بلا حدود .. هنادي الصديق .. إنقاذ ما يمكن إنقاذه ! * ونحن نؤدي واجب العزاء في إبنة زميلنا واستاذنا النعمان حسن رحمها الله وعوض شبابها الجنة، حكت لنا شقيقتها التي كانت في رفقتها عن الأعداد الهائلة من السودانيين الذين يتابعون علاج الكلي بشتي أنواعه بالمستشفيات المصرية. * حيث ذكرت أن عملية شقيقتها كانت رقم 8 في قائمة الإنتظار في ذلك اليوم، وجميعهم سودانيين، هذا بخلاف الايام الأخري التي تتراوح أعداد السودانيين فيها من 4 الي 8 عمليات يوميا من ذراعة لغسيل، للدرجة التي جعلت فتح ملفا خاصا لمرضي الكلي (السودانيين)بالمستشفيات المصرية وبوزارة الصحة المصرية بحسب حديث أحد مسؤولي المستشفي لهم. * شخصيا لم أستغرب للعدد الهائل من السودانيين المصابين بأمراض الكلي، ولا يكاد يخلو بيت من خمسة بيوت من مصاب بهذا الداء اللعين الذي فتك بربع سكان السودان إلا قليلا، إن لم تزد. * ورغم ذلك لم يكلف مسؤولا واحدا نفسه أو من هم هم تحت مسؤوليته لمعرفة أسباب تفشي هذا الداء وسط السودانيين بلا استثناء. * ومعروف أن بعض ولايات السودان تعاني من إرتفاع نسبة الإصابة بأمراض معينة دونا عن غيرها مثل البلهارسيا التي عرفت بها المناطق الزراعية المروية (بالترعة)، وهناك أمراض الغدة بأنواعها، والتراكوما، وغيرها. * أما الفشل الكلوي فقد أصبح هو القاسم المشترك بين جميع سكان ولايات السودان.، وهو ما أكدته إحداهن مستشهدة بمقال للاستاذ حسين خوجلي وجد حظه من النشر تقريبا في بداية التسعينات بصحيفة (ألوان)، ولم يعد يتذكره أحد لأنه مرَ مرور الكرام علي المسؤولين وعلي المواطنين حتي. * فقد ذكرت المادة بصحيفة ألوان وحذرت من ما أسمته بالمادة(السامة) التي تستعمل في تنقية مياه الشرب عبر شبكة المياه العامة، والتي كان قد إستوردها (أحد القيادات البارزة بالدولة آنزاك)، وهو أحد أبرز المعارضين بالخارج حاليا، وهي نفس المادة التي كان يستخدمها النظام العنصري في (جنوب افريقيا) لإبادة (الجنس الأسود) من الدولة لتكون ملكا وحكرا (للبيض). * فهل عملت الحكومة علي إيقاف إستخدامها في وقتها أم أن الأمر لا يعدو أن يكون إجراءا روتينيا يمكن القيام به في أي وقت حتي ولو كان بعد 25 عاما.؟ * توقعت أن تقوم الدولة من أعلي هرمها، بإعلان حالة الطوارئ وإجراء مسح شامل لكل ولايات السودان لمعرفة أسباب ومسببات الفشل الكلوي بعد أن تزايدت أعداد المصابين به بشكل مخيف، بل فاق الملاريا والصداع النصفي، وكنت أتوقع أن يبدأ المسح بالقمسيون الطبي لمعرفة الإحصائيات الحقيقية للسودانين المغادرين للعلاج بالخارج لعمل زراعة أو حتي غسيل فقط، ومن بعدها، يشمل المسح جميع المستشفيات والمراكز الصحية، بل ويمتد الأمر لطرق أبواب المواطنين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إن كانت هنالك حالات غير معروفة لدي أصحابها، وإيجاد واقٍ أو مصل تحصين ضد المرض إن كان بالإمكان. * مشكلة السودان مع المرض الكلوي لا علاج لها سوي بفتح أرشيف صحيفة ألوان في التسعينات لمعرفة الحقيقة كاملة، وحبذا لو قام بفتحها صاحب الوان نفسه وقناة أمدرمان في برنامجه التلفزيوني، فربما أنعش ذاكرة المسؤولين الغافلين سهوا أو (عنية)، و نجح في إنقاذ من تبقي من الشعب السوداني.