كثيراً ما كنا نسمع ونحن صغاراً عن ظريف مدينة أم درمان الراحل موسى ودنفاش عليه الرحمة .. وتلك النكات التي كانت تنسب اليه .. بعضها قد يكون من قفشات الرجل الحقيقية .. ولكن الكثير منها كان يضاف الى رصيده دون أن يكون له صلة بها .. وهذا مرده الى ظُرف الرجل الذي بات رمزاً للطرفة أو النكتة التي كانت تعبر عن زمانها . بالأمس قامت الدنيا ولم تقعد في دوائر الأمن المختلفة وكتائب ..مايُسمى ( بالدجاج الإلكتروني ) فقط لان.. عبارةً مستفزة لمشاعر قبيلة المغتربين نسبت للرئيس البشير .. ضمن حديثه لمجلس شورى حزبه عن التحوطات التي يراهامناسبة لإستعادة عافية عملتنا التي إمتص دم عروقها كله عدوها اللدود الدولار ..ولم تكتفي تلك الجهات التي إنصرفت عن كل قضايا الوطن بنفي ما قيل على لسان المشير .. بل سعت الى تجييش جهودها لملاحقة من عبروا بشتى الوسائل الساخرة في ردهم على ذلك القول الذي فحواه ..إن لم يستجب المغتربون لإجراءات تحويل أموالهم عبر القنوات الرسمية .. (فليبلوها ويشربوا مويتها ) وهي قصة قريبة من لصق كل ماهو من ظريف القول للراحل ودنفاش .. مع الفارق في تكوين الشخصيتين وإختلاف ما يصدر عنهما أودوافع نسبته الى كل منهما ولو لم يكونا مصدره! وسبب تيقن الكثيرين من أن الرجل تفوه بتلك العبارات غير المسئولة لآنهم وقفوا عن كثب على فلتان لسان البشير على غير الرؤساء الأسوياء الذين يقيسون ما تنطق به ألسنتهم بمسطرة التريث عند براحات التفكر و يخرجون العبارات عبر قطارة العقل بعد إعتصاره جيداً لان الموقع يحتم الرزانة و الكياسة و يضع صاحبه في موضع الذي يحسب حساباً لكل كلمة يتفوه بها ويتبصر أثرها على الداخل ومردودها من الخارج ! فهل أخطأ من نسبوا ذلك القول له .. وهم الذين تعودوا منه على تجرع مرارات قوله وهو يضع العالم كله وهيئاته تحت حذائه ..ثم يلتفت الى الرقص ولا يلوي على ما جلبه للوطن من حصار واستهداف ..كيف لا وهوالذي وصف قطاعات من شعبه قبل الإنفصال بالحشرات واخرين بشذاذ الآفاق وغير ذلك من تحقير المعارضين لسياساته الحمقاء و قد نصبته القوة والنفاق من أصحاب الغرض رئيساً على شعب .. إنحنت له كل شعوب العالم لأدبه الجم وأخلاقه الكريمة وثقافته العميقة وعلمه النافع .. ولم ينبس هذا الرجل على كثرة زلات لسانه ورعونة إنفعاله ولومرة ببنت شفة من عبارات الإعتذار.! وأظن أن من يحاولون لملمة نشاز خطابه بمناقير النفي أودفنه ببراثن الإنكار من أزلامه.. تجدهم الان أكثر حرجا وهم يلتمسون الوسائل التي يجملون بها قبح كلامه ..أما نحن من لمغتربين فلم يتبقى لنا في عسر مواجعنا ما نبله ونشرب ماءه ..بعدأن شربنا الكثيرمن مرارات قولك و شائن فعلك( يا ريسنا ويا متيسنا ) على راي ذلك الشاعر الناقم !