حسين الأنصاري … الوفاء بالعهد في حال الحرب مع الأعداء خلق نبوي كريم عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال : ما منعني أن أشهد بدراً إلا أني خرجت أنا وأبي الحسيل ، قال : فأخذنا كفار قريش ، فقالوا : إنكم تريدون محمداً ؟ فقلنا : ما نريده وما نريد إلا المدينة ، قال : فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننطلق إلى المدينة ولا نقاتل معه ، فأتينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأخبرناه الخبر ، فقال : « انصرفا ، نفي لهم بعهدهم . ونستعين الله عليهم » . رواه مسلم. بوب الإمام مجد الدين ابن تيمية (ت:652ه) في (المنتقى) على هذا الحديث بقوله :”باب ما يجوز من الشروط مع الكفار” وقال أبوالعباس القرطبي (ت:656ه) في (المفهم) تعليقاً على الحديث :” هكذا وقع ها هنا (( نفي )) بنونٍ في أول الفعل . وعلى هذا فيكون هو صلى الله عليه وسلم الذي وفَّى بما عهده حذيفة وأبوه للمشركين. وقد وقع في الجمع بين الصحيحين للحميدى : (( تفيا )) بتاء باثنتين من فوقها ، وألف الاثنين بعد الياء المفتوحة ؛ وعليه فيكون هما اللذان وفّيا بما عقداه ، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمْضَاه” . فلينظر المسلم إلى حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على الوفاء بالعهد في حال الحرب مع الأعداء؛ مما يدل كما قال النووي – رحمه الله – على حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على أن لا يشيع عن أصحابه نقض العهد.