وَقّعَت الحكومة وحركة العدل والمساواة بفندق شيراتون بالدوحة أمس، على اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار بين الطرفين في دارفور، وسط حضورٍ دولي وإقليمي ومحلي كبيرٍ، تَقَدّمه الرئيس عمر البشير والشيخ حمد بن خليفة أمير دولة قطر والرئيسان التشادي إدريس ديبي والأريتري أسياس أفورقي ود. خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة - الذي ظهر بزي مدني - وجبريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وبروفيسور إبراهيم قمباري الممثل المشترك لبعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور وممثلو الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي. وَوَقّعَ د. أمين حسن عمر رئيس وفد الحكومة عن الخرطوم، فيما وَقّعَ أحمد تقد لسان كبير مُفاوضي الحركة عن العدل، وتصافح كل من الرئيس عمر البشير ود. خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، وصَفّقَ لهما الحضور كَثيراً، فيما تَبَرّعت قطر بمبلغ مليار دولار لانشاء بنك تنمية دارفور. وكانت (3) نقاط اخرت التوقيع على الاتفاق تمثلت في اختلاف كلمة في النصين الفرنسي والعربي تتعلق بشأن اطلاق سراح محكومي العدل والمساواة حيث ورد في النص الفرنسي اطلاق سراحهم فوراً، فيما استبدل النص العربي كلمة فوراً ب(بعد)، بجانب ان الوسيط التشادي لم يذكر مستويات الحكم الولائي والاقليمي التي ستشارك فيها الحركة، فضلاً عن ترتيبات جيش الحركة بعد وقف اطلاق النار.وأشاد الرئيس عمر البشير بدور دولة قطر في سلام دارفور، وامتدح جهود إدريس ديبي الرئيس التشادي. واكد التزام الحكومة بالاتفاق وكل البروتوكولات السابقة، واشار إلى ان التوقيع النهائي سيكون قبل منتصف مارس المقبل، وزاد: لن نضيع الوقت.وأكد إدريس ديبي الرئيس التشادي، التزام بلاده للتعاون مع الأطراف المعنية لإنفاذ كل بنود الاتفاق حتى يَتَحَقّق السلام، وقال إنّ تشاد ستضع برنامجاً لضمان تنفيذ الاتفاق وستدعم وتُساند كل الحركات الدارفورية الأخرى وصولاً لاتفاقٍ مماثلٍ معها، واضاف ديبي: ان ما قامت به بلاده هو واجبٌ حتمته الجيرة مع السودان، وأشار إلى ما عَاناه البلدان من الحركات المسلحة والمناوشات على الحدود، وأكد أنه لا رجعة لذلك الماضي. وأعْلنت حركة العدل وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من منتصف يوم أمس إنفاذاً للاتفاق. وأَوضح د. خليل إبراهيم رئيس الحركة خلال مراسم التوقيع، أنّ الاتفاق خطوة في مسيرة السلام ويُمهِّد الطريق للتفاوض لتحقيق السلام الشامل في دارفور، وأكّدَ إلتزام الحركة بتنفيذ الاتفاق كاملاً، وأشار إلى أنّ الطريق للسلام لا يزال يحتاج إلى جهدٍ كبيرٍ، وَدَعَا الطرفين للتنازل لتحقيق السلام الشامل في دارفور. وناشد د. خليل، المجموعات المُسلّحة إلى وحدة جامعة تقوم على الشراكة من أجل الشعب والوطن، وقال: نرغب في شراكة لا غالب ولا مغلوب فيها. وَدَعَا د. خليل، أمير قطر لرعاية الاتفاق، وأشاد بجهوده وتبرعه من أجل تنمية دارفور، وبدور كلٍّ من تشاد وليبيا والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والوساطَة المشتركة بقيادة قطر لإحلال السلام بدارفور. من جانبه أشاد جبريل باسولي الوسيط المشترك بالاتفاق، ووصفه بأنّه خطوة إيجابية تجاه الحل الشامل لأزمة دارفور، وقال إنّه يُمَهِّد الطريق لبدء المباحثات بالدوحة لتحقيق السلام الشامل.إلى ذلك أكّد جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، التزام الاتحاد بمساعدة السودان والأطراف كافَّة لإنفاذ بنود الاتفاق الإطاري حتى يَتَحَقّق السلام والتنمية في أنحاء السودان كافَّة، ووصف جان بينج، التوقيع بأنه خطوة مهمّة في مسار اتفاقات السلام، وأشاد بتعاون السودان مع الاتحاد الأفريقي. وفي السياق قال عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان لدى الأممالمتحدة ل «الرأي العام» أمس من مقر الأممالمتحدة بنيويورك، إنَّ بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة رَحّبَ بالاتفاق، دَاعَياً الأطراف كافَّة لدعم الاتفاق. وأضاف عبد المحمود إنّ الاتفاق أحدث مناخاً طيباً وأشَاعَ جواً من التفاؤل في أوساط الأممالمتحدة بشأن قرب اكتمال السلام في دارفور، واشار إلى انه احاط اصدقاء السودان واعضاء مجلس الأمن ومجموعة عدم الانحياز بنتائج اتفاق الدوحة. ووصف سكوت غرايشون، اتفاق الدوحة بأنه في مصلحة الأطراف كافة، وامتدح الدور التشادي في توقيع الاتفاق، وأكد أنه يعد الخطوة الأولى لنهاية الحرب في دارفور، وأعرب عن أمله أن يكون الاتفاق مختلفاً عن الاتفاقات السابقة، ودعا لتضافر الجهود لإنفاذ الاتفاق. إلى ذلك رحب الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي بالاتفاق، وقال إن د. خليل هاتفه واكد له تمسكه بعهده مع حزب الأمة القومي. وقال خليل بحسب بيان صحفي من مكتب المهدي أمس: (نحن على عهدنا مع حزب الأمة، فإذا جرت الانتخابات في موعدها سنؤيدكم ونقف معكم، وإذا تأجلت لنشارك فيها فسوف نتحالف معكم).