في منتصف تسعينات هذا السودان الذي فضل كان العابرين بالطرق المحيطة بالمسجد الكبير في قلب الخرطوم يمتعون انفسهم بتلك النغمة التي كانت تحاكي سيرة وطن وفجيعة شعب فالفتاة التي كانت تعاني من فقر مفقع واعاقة بائنة بينونة كبري وتعاني ايضا من سلطان كان في عنفوان قمعه وجبروته لم تجد من يمد لها ايادي المحنة والتعليم والصحة فقررت ان ترسل في كل ذلك الفضاء الضاج بالعابرين من كل فجاج الخرطوم اغاثة مدوزنة سكبت فيها ابداع الفقراء النبلاء مرددة (ساااااعدونا يا جماعة…. كرااااااااامة يا جماعة)..!! وفي تلك الاوقات كان الشعارات الرسمية والشعبية لدولة امير المومنين الراقص تتطاقش وتجوب اثير التلفاز والراديو وحتي حنفيات المياه ترسل جبروتا وصلف وغرور كبير(يا امريكا لمي جدادك) (الطاغية الامريكان ليكم تدربنا) (ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع)(امريكا وروسيا قد دنا عذابها علي ان لاقيتها ضرابها)(الزراعنا غير الله اليجي يقلعنا) والكثير من شعارات الهيييييع وفنيات العنترية التي تجعل من الشمسون السوداني حيدر قضامة يحسد دولة السلطان عمر البشير ورهطه الدقني….!! والان وبعدما مسك الفتية الموسومين باصلب العناصر بتلاليب بقرة الدولة السودانية الحلوب مسك من لا يخشي النهايات التي هطلت في كل المحيط الاقليمي وارسل جوقة من الطغاة الي مزبلة التاريخ وبعد ان وهنت عظام تلك البقرة السودانية من اثر المص واللغف وهنبتة المال العام دون اي يرمش لهم دقن وذهب الجنوب بنفطه جنوبا وانقشع المحيط السوداني عن دولة ( فقيرة وكسيحة وواهنة ) ان وجدت غداها عبر قطر او بعض المحسنين من دول العرب لن تجد لشعبها عشاء وتدعوهم الي دكه ومقاطعة اللحوم في دراما( الغالي متروك) لتضيع اغاني قيقم وشنان وغيرهم من فناني السلطة في اضابير وجخانين الدولار الذي عانقت اسعاره سماء الارض السودانية السابعة ولتطل الي مشهد المخارجة قيادات الموتمر الوطني ذاهبة في نفرات كبري الي مقرات الاحزاب السياسية الكبري ووكانهم مرددين وبنفس التون ونفس النبرة _شاااااركونا يا جماعة…. سااااعدونا يا جماعة محاكين تلك الفتاة الفقيرة التي وكانها تطل في المشهد وتستخرج لسانها الي هولا السلاطين الرعاديد في نفراتهم التي تقزمت وصارت نفرات من اجل الغوث ومد القرع داخليا الي الاحزاب حتي تعطيها شرعية وشهور تقيها الطوفان وموجات اعاصير الشعب الذي فضل.. وقرعات خارجية صارت هي العفش المعتمد في كل طائرة اقلت مسئول دقني رسمي مغادرا عبر بوابة كبار الحرامية في مطار الخرطوم…!! مشاركية يريدها الرساليين في زنقتهم الاسطورية قشورية وديكورية وسطحية مثلها ومثل تحركات مشرطهم الذي جاب الجسد السوداني عبر بوابة المشروع الحضاري وعبر الخطط الكسوح التي جعلت من السودان بكل ما فيه من جذوع نخل ورطب جنيا بلاد يتسول في طرقات بلاد النفط وموائد رجال الاعمال العرب الذين اصحاب قنوات الروتانا التي كان الرساليين الجدد في نوبات غرورهم اليونسي المحمودي ينعتونها بقنوات الفسق …..!!!! المعارضة التي قال فيها البشير ونافع ومن لف لفه من الابواق الرسالية القاصدة مالم يقله مالك في الخمريات بين ليلا وضحاها تحولت الي مقصد من مقاصد دورات السلطان السوداني الرسالي القاصد في لعبته المفضلة وهي لعبة الالتفاف ومغازلة المنحدرات والانحناء الي العواصف والتمسكن حتي التمكن ثم الصعود مرة اخري لممارسة دورات الشواء والنهب والتفتيت للسودان الذي الفضل….. ولم نجد غير قول الشيخ الشهير في اضابير جامعة الخرطوم ابوضفيرة (ياسبحان الله) فالانقاذ سرقت كل الاشياء في السودان وجيرتها لصالحها حتي الهتاف والاهزوجات التي يرددها الفقراء في ساحات التسول و الفقر وجدت لها زمانا من زمانات دولة الطفابيع…