عندما تظلنا ذكرى العميد أحمد المصطفى تجدر الإشارة إلى بعض الحقائق حول سيرة العميد ظلت طي النسيان، فالعميد شكل اختراقاً في العلاقات الثقافية السودانية الأثيوبية فربطته صداقة شخصية بالامبراطور هيلا سلاسي كما أن أغنيات العميد ظلت ومنذ بواكير الستينيات تشكل حضوراً في مكتبه الغناء الأثيوبي لا سيما أغنية «وين يا ناس حبيب الروح» ونرجو إفادة ابنه عز الدين أحمد المصطفى هل لحن أغنية حبيب الروح لحن اثيوبي قديم استلهمه العميد؟! أم هي من ألحان العميد لكنها صارت جزءاً من التراث الموسيقى الأثيوبي خاصة وان عدداً من الفنانين في أثيوبيا تغنوا بها، منهم على سبيل المثال تلهون قساسا ومنليك وأباتيا. من اغنيات العميد التي تشكل حضوراً في مكتبة الغناء الاثيوبي «القربو يحنن» ربما لايقاعها الراقص، كذلك أغنية بنت النيل وقد سمعتها من عدد من المطربات هيمونيت وتقست. ونحن نتملى سيرة العميد لا بد من وقفة عند علاقة العميد أحمد المصطفى بأساطين الفن المصري وقد شاهدت في المعرض الذي أعده نجله عز الدين صورة تجمع العميد بالموسيقار المصري محمد عبد الوهاب وغنى عن القول ان العميد تغنى من كلمات الشاعر المصري الكبير أحمد رامي. وقبل أن يعرف الناس «الدويتو» وفي ليالي المسرح القومي ردد مع صباح «الشحرورة» رحماك يا ملاك يذكر أن ذات الأغنية «رحماك يا ملاك» تم تصويرها سينمائياً في مصر مع الفنانة صباح نفسها إلا أن الاختلاف في حفل المسرح القومي انها كانت ترتدي الثوب السوداني. وصباح الفنانة اللبنانية الجذور ليست بعيدة عن تجربة أخرى خاضها العميد في فتوحاته الفنية وهو يمد الجسور العربية والافريقية فقد غنى العميد من كلمات الشاعر اللبناني المهاجر إيليا أبو ماضي «وطن النجوم أنا هنا حدق أتذكر من أنا» وهكذا ظل العميد يعمل وفق هذه الرؤى الواسعة بادراك العمقين العربي والأفريقي في الشخصية السودانية.