مشاد ترحب بموافقة مجلس الأمن على مناقشة عدوان الإمارات وحلفائها على السودان    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن تسليم الدفعة الثانية من الأجهزة الطبية    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    شمس الدين كباشي يصل الفاو    لجنة تسييرية وكارثة جداوية؟!!    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    المريخ يتدرب بالصالة    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    سوق العبيد الرقمية!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبشراً بالانتفاضة الشعبية: الاجتماع السابع لقيادة المؤتمر الشعبي يجدد الثقة في (الترابي)
نشر في حريات يوم 22 - 07 - 2013

تنادت قيادات المؤتمر الشعبي للاجتماع القيادي السابع يومي الجمعة والسبت، حيث بدأت الجلسة الافتتاحية منذ الساعة العاشرة من صباح أول أمس الجمعة وذلك بالمركز العام للحزب بضاحية الرياض بالخرطوم، وكانت الجلسة الختامية بالثامنة مساء يوم السبت أول أمس.
ومن المتوقع أن تكون الجلسة الختامية أول أمس قد أمنت على قيادة الترابي للمؤتمر الشعبي، حيث جاء في التقارير الإخبارية أن قيادة المؤتمر الشعبي أجازت عند الساعة الثامنة من مساء أمس السبت في الجلسة الختامية أسماء لتولي مواقع الأمين العام ونوابه والأمناء الذين تحولت مسؤولياتهم لأمانات أخرى وضم أعضاء للقيادة. حيث تم التأكيد على قيادة الترابي للمؤتمر الشعبي وتجديد ولايته.
ولدى اتصال (حريات) بالأستاذ كمال عمر الأمين السياسي للشعبي أمس تحفظ عن الإفادة بالقرارات الصادرة عن الاجتماع، وقال إنهم اتفقوا على عدم التصريح بتفاصيل القرارات لحين عقد مؤتمرهم الصحفي ظهر اليوم الاثنين.
واحتوت فعاليات الاجتماع يوم الجمعة جلسة الافتتاح وإجازة جدول أعمال الاجتماع السابع، وتلاوة وقائع الاجتماع السابق السادس ومناقشة تقرير الأمين العام والتداول حول الأداء العام للحزب في الولايات، بينما احتوت فعاليات يوم أمس السبت على مناقشة مشروع تعديلات النظام الأساسي وعرض أوراق تخطيطية عامة صدرت من الأمانة العامة إلى الولايات (هوادي الخطاب، تطور أحوال السودان العام، التنظيم الإسلامي الخالف، وتستمع القيادة إلى كلمات موجزة من الأمانة العامة حول السياسات، أوضاع السلطة والمعارضة ومشروعاتها، الاقتصاد والمعاش العام، القوى العالمية والسودان)، ولديها مداولة عامة حول تطورات الأحوال السودانية ومصائر التوجهات للقوى المتفاعلة في الحياة العامة ولحركة الإسلام ، ووضعت القيادة مقترحاً بإدراج أي مشروعات لقرارات لازمة حول مواقف المؤتمر الشعبي، علاوة على تجديد الهياكل القيادية للأمانة العامة والولايات.
وكانت الجلسة الافتتاحية محضورة من قبل قادة الأحزاب السياسية الذين خاطبوا الجمع، كما تحدث مندوبو الولايات، والأمين العام الدكتور حسن الترابي.
وجلس إلى جوار الترابي في المنصة مدير مكتبه تاج الدين بانقا وفي الكراسي الأمامية جلست قيادات المعارضة التي خاطبت جلسة الافتتاح.
كلمات أمناء الولايات
امناء الولايات الاوائل كما اطلق عليهم الترابي ذلك الاسم تباروا في سرد مهمتهم التي جاءوا من اجلها مع ذكر اسماء وفدهم في دقيقتين لكل منهم ، ورغم ضيق الزمن المخصص لهم فانهم برعوا في الوصف والتوصيف وايراد العبارات الطريفة.
