قبل مجيئ الإنقاذ فى يونيو 1989م كان المجتمع السودانى مترابط اجتماعيآ لا فرق بين دين ولا لون ولا فرق بين قبيلة او غيره ، السودان كما معلوم للعامة يحتوى على تنوع ثقافى واثنى كبير هذا التنوع يجعله قوى وموحد لقد كنا كذاك قبل مجيئ الانقاذ ، الانقاذ عندما اتت عملت على سياسة التمكين فى المؤسسات الحكومية والخاصة التى أطاحت بالاكفاء من ابناء هذا الوطن الشرفاء وكما عملت على سياسة الخصخصة التى أضرت كثيرآ بالاقتصاد السودانى وعندنا مشروع الجزيرة كأكبر دليل لضحايا هذه السياسة والسكك الحديد والنقل النهرى وغيرها ، الانقاذ دمرت النقابات العمالية حيث مكنت كوادرها فى رئاسة هذه النقابات ، سياسات الانقاذ العنصرية ضد ابناء الهامش واثارة الكراهية بين شرائح المجتمع واشعال نار الفتنة بين القبائل كل هذه الاسباب ساعدت فى تفكيك النسيج الاجتماعى بين مكونات المجتمع السودانى ، سياسة التهميش الذى مارسته الانقاذ على الاقاليم ساعدت كثيرآ فى تعمق الازمة الاقتصادية والسياسية ، حيث ظل انسان الهامش منذ مجيئ الانقاذ يعانى من نقص فى الخدمات الاساسية (العلاج والتعليم والسكن ) لذا ظل انساتن الهماش يطالب بحقه فى التعليم والعلاج مثله كمثل انسان المركز الذى يجد حظه من هذه الخدمات ، لذا هذا التهميش ولد حقن طبقى كبير داخل نفس انسان الاقاليم ومن المعلوم ان هنالك اقليم غنية بالموارد مثل غرب كردفان الغنية بالبترول منطقة (هجليج، المجلد ) وغيرها من المناطق هذا فضلآ عن ولايات كردفات ااغنية بالثروة الحيوانية والغابية والزراعية هذا على سبيل المثال ، لماذا لم يتم تاهبل هذه المناطق التى تقع فى ولايات كردفان التى تدعم المركز من ايرادات المحاصيل الزراعية والحيوانية والنفط مثلآ بناء المستشفيات والمدارس وغيره ، لذا قامت ثورات الهامش التى تطالب بحقوق انسان الهامش عبر الحركات المسلحة فى دارفور وجبال النوبة والنيل ا لازرق ، الجبهة الثورية ظلت تحارب النظام باسم المهشين وتتطالب بحقوقهم المهضومة منذ 1989م من قبل هذا النظام الفاشل ، الآن الجبهة الثورية وجدت تضامن ودعم كبير من الجماهير لانها تقف مع الجماهير فى خندق واحد من اجل اسقاط هذا النظام وبناء دولة العدالة والمساواة . فى تقديرى إن مشكلتنا الأساسية هى بقاء هذا النظام فى الحكم ، لذا كل التحركات التى تتقوم بها قوى السودان الجديد والقوى التقدمية فى المركز ساعدت كثير فى رفع الوعى عند الجماهير وساهمت فى تنوير الشعب بفساد وجرائم هذا النظام الذى يرتكبها فى حق هذا الشعب المكلوم منذ إستيلائه على الحكم فى 1989 م ذلك التاريخ المشؤوم فى تاريخ الدولة السودانية ، لذا على القوى السياسية ان تنتبه ان هذا النظام ماضى فى بقائه فى الحكم واتضح هذا من خلال حملاته الدعائية للانتخابات عبر كل اجهزة الاعلام المختلفة المرئية منها والمسموعة التى تنفذ فى اجندة هذا النظام . النظام الآن مشغول بالإنتخابات الرئاسية المقرر لها فى ابريل من هذا العام المنصرم ولقد صرف النظام ملايين الجنيهات على حملته الانتخابية فى كل الدوائر الجغرافية فى مختلف المدن ، فى تقديرى النظام لا يريد ان يخسر هذه الانتخابات وسوف يعمل المستحيل من اجل المحافظة على بقائه فى الحكم ، لذا قام بالاستعانة بقوات الدعم السريع من المليشيات المسلحة فى دارفور وكردفان (الجنجويد) لتأمين الانتخابات كما هو معلوم ان هذه القوات تتبع رئاسيآ الى جهاز الأمن والمخابرات الذى أصبح هو الحارس الامين للنظام بعد التعديلات الدستورية التى اجازها البرلمان التى كفلت بتوسيع صلاحيات جهاز الامن فى الاجهزة التنفيذية للدولة واصبح الناهى والامر بتوجيهات رئاسية من الرئيس مباشرة . فى تقديرى النظام بات لا يثق فى ألوية وقادة الوحدات العسكرية فى الجيش السودانى بعد حالة التذمر والسخط فى وسط ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة بسبب ممارسات قوات الدعم السريع ضد المواطنيين العزل فى مناطق التماس والمتاثرة بالحرب ، وبسبب عدم انصياع هذه القوات لتعليمات قادة المتحركات من الجيش السودانى . هذه التصرفات والممارسات التى تقوم بها قوات الدعم السريع (الجنجويد) جعلت قادة الجيش يتزمرون ويعلنون رفضهم لهذه الممارسات التى من حقها ان تسبب زعزعة بين افراد القوات المسلحة ، كما معلوم اى دولة الحارس الوحيد لحدودها هى القوات المسلحة وهذه مهمتها وايضآ حفظ الامن والسلام ، لكن النظام بات لا يثق فى قادة الوحدات لذا استعان بالمليشيات وقام بضمها لجهاز الامن الوطنى لتصبح قوات نظامية مهمتها حماية النظام فى المركز من اى زعزعة امنية من قوى السودان الجديد ممتمثلة فى الجبهة الثورية ، لكن ما يعلمه هذا النظام ان هناك تنسيق كبير بين أطياف المعارضة بشقيها المدنى والعسكرى هذا التنسيق نتاج للاتفاقيات التى وقعتها المعارضة المدنية مع الجبهة الثورية واخرها وثيقة نداء السودان الاخيرة فى أديس ابابا التى تحمل بشريات الامل والتغيير لهذا الشعب المكلوم الذى ما ذال يبحث عن الحرية والعدالة ، الآن هناك حراك جماهيرى كبير لهذه القوى عبر الندوات التى تقيمها فى دررها وعبر التنسيق الجيد والتخطيط لاسقاط هذا النظام ، هذا الحراك وجد قبول كبير من جماهير هذا الشعب الطيب لذا المطلوب من قوى السودان الجديد ومن معها من قوى الاجماع الوطنى الموقعه على نداء السودان ان تقوم بتفعيل بنود هذه الوثيقة وشرحها للجماهير ، فى تقديرى اى اتفاقية توصل الى التغير اذا لم تجد مساندة جماهيرية سوف تفشل لذا مطلوب من كوادر هذه الاحزاب ان يقوموا برفع الحث الثورى لهذه الجماهير وماهية الثورة والتغيير .