسابقة ريكاردو، يبقى المدرب الفرنسي هو المسؤول الأول والأخير من قيادة الفريق إلى الانتصار والمستوى الذي يجعل الجماهير تطمئن وتتفاءل بأن القادم أحلى مع الهلال.