وكشف أمناء المؤتمر الشعبي بالولايات عن معاناة المواطنين وتدهور الأوضاع بالبلاد كافة، ودعا أمين الشعبي بالنيل الابيض إلى إعادة الوحدة مع الجنوب. فيما أعلن أمناء دارفور ضرورة العمل على إحداث التغيير بكافة الوسائل المشروعة. وحذروا من الصراعات القبلية وتعقيد أزمة دارفور وتدهور الوضع الأمني والإنساني بدارفور.
أمين ولاية القضارف ذكر بموت الحجاج دهسا ، امين ولاية الجزيرة عبدالرحمن عامر قال ان الجزيرة أقرب الولايات رحما بالخرطوم، بينما امين ولاية جنوب كردفان ذكر الحاضرين بقرب ولايته للجنوب جغرافيا ، وقال امين ولاية سنار انه حضر بمعية وفد رباعي تلك العبارة التي ضحك لها الجميع وكان اكثرهم ضحكا ابراهيم السنوسي، بينما مازح امين ولاية النيل الازرق الحضور بقوله « جئتكم من الجنوب الجديد »، وقال امين ولاية النيل الابيض عبدالرحيم مهدي انه يؤرقهم اعادة الوحدة مع الجنوب وهموم مصر . وركز امين ولاية غرب كردفان في كلمته على حقهم الدستوري المستلب في انتزاع الولاية التي ارجعت، وقال « الان عاد الحق »، بينما امين ولاية جنوب دارفور قال «دايرين كلام نجيض خلونا من حكايات المائة يوم دي » ونظم امين ولاية غرب دارفور سيف الدين عثمان كلمته في حال ولايته سجعا، وقال : وضعنا معدوم واقتصادنا مهموم واجتماعنا مفطوم .
كلمات تحالف قوى الإجماع الوطني
شهدت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القيادات السابع حضورا مميزا من ممثلي قوى الاجماع الوطني التي تمثل تحالف المعارضة الذين خاطبوا الاجتماع.
حيث تحدث من حزب البعث السوداني يحى الحسين وقال إن هذه سنة حميدة أن ندعى لنشارك في الجلسة الافتتاحية لاجتماع قيادة حزب سوداني، اعتقد أنها واحدة من إبداعات هذا الحزب ومايحمد للشيخ الدكتور حسن الترابي أنه تمسك طيلة عمره السياسي بصيغة العمل المشترك أو العمل الجبهوي، عندما تراجعت كل الأحزاب بعدما بدأنا بداية سليمة تتسق مع واقع السودان مثل الجبهة الإستقلالية والأشقاء والجبهة المعادية للاستعمار والجبهة العربية، كانت البداية سليمة لكن تمخضت هذه الجباه وتولدت أحزاب متفرقة ، وعندما ظهر الشاب الدكتور حسن الترابي لمس بثاقب فكره أن المستقبل للعمل الجبهوي وظهرت جبهة الميثاق الإسلامي ثم الجبهة الإسلامية القومية وتمسك بهذا حتى عندما أسس المؤتمر الوطني أو المؤتمر الشعبي ككيان جبهوي.
وتحدث فتحي نوري من حزب البعث الاشتراكي، وقال ان مؤتمر اجتماع القيادة السابع يعتبر تداولا ديمقراطيا من اجل ترقية الممارسة الواعية للعملية الديمقراطية ، وقال محمد ضياء الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي انهم يشهدون للمؤتمر الشعبي بالثبات على المبادئ، واكد ان اعادة ترتيب البيت الداخلي هو الضمان الوحيد للعمل السياسي.
ممثل الحزب الشيوعي صديق يوسف ثمن مجهودات قوى الاجماع الوطني التي وصفها بانها تمثل جهدا لدفع البلاد نحو رحاب الديمقراطية والسلام والحرية . ممثل الحركة الاتحادية ابو الحسن فرح قال انه رغم اختلافهم الفكري مع الشعبي الا ان هناك ارضية للعمل المشترك.
وختمت القيادية بحزب الامة القومي مريم الصادق المهدي كلمات قيادات قوى الاجماع الوطني بقولها إن اختيار يوم العاشر من رمضان لبدء فعاليات اجتماع القيادة السابع ذو دلالات واشارات مهمة يؤكد صدق الشعبي في المضي قدما، مشيرة الى ان الاجتماع يصب في خانة العمل الوطني.
