الخرطوم : محمد جمال قندول بين الاعاقة والفن اكثر من جسر وهنالك فنانون ارتحلوا بابداعاتهم نحو عوالم المعاقين يواسونهم بالكلمة والريشة والاغنية والتمثيل وداسو اعاقتهم تحت اقدامهم ليعبرو عن انفسهم ومجتمعاتهم بفنون لا تنتمي لتنصيفات (معاق وسليم) وفي ميزان الاعاقة والفن يبرز الموسيقار عوض احمودي والفنانة القديرة امال النور لغة التعامل ورسمت الفنانة امال النور لوحة من الابداع وهي ترفرف في سماء الاغنية ومسجلة اسمها ضمن التجارب الفنية الناجحة وعن مدي تغلبها علي اعاقتها قالت : بالنسبة لنا نحن المكفوفين او ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام نعيش لنجد لنا مكانا في المجتمع ونبحث عن لغة نتعامل بها مع من حولنا لأن تيار المجتمع قوي جدا ونحن نعتبر كأفراد أقل من الذين هباهم الله بالبصر امال اصيبت بالاعاقة منذ ان كانت طفلة صغيرة حيث كانت قد مرضت بالحميات وفقدت بصرها ولكنها لا تفكر في الاعاقة بان وكانت دائما ما تردد بأن الله سبحانه وتعالى وهب هذه الشريحة حاسة لا يستطيع احد ان يفسرها حتي الخواجات مما جعلوها تندرج تحت مسمى الحاسة السادسة . قصة كفاح وعلي الجانب الاخر من الابداع يقف الموسيقار عوض احمودي والذي بأت من الشخصيات المحبوبة في الوسط الفني والمشاهدين من خلال نشاطه الفني المكثقف وقصة كفاحه في تحدي الاعاقة حيث سطر مسيرة ذهبية برفقة العود في خارطة الموسيقا في السودان عوض ولد باعاقة فقد البصر ونشأ وسط اسرة محدودة الدخل الا ان ذلك لم يمنع والده بأن يترك ابنه الصغير حينذاك يجول ويصول مع ابناء الحي حتي لا يشعر بأي مشكلة بالقدر الذي زرع فيه الحماس ثم الابداع حيث ولدته موهبته بحاسة السمع عبر الردايو حين كان يسمع الالحان وبالتحديد في السابعة والنصف صباحا مما كان يجعله يتأخر عن الطابور في المدرسة لسماع العود على أنغام عمالقة العود: الجابري وود الأمين والقائمة التي تطول وكان يتعرض لعقوبة الجلد على الدوام وبعدها جاء إلى العاصمة للالتحاق بمعهد النور وكان أحد أقربائه مقيما في حي اركويت وله عود في المنزل وكانت تلك نقطة البداية بصورة مباشرة مع العود ومنها دلف إلى الوسط الفني
