…و…. محمد عبد الماجد الحملقة في سقف الغرفة . …و . تعجبني قصة منى الشيمي (ثمّة شيء ما) – يعجبني بشكل خاص مدخل القصة – اشعر انه يصلح للكثير من الخرابات. . وبعض المواقف. . تقول الشيمي في قصتها مدخليا : (لم أعد أفعل شيئاً سوى الجلوس والحملقة في سقف الغرفة ، أحاول معرفة أين يبدأ ريش المروحة الدائرة وأين ينتهي . أجبرتُ نفسي على صبّ الشاي في الكوب منذ قليلٍ ، وجلستُ على الكرسي في مواجهة الهواء الداخل من الشرفة. لم ألحظ ارتفاع مؤشر اكتئابي في الأيام الأخيرة فحسب ، بل في أثناء محاولتي تجاوز ما أشعر به ، أحصيتُ كل ما زهدت فيه ، وكنت من قبل أتلهَّف للقيام به ، ويسبِّب لي استقراراً ما). . كتبت عن ذلك المدخل كثيرا – غير اني اجد ان المدخل هذا يصلح للكثير من البدايات. . او يصلح للكثير من النهايات. . مثل شجر الحنة في قريتنا الصغيرة – نزرعه هكذا في الحوش الكبير – بحثا عن حالة فرح قادم. . اعتدنا على ذلك. . كثير من الاشياء نفعلها من منطلق العادة. . حاج التميكري مثلا تعود ان يقوم مبكرا في كل صباح – يصرخ في زوجته ويكورك فيها مهددا ومحذرا وسائلا عن (فرشة الاسنان). . وين فرشة الاسنان؟. . في كل صباح في نفس التوقيت تعوّد ان يسمع زوجته ذلك الكلام الفارغ : (انا فرشة الاسنان دي بختها هنا – كل يوم بلقاها مافي البشيلها منو؟). . ديل شالوا موقف المواصلات – ما يشيلوا الفرشة؟. . تأتي (ام حقيّقة) بكل هدوء وهى تقدم له الفرشة بعبارة اعتذارية بسيطة يا راجل انت ما بتشوف (فرشتك) في محلها – والله انت ساكت عاوز ليك سبب (تعكنن) فيه علينا من الصباح. . بسبب ذلك الهياج كان حاج التميكري يتجاوز مجموعة من الطلبات التى كانت تنتظره به (ام حقيّقة) في كل صباح. . هكذا يكون صباح التميكري وام حقيّقة. . في جانب اخر – يقفز حاج السميعابي في كل يوم عند الرابعة إلا ربع في شارع الاربعين – وهم يتمتم في كل يوم محتجا (مواصلات مافي). . حتى عندما يعود الي منزله عن طريق حافلة فاضية ما فيها ركاب – كان يحرص ان يقول لزوجته اول ما يقول : (والله المواصلات الليلة صعبة شديدة). . والكوبري مقفول. . ربما قصد بذلك ان يتخطى عقبة زوجته التى تباغته يوميا عند الساعة الثانية والنصف ظهرا برسالة هاتفية في ثلاث كلمات (ما تنسى الرغيف). . حاج السميعابي كان كل يوم يتلقى هذه الرسالة – وكان كل يوم ينسى الرغيف. . يقرأ الرسالة بي جاي – وينسى بي جاي. . وقريبا من هذه الحالة كان عمر ود خالة ناس خالد …كل يوم الساعة خمسة عصرا بكون طالع في رأس البيت بيظبط في (الطبق). . وكان ابوها بالشباك يحرّض فيه ايوا بس – الصورة جات – طشت – لا – لا. . هذه حالة اعتدنا عليها. . زي ما اعتدنا على (الغاز قطع). . الكهربة ما جات. . الماهية لسه. . مواصلات مافي. . العيش انتهى. . كلها عبارات محبطة. . يمكن عشان الحاجات المحبطة دي ناس المريخ فرحوا بي سيكافا. . يمكن نحن غلطانين. . يمكن يكون ليهم حق. . اصلا ناس المريخ ديل بذكروني ليك بي اكتر زول كان محبط في الدنيا دي. . زول كان عبارة عن احباط ماشى على قدمين. . احباط متلج كدا. . زول اتقحف من الاحباط بقى زي بيت النضارة الفاضي. . او زي النضارة الما فيها (عدسات). . او زي العدسات الما فيها (اطار). . او زي (ملاح القرع) وقت يدخل منافسة (شريفة) مع (شية جمر) ما في زول بهبهبو. . ما في زول بهبشو. . بتذكر حتى الان شباك الفصل الثالث في مدرسة الثانوي العام – الشباك دا دائما كان بكون (شارد) في حصة الانجليزي. . دائما كان ضلفتو بتخبط الحيطة في حصة الرياضيات. . ودائما كمان بكون مقفول في حصة الجغرافيا. . ودائما في حصة العلوم بكون مفتوح بين – بين. . يا ربي (الشباك) دا بترجم شعورنا. . يمكن يكون حالة من حالتنا – كان قادر على ان يعبر علينا بصدق اكبر. . لكن قصة الزول المحبط شنو؟. . يمكن يكون ما (مبحط)..يمكن نكون بننظر عليه من اتجاه (احباطنا) نحن. . الزول بعاين للاشياء من خلال دواخلو. . زي الفكرة الغريبة. . صاحبكم قاعد اليوم كلو – منتظر مكالمة. . من صباح الرحمان لمن تغيب بكون حارس التلفون. . التلفون بضرب بمشي عليه يلقاهم ناس الشغل. . يرجع محبط. . التلفون تاني يضرب. . يمشي عليه. . يلقى النمرة غلط. . بالحالة دي مع التلفون (19) سنة. . (19) سنة في انتظار التلفون. . بعد عشرين سنة. . التلفون ضرب. . ما مشى عليه. . جرس اول. . جرس تاني. . جرس تالت. . التلفون قطع. . قام تاني ضرب. . واضح الزول مُصر. . مشى على التلفون – وقعد يصرخ اصلو ما معقول ..يا عالم يا ناس دا احلى خبر في الدنيا. . خلاص احلامي اتحققت. . دا التلفون المنتظرو (20) سنة. . زولكم جاري في الحلة..والناس جارية وراه. . ثبتوه ليك قالوا ليه في شنو؟. . قال ليهم ولدي نجح. . قالوا ليه ولدك جاب كم؟. . قال ليهم ولدي جاب 51 %. . ناس الحلة اتصدموا ليك – قالوا ليه هسع منتظر ليك تلفون (20) سنة وجاري الجرية دي كلها عشان تقول لينا ولدي نجح وجاب 51 %. . مالك عاوز تبقى لينا زي ناس المريخ. . فرحانين الفرحة دي كلها عشان كأس سيكافا. . المهم – نهاية الكلام دا عاينت ليك سمح في الزول وقلت ليه والله ناس الحكومة لو عرفوا نجاح ولدك دا ح يخلوا الخريف ومشاكل البلد ويتبرعوا ليك ب (750) الف جنيه. . وما بعيد كمان يجيبوا ليك جمال فرفور …وحرم النور وكمال ترباس ذاتو. . ويمكن مصطفى عثمان اسماعيل يخلى شغلوا ويقعد يبشر ليك. . وسلك ذاتو يكتب ليه (75) عمود في النجاح دا. . وناس قناة النيل الازرق يقطعو الارسال ويجيبوا ميرفت حسين تخصص برنامج لي ولدك دا. . يا زول اقول ليك حاجة. . احسن تطلع. . رسل العمود – وخليها على الله. . و… . انتهى.