وقالت مريم، التي تشغل منصب مقررة اللجنة العليا بحزب الأمة لإنفاذ النظام الجديد: نحن شاكرون لكم هذا الجهد المبارك الذي يصب في قوى الإجماع الوطني ويدعمنا في كل القوى السياسية، استمعت بتركيز شديد لكل تقارير الأمناء من مختلف ولايات السودان، ومن الواضح جداً أن جذور المشكلة واحدة، وهنالك تحديات خطيرة وتفلتات في كل أنحاء السودان بما في ذلك ولاية الخرطوم التي يفترض أن تكون العاصمة المنعمة، ولكن هذه التحديات مع النقاش التفصيلي لما يدور في مختلف الولايات تجعلنا نؤكد أن هنالك أزمة سودانية حقيقية وأننا لا يمكن أن نتجاوزها فرادى والعمل الجماعي مسألة استراتيجية ، تشاورنا وتواصلنا جميعاً للتداول وبالشفافية وبالاعتراف بواقعنا وليس بمحاولة أن نغير مواقف بعضنا البعض هي الطريق الوحيد على قول هدى الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا تباينتم ما تدافنتم). وأضافت مريم ( نحن جميعاً مختلفون في توجهاتنا السياسية ونحن لدينا مرجعات فكرية مختلفة ولكننا جميعاً مواطنون ومواطنات في هذا الوطن المأزوم، ومالم نستطيع أن نتجاوز هذه المعادلة بالوضوح والشفافية وبالاعتراف باختلافاتنا ولكن في مصلحتنا الحقيقية أن تكون لوطننا قولة شخص واحد وننجي وطننا من هذه السياسات الخطيرة وهذه الطريقة في الحكم التي ترهق السودان، وعلينا أن نصلح شأننا وأجهزتنا ونصلح آلياتنا وهي الآن قوى الإجماع الوطني، فلن نستطيع أن نحقق لوطننا شيئاً مع الاعتراف الكامل ان قوى الاجماع الوطني هو جسم المعارضة الأول وهو الجسم الذي استمر بقوة وجعل للمعارضة مركزاً لايمكن أن يتجاوزه أحد بأية حال من الأحوال، ونقود الآن في قوى الاجماع الوطني كيفية تخليص هذا الوطن وتغيير هذا النظام بصورة شاملة لصلاح أهلنا، ومالم يقبل بعضنا مع بعض بوضوح بما في ذلك حملة السلاح ونتوافق على أسس وملامح النظام الجديد ولانريد تكرار مايدور الآن في دول الربيع العربي لأننا نريد أن نخلق سودان قادر قوي.) ورددت مريم في ختام كلمتها قصيدة شاعر الشعب محجوب شريف التي تغنى بها الأيقونة الراحل محمد وردي:
حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى
وطن شامخ وطن عاتى
وطن خيّر ديمقراطى
وطن مالك زمام أمرو
ومتوهج لهب جمرو
وطن غالى
نجومو تلالى فى العالى
إرادة .. سيادة .. حريّة
مكان الفرد تتقدم
قيادتنا الجماعيّة
مكان السجنِ مستشفى
مكان المنفى كليّة
مكان الأسرى ورديّة مكان الحسرة أغنيّة
مكان الطلقة عصفورة تحلق حول نافورة
تمازج شُفّع الروضة
حنبنيهو
البنحلم بيهو يوماتى
وطن للسلم أجنحتو ضدّ الحرب أسلحتو
عدد مافوق ما تحتو مدد للأرض محتلة
سند للإيدو ملويّة
حنبنيهو..
