تباً لأقلامنا !! صلاح عووضة *هل منا من حاول أن يكتب بنبض عسكري مرور يمسح عرقه ب(يسراه) ويشتغل ب(يمناه) وتشخص نحو السراب (عيناه) والأمل يبقى هو (سلواه) ؟!.. *أو حاول أن يكتب بنبض ست شاي لا تدري هل تُشغل ذهنها ب(مصاريف) عيالها أم ب(تصاريف) أقدارها أم ب(تصرفات) بعض زبائنها أم (بصرف) أصحاب الكشات عنها ؟!.. *أو حاول أن يكتب بنبض تلميذ من غير أبناء (الذوات) يحول توقه إلى (لُقيمات) عن فهم النحو والدين وال(لوغريثمات)؟!.. *أو حاول أن يكتب بنبض مزارع مُعسر يتمنى ألا (تطلع) عليه شمس أو (يطلع) له مندوب بنك أو (تطلع) منه الروح إن أُودع حيث يبقى إلى حين السداد .. *أو حاول أن يكتب بنبض ساعٍ لإكمال (نصف) دينه وقد (انتصف) به العمر وأجره بالكاد يُبلِغه (منتصف) الشهر وخطيبته يطرق بابها موالٍ ممتلئ جيبه وعقله (نصف)؟! .. *أو حاول أن يكتب بنبض صبي (درداقة) ظروف أهله (دردقته) عن المدرسة ومكتب (الدرداقات) يترصد قليل دخله و لا يصل بيته آخر اليوم إلا وهو (مدردق) من شدة الرهق ؟!.. *أو حاول أن يكتب بنبض (مغتصَبة) عجز أهلها عن مقاضاة (مغتصبها) الذي اعتاد أن يأخذ ما يحلو له (غصباً) لتجد نفسها (مغصوبة) على خياري الانزواء أو الانتحار؟! .. *أو حاول أن يكتب بنبض طفلٍ انتهك (عرضه) شيخٌ ذو طول و(عرض) وصار (عرضة) إلى أن (يعرض) به أقرانه ثم قيل للغاضبين من أهله (أعرضوا) عن هذا؟!.. *أو حاول أن يكتب بنبض أم (شهيد) من شهداء كجبار (شهد) العالم كله وقائع تظاهرتهم السلمية ولم (تشهد) إلى الآن – الأم هذه – ما خلصت إليه لجنة التحقيق غير (المشهودة) رغم توافر (الشهود) ؟!.. *أو حاول أن يكتب بنبض (شغالة) دفعتها الظروف إلى أن (تشتغل) في بيوت بعض أثرياء زماننا هذا ثم تضطر لتحمل (المشاغلات) بما أن أصحاب الشهادات لا شغل لهم ولا (مشغلة)؟!.. *أو حاول أن يكتب بنبض مُحالٍ ل(الصالح العام) قل في بيته الاستقرار و(الطعام) ويظل مساهراً والناس (نيام) والتهديد بالطرد يواجه أبناءه من المدارس كل (عام)؟!.. *أو حاول أن يكتب بنبض مريض هده (الداء) وعجز عن شراء (الدواء) فرفع كفيه إلى (السماء) يدعو على الذين هم في باله مر (الدعاء)؟!.. *أو حاول أن يكتب بنبض أهل شهيد جامعة (السودان) الذي ودعهم صباحاً ثم طُلب منهم ظهراً استلام (الجثمان) ولا قصاص بالطبع من رصاصة طائشة في (المليان)؟!.. *أو حاول أن يكتب بنبض طفلة وسط اللمة (منسية) لا يدري الذين يرونها إن كانت جناً أم (إنسية) ولا تدري هي أنها محض رقم ضائع في سجلات (الأسية)؟!.. *إن كنا نعجز رغم (آلامنا) عن الكتابة بنبض هؤلاء فتباً ل(أقلامنا !!!). بالمنطق – صلاح الدين عووضة صحيفة الأهرام اليوم.