شهدت صناعة الغزل والنسيج في السودان في ثمانينيات القرن الماضي انتعاشاً وازدهاراً ساعد فيه وجود القطن كمادة خام نسبة لان محصول القطن كان من المحاصيل الرئيسية في البلاد، وتتسم صناعة المنسوجات بكثافة الايدي العاملة في مراحل الانتاج المختلفة مما يجعلها مصدراً مهماً لتوفير فرص الاستخدام والعمل بصورة كبيرة خاصة للمرأة، وقال ابو القاسم الامين رئيس وحدة تأهيل النسيج للقطاع العام بوزارة الصناعة ان صناعة المنسوجات بها ميزة نسبية عالية لتوفر الاقطان «قصير - متوسط - طويل التيلة» مما يعزز القدرات التنافسية لهذه الصناعة خصوصاً وان الطلب على الملبوسات المصنعة من الاقطان الطبيعية يزداد بصورة منتظمة عالمياً. وإدخال التقنيات الحديثة وتطوير وسائل الانتاج بالجودة العالية يمكن من المنافسة على المستوين العالمي والداخلي وتزداد القيمة المضافة كلما تعمق تصنيع القطن حتى مرحلة الملابس الجاهزة. وأوضح ابوالقاسم ل (الرأي العام) ان «28%» من المنشآت الصغيرة تعمل في الملابس الجاهزة والتريكو من جملة المنشآت التي تعمل في مجال «غزل وغزل ونسيج ونسيج ملابس جاهزة تريكو»، والتي تبلغ «832» مصنعاً، اضافة الى ان هناك تعاقدات بين القوات المسلحة والشرطة لتنفيذ احتياجاتهم من الملبوسات من جانب القطاع العام، وقد بلغت التعاقدات «568» ألف متر من القماش «الزيتي» تم تسليمها وتسليم «0021» متر من القماش المموه، وصلت نسبة التسليم «25%»، ويجرى التسليم على قدم وساق، وهنالك تعاقدات مع مصانع القطاع الخاص تسير بصورة طيبة. من جانبها أوضحت محاسن علي يعقوب بوحدة التكاليف بوزارة الصناعة المشاكل والمعوقات التي تواجه قطاع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة والمتمثلة في ارتفاع اسعار القطن الخام حيث يتم البيع للمصانع المحلية بأسعار الصادر مما يؤدي الى ارتفاع التكلفة للمنتجات الوطنية، وعدم توافر التمويل للتشغيل والتحديث والتطوير وارتفاع عناصر الانتاج أو التشغيل «الكهرباء والوقود.. الخ»، بالاضافة الى تعدد الرسوم والضرائب بين محلية، وولائية، واتحادية والزيادة المطردة سنوياً وارتفاع الرسوم الجمركية على مدخلات مصانع الملابس الجاهزة «الاقمشة»، وعدم وجود اي امتيازات لهذا القطاع، كما يتم تطبيق ضريبة ارباح الأعمال بواقع «01%» على الصناعات بينما يتم تطبيق النسبة بواقع «53%» على المشاغل ومصانع الملابس الجاهزة مما يحدث نوعاً من عدم العدالة. وعزت ضعف الاقبال الى شراء المنتجات المحلية واغراق الاسواق بالمنسوجات والملابس الجاهزة رخيصة الثمن مما ادى الى حدوث منافسة غير عادلة للانتاج المحلي بالاضافة الى استيراد معظم الجهات شبه الرسمية لاحتياجاتها من الملبوسات من الخارج مما يقلل من فرص التسويق والكثير من الجهات الرسمية قامت بانشاء مصانع للملابس الجاهزة مثل القوات المسلحة والشرطة والضرائب.. الخ مما ضيق الفرصة على هذه المصانع. وفي السياق أكد الاستاذ الشاذلي محمد عبدالمجيد وكيل وزارة الصناعة ان الوزارة الآن تقوم بتحديث مصانع النسيج التابعة للقطاع العام حيث تم استجلاب الماكينات والمعدات اللازمة وهي من احدث الماكينات والتقنية الاوروبية وتقوم الشركة المنفذة بتركيب الماكينات التي وصلت مواقع المصانع. وتوقع الوكيل ان تحدث هذه الماكينات طفرة كبيرة في الانتا ج خاصة احتياجات القوات النظامية.