البنحلم بيهو يوماتى
وطن حدّادى مدّادى ما بنبنيهو فرّادى
ولا بالضجة فى الرادى ولا الخطب الحماسيّة
وطن بالفيهو نتساوى نحلم .. نقرا .. نتداوى
مساكن .. كهربا .. وموية تحتنا الظلمة تتهاوى
نختّ الفجرِ طاقيّة
وتطلع شمس مقهورة
بخط الشعب ممهورة
تخلي الدنيا مبهورة
إرادة
وحدة شعبيّة
الترابي : من نحن بعد التغيير؟
أكد دكتور حسن الترابي الأمين العام للمؤتر الشعبي على ضرورة تحقيق التغيير الشامل بالبلاد بالحسنى أو الثورة الشعبية للانتقال للحكم الانتقالي الذي تعقبه حكومة منتخبة.
وقال الترابي خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية للاجتماع السابع للمجلس القيادي: إذا تحقق التغيير بالحسنى سيوفر تكاليف ودماء، وإلا فالثورة الشعبية السلمية عبر المظاهرات الجماهيرية. مشيراً علي حد قوله لمنح الامان في حالة التغيير بالحسنى ما عدا الذين أكلوا المال العام لأن المحاسبة ستطالهم قائلاً : «عبود ومن معه قالوا في اكتوبر نحن نفذنا أمر باستلام السلطة» وأضاف الترابي ولقد إتفقت الاحزاب ومنحت عبود ومن معه الأمان.
ووجه الترابي انتقادات شديدة اللهجة للحكومة وحزب المؤتمر الوطني، وقال أن المؤتمر الوطني تحتكره زمرة واحدة وأن البلاد تعاني من الضائقة المعيشية وغياب الحريات الأمر الذي يتطلب العمل لإسقاط الحكومة.
وقال الامين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي ( هذا اجتماع القيادة الحاكمة ذات القرارات اللازمة على كل الأمانات الفرعية سواء منها الأمانة القومية أو أمانات الولايات ولكنها تعمل وقفاً على الأنظمة الأعلى منها والمؤتمر، هذه الأمانة تتشكل من الأمانة المركزية وكان عددهم واسعاً قبل أن نفقد 15 ولاية في الجنوب وأصبحنا نتوازن مابين القبول من الولايات والقدوم من تلقاء المركز، وهنالك أمانات فئات لديها مؤتمراتها الخاصة مثل الطلاب ولهم مؤتمر من 250 طالباً من كل ولايات السودان انقضت عليه السلطات وفضته وأخرجتهم من موقعهم وسيبقون أياماً أطول من أيامنا نحن في القيادة.)
وأشار الترابي إلى أن حزبه قدم الدعوة لمسجل الأحزاب السياسية لحضور اجتماع القيادة على الرغم من أنهم لايؤمنون في المؤتمرالشعبي بألاَّ تخضع الأحزاب إلى تسجيل أصلاً وأن تخضع الصحف لتصديق.
وأوضح الترابي أن المؤتمر الشعبي عبارة عن جماعة ثقافية تنتج فكراً متجدداً في كل العالم وشركة في الاقتصاد والمعاش وحزبا سياسيا وقال(نحن دفعة عالمية مواطنون من أهل السودان كله ونمثل في الأمانة كل أهل البلد ونحن نعلم أن هذا الإطار وضعنا فيه محمد علي باشا ذلك الطاغية المستعمر الذي كان ينشد الذهب والرجال والماء، رأى وجهونا تكسوها السواد وسمونا هم سودانا نحن لم نسمِّ أنفسنا فرض علينا هذا الاسم ، وأيام الاستقلال كان الناس يبحثون عن الاسم الأصيل ورجعنا إلى الاسم الأصيل للسودان وهو ( مالي) ورضينا بما فرض علينا أن نسمي السودان.)
وزاد الترابي(علاقتنا عالمية ولا نعرف فصلاً بين السودان والجنوب وتشاد وأفريقيا الوسطى، والدول الأقوى في العالم تتجمع لتزداد قوة حتى تهيمن على العالم مثل أمريكا ونحن ماذا يفصلنا عن تشاد وأفريقيا الوسطى ماذا يفصلنا عن مصر وليبيا ، ماذا يفصلنا عن إثيوبيا وعن إرتريا اللغة واحدة والشعب واحد لكن الطليان والبريطانيين تقاسمونا، ماذا يفصلنا عن الجنوب والكنغو وكينيا ويوغندا، كانت شعبة الجوار أنشط الشعب ولكن الآن نشطت شعبة المغتربين لأن غالب أهل السودان خرجوا من هذا الوطن، ونحن دفعة عالمية إذا حدث شئ في مصر نتأثر بها في السودان وفي ليبيا وإثيوبيا، هذه البلاد موصولة بنا ولدينا علاقات بشرية معها.
