قامت وزارة الداخلية يوم الخميس الماضي بتزويد إدارة المرور ب 150 عربة بوكسي دبل كابينة للعمل في طرق المرور السريع ولضبط السرعة الزائدة والتخطي الخاطئ وتعتبر هذه اكبر دفعة من العربات . طالب مدير عام الشرطة عدم المجاملة في المخالفات المرورية التي تأتي علي حساب ارواح المواطنين وكل ذلك يأتي في إطار تطوير الشرطة وأضاف المدير ان هذا الاسطول من العربات ستدعم العملية الانتخابية . من جانبه اعلن مدير ادارة المرور السريع ان توفير السلامة المرورية لا تتأتي إلا بمعينات و آليات من اهمها الكادر البشري والدوريات و اجهزة الرادارات والرقابة . معلوم أن وزارة الداخلية من الوزارات الخدمية التي تعني بتوفير الامن والحماية والسلامة ولكنها ظلت من أكثر الوزارات ذات موارد مالية باعتمادها علي ادارة المرور التي راكمت اموالا خرافيا جراء الجبايات من المخالفات المرورية التي تتم بالتسويات الفورية ولقد ظلت لوقت طويل تقوم بتجنيب الاموال المتحصلة بالتسويات الفورية الي درجة ان رفضت مراجعة حساباتها تحديا، المراجع العام لأنها تقوم بالتحصيل بموجب ايصالات تخالف ايصالات وزارة المالية (اورنيك 15 مالية ) وبدأت بتجنيب المال في حساب خاص علي الرغم من وجود ميزانية مستقطعة من الموازنة العامة للدولة وتتراكم المخالفات المالية في التصرف في المال المجنب بطرق شراء وعطاءات ومعاملات غير قانونية . تزويد ادارة المرور بهذا الاسطول الضخم من السيارات يكشف ، نهج وزارة الداخلية في تدليل ادارة المرور بوصفها الادارة التي تجبي المال دون ان يستصحب ذلك خطة علمية لتطوير إدارة المرور الذي أصبح أدارة جبايات و غرامات وعقوبات و تسويات مع الجمهور الامر الذي أغري الكثيرين في هجرة مكثفة للعمل في ادارة المرور دون أن تلتفت الادارة العليا الي سلبيات (الكادر البشري ) في العمل مع الجمهور والمفاسد التي تترتب علي ذلك الامر الذي يتطلب ابتداع مختلف اشكال الرقابة علي الكادر المروري من أجل تنفيذ توجيهات مدير الشرطة في هذا الشأن و ما أسهل الطرق و الوسائل لضبط المتفلتين وضعاف النفوس والمفسدين وهم الاحق بملء إقرار الذمة قبل الوزراء لان الحكاوي (المثيرة ) وحدها لا تكف وأن الله تدركه العقول ولا تراه العيون . هذا الاسطول الكبير سيشكل مزيد من الاعاقة لحركة المرور وليس تنظيمها لأن انتشار عربات المرور والكادر المروري اصبح همه الاول (الجباية) والتسوية والبحث عن المخالفات، يكفي ان المسافة بين الخرطوم و مدني قد يوجد بها أكثر من 6 نقاط جبايات مرورية لا تهتم بالتوجيه بقدر الجباية وتعويق سير الحركة بالتوقف في كل هذه النقاط التي لا يوجد بها عربة اسعاف او عربة مطافي او ورشة سحب ميكانيكية متحركة هذه هي معينات المرور السريع ويكفي أن من مجموع هذه ال 150 عربة قد تكون مزودة بالرادارات ولكن لا توجد ضمنها عربة اسعاف أو إطفاء واحدة فكيف تتحدث الوزارة عن الامن والحماية والسلامة وكل همها الجباية بدليل أن الوزارة وإدارة المرور تعلم علم اليقين بأن الفساد يكمن في التسويات الفورية وفي ذات الوقت لا تريد التخلص من هذه التسويات والسبب معروف . لن تتطور عقلية المرور في ظل الانشغال بالجبايات والتسويات الفورية واعداد كبيرة من رجال المرور يبحلقون في السائقين لضبط مخالفة الحزام والحركة في الشارع بسرعة 10 كلم / الساعة .. يا كمال النقر.. الله يستر من مارس شهر الكوارث [email protected]