ووضع الترابي للحكومة خيارين للتغيير وانتقد بشدة التضييق على الحريات ومنع الأحزاب من قيام ندواتها ومنع الصحف من الصدور ومصادرتها.
وقال هذا النظام أمامه خيارين أما أن يذهب بالحسنى وبالتي هي أحسن وهذه توفر كثيراً من الدماء قد نخسرها وكثير من التكاليف الآن قد تضيع مننا ، ونتجنب أن تؤدي إلى النزعات الانفصالية في الأقاليم وتتمزق البلاد، ونعطيكم الأمان على أن لانحاكمكم على الانقلاب مثل تجربة الرئيس الأسبق إبراهيم عبود ولكن أي واحد منكم أكل المال الحرام أو اعتدى على أحد لا بد أن يحاسب ، من الخير لهم أن يذهبوا هكذا لأن الخيار الثاني عندنا كلنا متفقون عليه وهو خيار الثورة الشعبية التي تتعبأ بالمظاهرات والإضراب العام، وقد قلبنا النظام العسكري مرتين إثنتين إلى نظام انتقالي.) ودعا الترابي الأحزاب السياسية السودانية للاتعاظ من تداعيات الثورة المصرية في 25 يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك من دون وضع ترتيبات لمرحلة مابعد سقوط النظام من خلال الاتفاق على وضع دستور البلاد وكيفية حكمها، وقال نحن نريد أن نتهيأ لأننا ندرك أنهم في مصر لم يتهيأوا لزوال نظام حسني مبارك وجميع الأحزاب المصرية لم تكن تتوقع أن يسقط حسني مبارك ورأته كالهرم في السلطة، ونحن في السودان قضيتنا أصعب من قضيتهم في مصر لأن لديهم تاريخ لقرون ووطنهم موحد وعلى نهر النيل.
وقال أصبحت كل الأحزاب على قناعة بقيمة الحريات كقيمة مشتركة بيننا، ونؤمن بأن الحرية هي الأصل ومن يأتي به الشعب كائن من كان نتراضى عليه حتى تأتي الدورة القادمة في تعاقب الحكومات إن ائتلفنا او اختلفنا كمعارضة وحكومة، لانريد أن نكرر 3 مرات أخطاء قوى سياسية كبيرة منها حزبنا -المؤتمر الوطني عند استلامه السلطة بالانقلاب العسكري في يونيو 1989 - والآن كل الأحزاب بفكرها تطورت وبتجربتها اعتبرت واتعظت، وأصبحنا نؤمن كلنا بأن نعطي الحرية للناس، الصحف حرة والأحزاب حرة والرأي حر والتصويت حر.
وزاد الترابي بالقول: هذا النظام يعني الوزراء والمستشارين برضاء القبائل وهذا خلل كبير والعالم الآن يتجمع في كتل بالمليارات في الهند وفي الصين وأوروبا وأمريكا، ونحن نريد أن نجتمع جميعاً ونتصل مع العالم ونتفاعل معه في عدالة وعزة ونتدخل في شئونه ويتدخل في شئوننا.
وقال الترابي (إن اجتماع القيادة في المؤتمر الشعبي سيعرض التقرير العام لأدائنا وتقصيرنا ونحاسب عليه وكيف نخطط لاقتصاد السودان. وزاد في نهاية المطاف كثيراً من أمناء الأمانات المركزية مكلفون بما في ذلك الأمين العام وآجالهم قد انتهت وماذا تريد أن تفعل بهم القيادة إما أن تأتي عليهم وتأتي بآخرين أو توكل أمرهم للاجتماع الآخر للمؤتمر الموسع وأن يجدد لهم.
وأشار "الترابي" إلى ضرورة منح الفرص للشباب في السودان بعد نقلهم المواقع القيادية كزعماء قوميين للحركة السياسية.
وقال: القيادة القديمة تتحاور – وهذا الكبت جعلنا دائماً نجلس مع القدماء وبهذه الطريقة سنقدس الموجودين هؤلاء وإذا ماتوا نعمل لهم "قبب" لأننا غير قادرين لأن نخرج من شبابنا قيادات جديدة لتأخذ كل عبرات السلف ونحن نريد أن نخرج وجوهاً قومية وولائية ومحلية أو عالمية.
وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي "كمال عمر" ل(المجهر) في رده على سؤال إذا ما كان الحزب سيختار أميناً عاماً جديداً بدلاً من الدكتور "الترابي" فرض بالقول الأمر متروك للمؤتمر وهو الذي سيقرر.
وعلقت قناة (العالم) الإيرانية على تهديد الترابي لعمر البشير في الاجتماع بالاطاحة به عبر ثورة شعبية ان لم يعمد الى التنازل طوعا عن السلطة، وذلك في احدث موقف له في مواجهة السلطة.
وقالت (العالم): وبذلك وضع المفكر الإسلامي السوداني حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي المعارض خيارين لا ثالث لهما ، أمام النظام الحاكم في الخرطوم الذي يحكم منذ عام 1989، حيث وصل الى الحكم عبر انقلاب عسكري.
تصريحات في عمقها حملت نفيا لكل الأنباء التي تواترت عن تقارب وشيك بين الترابي والبشير بعد خلاف تمتد بينهما منذ العام 1999 ، والذي بموجبه انشقت الحركة الإسلامية في السودان.
وقال زعيم المؤتمر الشعبي السوداني المعارض لقناة (العالم) الاخبارية السبت : هذا النظام هو بين خيارين معنا، اما بالحسنى يفهم ، بالتي هي احسن، وهذه توفر كثيرا من الدماء التي قد نخسرها ، لان الخيار الثاني الكل متفق عليه وهو الثورة الشعبية.
واضاف الترابي : ان الثورة قد تتعبأ بالمظاهرات، ولكن في النهاية قد تكون اضرابا عاما، وقد تكون خروج كل هذا الوطن، مشيرا الى ان السودانيين لهم خبرات في قلب النظام العسكري الى نظام انتقالي.
الترابي الذي كان يتحدث امام جمع من قيادات حزبه على مستوى ولايات البلاد اكد ضرورة احكام العلاقات الدولية مع دول الجوار سيما مصر وجنوب السودان.
لكنه على ما يبدو بحسب مراقبين يسعى من خلال هذا الاجتماع الى تنظيم صفوف حزبه الداخلية استعدادا لمرحلة ما بعد اسقاط النظام لتلافي الاخطاء التي لازمت تجارب ثورات الربيع العربي.
وقال المحلل السياسي السوداني طلال اسماعيل لقناة العالم الاخبارية : المؤتمر الشعبي يريد الان ان يعد العدة من خلال ترتيب بيته الداخلي استعدادا للمرحلة القادمة، حيث يستشعر بان هناك اخطاء سياسية قد وقعت فيها القوى المصرية من خلال محاولة ابعاد التيار الاسلامي من المشهد السياسي. واضاف اسماعيل : ان المؤتمر الشعبي ينظم صفوفه الان لهذه المرحلة، وينبه الاحزاب في السودان الى ضرورة تدارك هذه الاخطاء.
الإجتماع حضره لفيف من قيادات تحالف المعارضة التي أبدت ارتياحا لموقف الترابي المتسق مع اهدافها، اما حزب المؤتمر الوطني الحاكم فعادة ما يقابل هذا النوع من المواقف بالاستهزاء ودعوة المعارضة الى تسخير جهدها في الاستعداد لخوض الانتخابات المقبلة دون هدره فيما لا يفيد. وبحسب (العالم) فإن المراقبين يرون أن الترابي يريد بهذا الخروج والتصريحات بعد صمت طويل استعادة بعض الاضواء التي استحوذ عليها حزب الامة من خلال تحركاته الفردية الاخيرة لمواجهة النظام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.